دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
استعاد الجيش السوري السيطرة على كتيبة حفظ النظام والمسلمية ومعامل الزجاج والاسمنت شمال حلب، بعد معارك واشتباكات مع المسلحين استمرت لأيام. المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي بدأها منذ أسبوع، سيطر خلالها على حندرات وسيفات والتلال المحيطة بها، والتي أدت إلى اسقاط المناطق ناريا ومن ثم تمشيط تلك المناطق. وتكمن الأهمية الاستراتيجية للعملية في زيادة تأمين الطوق الأمني حول حلب والمدينة الصناعية وسجن حلب المركزي، وإطباق الطوق الكامل على حلب وقطع خطوط امداد المسلحين من المدينة وإليها، ما يهدد سقوط الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المسلحين بيد الجيش السوري. عمليات التمشيط مازالت مستمرة من قبل الجيش السوري وسط اشتباكات في المنطقة الحرة مع المسلحين، في ظل انهيار خطوط دفاعات المسلحين السريع امام ضربات الجيش ترجمت باحكامه السيطرة على المناطق الشمالية، ومحيط سجن حلب المركزي وحندرات وسيفات وجبيلة ومعامل الزجاج والاسمنت وكتيبة حفظ النظام. وفي عين العرب نفذ داعش تفجيرين انتحاريين في شمال المدينة ، في محاولة جديدة لمواصلة تقدمه في المدينة الحدودية مع تركيا. فيما وصلت تعزيزات جديدة الى داعش مصدرها منطقة جرابلس الى الغرب من عين العرب. وبحسب مصادر ميدانية ، فجر انتحاريان من داعش نفسيهما في شمال المدينة، وتلى ذلك سقوط قذائف مصدرها مواقع لداعش على وسط المدينة، و لم يتبين إن كان التفجيران أوقعا اصابات او قتلى. من جهة أخرى، شن طيران التحالف الدولي، امس، 3 غارات جوية استهدفت مناطق يتمركز فيها مقاتلو "داعش". وتركزت غارات التحالف على منطقة مشتى نور، وقرية ترميك، بالإضافة إلى محيط شارع 48 في كوباني. من جانب آخر، اندلعت اشتباكات بين قوات وحدات الحماية الشعبية الكردية ومسلحي "داعش" بالقرب من حيي عربينار والصناعة شمالي مدينة كوباني. وذكرت المصادر أن مسلحي "داعش" شنوا هجوما على جميع المحاور في كوباني باتجاه المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الأكراد. من جانبه توقع متحدث باسم وزارة البشمرجة في إقليم كردستان شمال العراق، امس، أن تشارك قوات كردية في الدفاع عن بلدة عين العرب خلال الأيام المقبلة. مؤكدا أن سلطات الإقليم لم تحرك حتى اللحظة أي قوات، باتجاه مدينة عين العرب كوباني. وفي سياق متصل دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تركيا إلى فتح حدودها مع سوريا لإيصال المساعدات إلى بلدة عين العرب في سوريا. وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه من الضروري لنجاح المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية إشراك دول الجوار وضمان مشاركة وفد واسع التمثيل للمعارضة. وبخصوص مضمون المفاوضات بشأن التسوية السورية اشار لافروف في لقاء مع المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في موسكو امس: إلى أن هناك أساسا جيدا، ألا وهو بيان جنيف الصادر في 30 يونيو عام 2012. وأضاف أن "المبدأ الرئيسي الذي سنصر عليه هو ضرورة تهيئة الظروف لتقوم الأطراف السورية وممثلو كافة الطوائف والقوى السياسية بتقرير مصير بلادهم بأنفسهم".مؤكدا أن موسكو ستدعم الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات السورية - السورية، مشيرا إلى أن الأزمة السورية هي إحدى أهم قضايا العصر. من جانبه استبعد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إمكانية تسوية الأزمة بطرق عسكرية. وقال دي ميستورا إن المهمة الأساسية الآن تتمثل في استئناف العملية السياسية، التي كانت هناك محاولات لإعادة إطلاقها سابقا، وإعطائها زخما جديدا. وأكد أن نقطة البداية يجب أن تتمثل في إقامة حوار سياسي شامل من أجل حل هذه القضية. وفي موضوع متصل اتهمت الخارجية الروسية, امس, أميركا بأنها تجاهلت قضية استخدام مواد سامة من قبل" (داعش) وغيره من التنظيمات في سوريا والعراق، لكنها تواصل حملتها ضد الحكومة السورية وتتهمها بإخفاء جزء من ترسانتها الكيميائية العسكرية ودعت، الخارجية الروسية، في بيان لها, الولايات المتحدة الأميركية إلى التخلي عن استخدام "معايير مزدوجة" بشأن الأسلحة الكيميائية في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت ميداناً لتدرب "الإرهابيين" على إنتاج واستعمال المواد الكيميائية السامة.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهم, شهر ايلول الماضي، النظام السوري بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية باستخدامه غاز الكلور كسلاح خلال العام الجاري. ولفت البيان إلى أن واشنطن تحمل الحكومة السورية والجيش "بشكل قاطع" مسؤولية استخدام مواد تحتوي على غاز الكلور رغم عدم انتهاء التحقيق في هذه القضية من قبل اللجنة الخاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وفي ذات السياق شدد مساعد وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان خلال استقباله ، ستيفان دي ميستورا، على أن النجاح في الشأن السوري "يكمن في الأخذ بعين الاعتبار الحقائق الموجودة في الساحة السورية وتجنب تكرار الأخطاء" في إشارة إلى الموقف الإيراني الداعم لنظام الأسد. مضيفا أن إيجاد منطقة عازلة داخل سوريا "سينتهك سيادة هذا البلد ويجعل الأوضاع أكثر تعقيدا". من جانب اخر كشفت مندوبة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة، ماريا كريستينا بيرسيفال، إن "مجلس الأمن الدولي يدرس إمكانية تزويد قوات حفظ السلام في الجولان المحتلة بطائرات بدون طيار"، لافتة إلى أن "تلك الخطوة تتطلب موافقة إسرائيل وسوريا أضافت، بيرسفال، في تصريحات صحفية، امس، أن "الأمم المتحدة استعملت ذلك النوع من الطائرات في عدد من المناطق بالعالم التي تنتشر فيها قوات حفظ سلام". وقامت الأمم المتحدة، منتصف الشهر الماضي، بسحب قوات السلام من الجانب السوري من الجولان المحتل، مشيرة إلى أن جنودها مهددون بتقدم مجموعات مسلحة سوريا. وتعرضت تلك القوات لعدة هجمات من مقاتلين معارضين، فضلا عن قيام "جبهة النصرة" باحتجاز 45 جنديا من تلك القوات لعدة أيام. وأكد، مجلس الأمن، في بيان رئاسي، في وقت سابق، على دعم القوات الأممية لمراقبة فض الاشتباك في الجولان المحتل (اندوف)، وعدم سحبها أو حلها، مشددا على عودة تلك القوات إلى مواقعها هناك.
ويبلغ عدد قوات الامم المتحدة في الجولان 1233 رجلا يتحدرون من ست دول هي الهند وفيجي والفيليبين وايرلندا وهولندا والنيبال. وتم اخيرا تجديد مهمتها لستة اشهر بحيث تنتهي في 31 كانون الاول 2014. احتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا، في حين تم التوقيع على اتفاقية لوقف إطلاق النار في 1974، بوساطة من الأمم المتحدة.