طهران ـ بغداد ـ وكالات: اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس الثلاثاء في طهران ان بلاده تخوض حربا مع "ارهابيين" يهددون المنطقة ويريدون شق صفوف المسلمين وذلك اثر محادثاته مع كبار المسؤولين الايرانيين. وقال العبادي "ان تهديد الارهاب سيشمل وجود جميع دول المنطقة". واضاف "العراق لا يحارب الارهاب فقط، انها حرب شاملة مع كل هذه المجموعات" في اشارة الى داعش ومقاتلين متطرفين اخرين مثل "جبهة النصرة". واضاف "انها تشكل تهديدا للمنطقة وهذه المجموعات الارهابية تحاول خلق انشقاق " كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وكان التلفزيون العراقي ذكر ان زيارة العبادي لايران تستغرق يوما واحدا وتندرج في اطار مساعيه "لتوحيد جهود المنطقة والعالم بمساعدة العراق في حربه ضد داعش ". من جهته تعهد وزير الدفاع العراقي الجديد خالد العبيدي امس الثلاثاء بالتحقيق في تراجع الجيش العراقي امام هجمات داعش ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، مبديا عزمه على "تحرير" المناطق التي يسيطر عليها داعش. وقال العبيدي في خطابه الاول بعد تعيينه في منصبه "سنحقق بعمق وصدق لمعرفة اسباب كل التداعيات السابقة، ونقلها بوضوح وشفافية امام الرأي العام ليأخذ كل ذي حق حقه". اضاف في كلمة بثتها قناة "العراقية" الرسمية "لن نتردد في محاسبة من ثبت اساءته او تقصيره في اداء مهام واجباته المهنية، او تلطخت يديه او استهان بدماء العراقيين من الابرياء، او من لم يتحمل مسؤولية". وتابع "لن نتوانى عن ضرب الفساد والمفسدين، وسنعمل بعون الله على بناء مؤسسة عسكرية مهنية وفق العقيدة الوطنية"، مؤكدا ان "شعارنا من الآن ان نحارب الفساد والارهاب في وقت واحد لانهما وجهان لعملة واحدة". واكد العبيدي، ، عزمه "تحرير المحافظات المنكوبة واستعادة وتحرير كل شبر غال علينا من ارض الوطن وطأته ودنسته حالات التكفير والارهاب". ودعا العراقيين الى نبذ "الشائعات المغرضة التي تفرق ابناء العائلة الواحدة والعشيرة والمدينة، بانه جيش طائفة على حساب طائفة اخرى". على صعيد اخر قتل 18 شخصا على الاقل واصيب نحو 60 بجروح في انفجار ثلاث سيارات مفخخة امس الثلاثاء في شمال شرق بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "12 شخصا قتلوا واصيب 42 بجروح في انفجار متزامن لسيارتين مفخختين داخل مراب مطعم في منطقة الطالبية". وبعد وقت قصير، انفجرت سيارة ثالثة قرب دورية للشرطة كانت تغادر المكان، ما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة 15 بينهم عنصران من الشرطة. واكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا. وأدت الانفجارات الى انهيار كامل لواجهة مبنى المطعم الذي يضم في طبقاته العليا شققا سكنية، اضافة الى احتراق اكثر من 14 سيارة، بحسب صحفي في وكالة الصحافة الفرنسية . وأدت التفجيرات الى تناثر الزجاج وكراسي المطعم. كما انتشرت بقع من الدم على الارض، وامتزجت بالمياه التي كانت تتفجر من الارض اثر تضرر الأنابيب. وقال أحد العاملين في المطعم ويدعى محمد "كنت في الداخل لحظة وقوع الانفجار الاول، وحاولت الخروج، لكني توقعت انفجارا ثانيا". اضاف العامل وهو يبكي تأثرا "صرخت على زملائي الذين اصيبوا بالانفجار الاول الدخول للاختباء داخل المبنى، وبالفعل بعد مرور ثلاثة دقائق فقط، انفجرت السيارة الثانية والتي كانت انفجارها اكبر". وتجمع في مكان الانفجارات عشرات من ذوي الضحايا الذين كانوا يبحثون عن جثث أقاربهم. وقال أحد هؤلاء وهو ينتحب "اين الحكومة؟ اين الشفافية والديمقراطية التي جاؤونا بها؟". اضاف "هل تنفع ديمقراطية وشفافية مع هؤلاء المجرمين؟ ها هم يقتلون المدنيين بدم بارد، ونحن لا نزال نتكلم بالديمقراطية، نحن انتخبناكم، لكننا اليوم نادمون". وتفجيرات امس الثلاثاء هي الأحدث في سلسلة من الهجمات التي وقت في العاصمة العراقية في الايام الاخيرة، ما ادى الى مقتل اكثر من 50 شخصا في ثلاثة ايام. وتعد منطقة الطالبية المتاخمة لمدينة الصدر ، احدى المناطق التجارية الرئيسية في بغداد. وفي حين لم تتبن اي جهة التفجيرات، غالبا ما تكون العمليات الانتحارية ، من تنفيذ داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا. وفي هجوم اخر، قتل شخص واصيب ستة بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة عند مطعم شعبي في منطقة ابو دشير في جنوب غرب بغداد، بحسب المصادر نفسها. كما اصيب ستة اشخاص بجروح اثر انفجار عبوتين ناسفتين في شارع الشيخ عمر وسط العاصمة، وناحية المدائن (25 كلم جنوب شرق بغداد).