"الحسني" افتتح فعاليات اليوم الأول .. واليوم ختامها

البريمي ـ من سلطان بن خميس اليحيائي :
تختتم مساء اليوم ندوة الفنون الشعبية العمانية التي ينظمها المنتدى الأدبي وانطلقت مساء أمس تحت رعاية معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام واقيمت على مسرح المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي بحضور سعادة السيد إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي وسعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية وعدد من اصحاب السعادة والمسؤولين ولفيف من المهتمين بهذا المجال .
حيث يشهد اليوم الختامي مساء تقديم ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان دراسة طرائق أداء الفنون الشعبية العمانية وتمظهراتها الدرامية للباحث جمعة بن خميس الشيدي ودراسة الفضاءات التواصلية للفنون الشعبية العمانية فنون الزراعة أنموذجا للباحثة حمدة بنت سعيد الشامسية أما الورقة الثالثة فهي للباحث حمود بن حمد الغيلاني بعنوان علاقة الفنون الشعبية العمانية بالحياة اليومية للإنسان العماني.
وكانت قد بدأت الندوة أمس بكلمة القاها راشد بن صالح الشيادي مدير المنتدى الأدبي وقال فيها ستسلط الندوة الضوء على جوانب مهمة من فنوننا الشعبية العمانية التي كانت مثارا للإعجاب والاعتزاز، وتفتح الباب أمام الدارسين والباحثين وطلبة العلم والمعرفة من خلال منهجية البحوث وخبرة مقدميها الذين أسهموا وبكل فخر في توثيق الكثير من هذه الفنون وكان لهم السبق في تقديمها للمتلقي بمنهجية واضحة أثرت تأثيرا كبيرا في الحفاظ عليها من الاندثار والنسيان.
واختتم حديثه بأن انعقاد ندوة الفنون الشعبية العمانية يأتي في إطار رغبة وزارة التراث والثقافة ممثلة بالمنتدى الأدبي في التعريف بالثقافة الشعبية العمانية والكشف عن تاريخها الذي لم يتم تدوينه وعن تراثها وفكر أبنائها وجانب من حضارتها ونهضتها.
ثم بدأت الجلسة الأولى التي أدارتها الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية بورقة عمل بعنوان الفنون الشعبية العمانية والنمو المعرفي للإنسان العماني قدمتها الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية تحدثت من خلالها عن استخدام الفنون الشعبية في حياتنا اليومية وخاصة في مناسبات الأفراح في مختلف محافظات السلطنة وكيف تكون الأعراس وتختلف من محافظة لأخرى مع إعطاء أمثلة متنوعة عن بعض الأعراس مع الاستشهاد بمجموعة من النصوص الشعرية التي يتغنى بها الرجال والنساء من خلال فنونهم الشعبية وكيف تكون زفة العريس والعروس والتطرق الى النمو المعرفي للإنسان العماني مع ذكر التحولات الاقتصادية التي طرأت على الإنسان العماني وقارنت بين الزواج بين الإنسان العماني في الماضي والحاضر والسلوكيات الخاطئة التي تمارس في المبالغة في حفلات الزواج والتي تؤدي إلى تمزق الأسرة . وتطرقت إلى زواج الأقارب وبعض المشاكل الوراثية الناجمة عن ذلك .
أما الورقة الثانية قدمها الباحث راشد بن مسلم بن هديب الهاشمي من دائرة الفنون الشعبية بوزارة الثقافة بعنوان دراسة البنية الإيقاعية للفنون الشعبية العمانية قال فيها إن الفنون الشعبية فنون لم تنبع من فراغ، بل هي نتيجة التفاعل بين الأفراد والجماعات والبيئة المحيطة في الأزمنة والأمكنة المختلفة، فلا يعرف من هو مبدعها الحقيقي، فهي تمارس بشكل دائم وبتكرار تلقائي خلال أجيال متعاقبة، والفنون الشعبية العمانية هي أسلوب حياة تعايش معها الإنسان العماني في جميع نواحي حياته من المهد الى اللحد.
وأضاف بأنها وسيلة للتعبير عن ما في النفس من مشاعر مختلفة ومتضادة فالذي لا نستطيع أن نعبر عنه بالكلام نستطيع أن نعبر عنه بالموسيقى والغناء والرقص. وتتميز سلطنة عمان بتراث فني شعبي فريد ومتنوع الأصول والوجوه، فمنه المحلي القديم الاصيل، ومنه المتأثر بأولئك الذين قصدوا أراضيها واستوطنوا فيها، يوم كانت حدود الإمبراطورية العمانية تصل إلى بلوشستان وتطرق قلب إفريقيا، فتفاعل مع التراث المحلي وصار جزءاً منه، وقد أنتج هذا التنوع في مشارب الفنون الشعبية والغرض منها وبيئاتها المختلفة ثراءً في تنوع الأوزان الموسيقية والشعرية على حد سواء،فهناك أوزان بسيطة ثنائية وثلاثية ورباعية وهناك موازين مركبة، نتج عنها بنية إيقاعية مختلفة ومتعددة سواء كانت بسيطة أو مركبة التكوين، فالإيقاع هو من أهم ما يميز هذه الفنون، حيث يعتبر الصفة السائدة في موسيقى عمان التقليدية والباعث الأساسي لفن الأداء الحركي في عالم الفنون الشعبية العمانية.
الايقاع في الشعر واللحن والضرب الإيقاعي وكذلك العوامل التي ساعدت في اختلاف البنية الايقاعية في الفنـــــــون الشعبية العمانية متطرقا إلى أصول الفن والتقطيع العروضي لها والتيمة الغنائية والضرب الإيقاعي مع ذكر بعض الأمثلة من الفنون العمانية مثل العيالة .
واختتم ورقته بذكر نتائج دراسته من خلال معاينة البنية الإيقاعية في العينة المختارة من الفنون الشعبية، نجد أن البنية الإيقاعية في الفنون الشعبية العمانية من خلال العروض الموسيقية للشعر والايقاع الداخلي اللحني والضرب الايقاعي المصاحب متحدة في الأوزان الموسيقية والوحدة الزمنية الموسيقية، مع الاختلاف في التقسيم الداخلي أو الشكل الإيقاعي بالإضافة إلى أن الضرب الايقاعي ذا بنية تتكون من خطين إيقاعيين أو أكثر وكل خط من الخطوط مبني على ضرب إيقاعي ذي تفعيلة بسيطة، وينتج عن اتحاد تلك الخطوط ضرب إيقاع متشابك ومركب.
وفي نهاية الجلسة فتح باب المجال للمناقشة .
جاءت هذه الندوة والتي تختص بالفنون الشعبية نظرا لتنوع هذه الفنون وتعدد الأماكن والبيئات الحاضنة لها وقد تم التركيز على فنون الرزحة بأنواعها وفن الباكت وفنون البحر وفنون الأفراح المالد وفنون الزراعة أيضا قدمها نخبة من المختصين لتشمل أربعة محاور وهي البنية الشعرية للفنون الشعبية العمانية وأساليبها والإيقاع والأداء الحركي في الفنون الشعبية وكذلك أنثروبولوجيا الفنون الشعبية مختتما بفضاءات الفنون الشعبية.