مسقط ـ الوطن:
حقّق فريق عُمان للإبحار المركز الثالث في النسخة الأولى من "دوري الأبطال للإبحار الشراعي" التي أقيمت في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال الفترة من 17الى 19 أكتوبر الجاري، وذلك ضمن منافسة ضمّت 92 بحاراً من 23 نادياً تمثّل 14 دولة من أوروبا إضافة إلى كندا والولايات المتحدة وهونج كونج. وقد أجريت سباقات الدوري على قوارب الجي 70 بواقع 45 سباقاً موزعة على ثلاثة أيام شارك فيها عدد من البحارة المحترفين بعضهم يحمل ميداليات أولمبية، وبعضهم يحملون ألقاب بطولات عالمية، وآخرين احترفوا المنافسة في سباقات فولفو المحيطية المشهورة.
وقد ضم الفريق العُماني المشارك البحار علي البلوشي الذي شارك في العديد من سباقات موسم المشاركات الأوروبية منها الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي، إضافة إلى ناصر المعشري الذي يعد من الكفاءات القوية حيث يبحر على متن قارب الموج مسقط المشارك في سلسلة الإكستريم للإبحار الشراعي ويأمل الفوز في الجولة النهائية من السلسلة في مدينة سدني الأسترالية في ديسمبر المقبل، بعد أن طافت السلسلة سبع مدن حول العالم. وشارك في القارب أيضا الربان البريطاني روبرت جرينهالج ربان قارب الطيران العماني في سباقات الإكستريم، والبحار فيل روبرتسون من الفريق النيوزلندي في سباقات الإكستريم.
ولم تكن المنافسة في كوبنهاجن من أجل الفوز فقط، حيث قام منظمو الدوري بتدشين حملة إلكترونية لجمع التبرعات التي يعود ريعها لصالح الأطفال، وذلك من خلال قيام المشجعين بالتصويت لفريقهم عبر الإنترنت، ومع كل صوت تقوم شركة أس أيه بي، عملاقة البرمجيات الأوروبية، بالتبرع بمبلغ 5 يورو لصالح الأطفال، واستطاعت الحملة جمع ما يعادل 12.300 ريال عُماني. وتجدر الإشارة إلى أن تأسيس هذا الدوري يهدف أساساً إلى التوعية بالمنظمة الدولية للطفولة.
وتأتي حيازة المركز الثالث في كوبنهاجن بعد أسبوع حافل لمشروع عُمان للإبحار حيث فاز قارب الطيران العماني الأسبوع الفائت في السباق الاستعراضي لقوارب الإكستريم 40 ضمن فعاليات افتتاح سباق باركولانا في إيطاليا الذي يعد الأضخم على المستوى الأوروبي، وبعدها بأسبوع حقق فوزاً آخر بحصوله على المركز الثالث في دوري الأبطال للإبحار الشراعي في كوبنهاجن. أما على صعيد الناشئين فقد حقق ستة أشبال خلال الأسبوع الفائت إنجازا بحصولهم على ميدالية فضية في البطولة الأفريقية لقوارب الأوبتمست، والتي نظمتها الجمعية الدولية للأوبتمست في مدينة أغادير بالممكلة المغربية. وقد شهدت هذه البطولة مشاركة ستة أشبال عمانيين من مختلف مدارس الإبحار في السلطنة، استطاعو المنافسة بقوة والخروج بالميدالية الفضية بكل جدارة في سباقات الفرق، وهو إنجاز يضاف إلى حصيلة النجاحات التي حقّقها هؤلاء الأشبال وإلى سجل إنجازات برنامج عُمان للإبحار للناشئين الذي ترعاه الشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل) وتشارك في دعمه الشركة العُمانية للنقل البحري. وإلى جانب سباقات الفرق، ضمت البطولة كذلك سباقات فردية شارك فيها ثلاثة من البحارة الستة وأثبتوا من خلالها قدرة على التأقلم مع الرياح القوية التي تختلف عن الرياح الهادئة التي تعودوا عليها في البحار العُمانية، واستطاعوا تحقيق نتائج تدل على تحسن أدائهم بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الفائت.
نبذة عن مشروع عُمان للإبحار
يعدّ مُشروع عُمان للإبحار مؤسسة غير ربحية ومبادرة وطنية تهدف للإسهام في تنمية الكوادر البشرية من خلال الرياضة، وتسعى لإحياء الموروث البحري الذي اشتهرت به السلطنة منذ القدم، إضافة إلى الترويج للبلاد إقليمياً وعالمياً كأحد أهم الوجهات السياحية والاستثمارية من خلال المشاركة في السباقات الدولية وإقامة الفعاليات المحلية. وقد انطلق المشروع في عام 2008م ، ومن حينها وهو يعمل على تدريب الشباب العماني وتأهيل كادر قادر على ممارسة هذه الرياضة بمفهومها المعاصر. ويتيح المشروع برنامجاً متساوي الفرص للرجال والنساء لتعلّم رياضة الإبحار الشراعي، كما استطاع خلال ست سنوات أن يستقطب 16500 شاباً وشابة للتعرّف على هذه الرياضة، ويصبو المشروع إلى مضاعفة هذا العدد ليصل إلى 70 ألف متدرب بحلول عام 2020م من خلال مبادرات وبرامج يتم تنفيذها عبر ثماني مدارس للإبحار الشراعي تتوزع على طول ساحل عُمان. وقد تم بالفعل افتتاح أربعة منها في مشروع الموج مسقط، وفي ولاية المصنعة، وبندر الروضة، وولاية صور. واستطاع المشروع أن يؤسس فريقاً وطنياً من البحارة العمانيين القادرين على المنافسة محليا ودوليا في السباقات الشاطئية منها والمحيطية، ويعمل هذا الفريق بالإضافة إلى الفرق الناشئة وفق مخطّط لصقل أدائهم يهدف على المدى الطويل إلى المشاركة في أولمبياد 2024م وإحراز ميدالية أولمبية تحمل اسم السلطنة عالياً في مجال الإبحار الشراعي.