كويتا (باكستان) ـ وكالات: قتل وأصيب عشرات الباكستانيين امس بهجومين منفصلين في إقليم بلوشستان إحداهما طائفي والآخر استهدف تجمعا حزبيا.
وقع انفجار وسط تجمع لحزب "جماعة علماء الاسلام-جناح فضل" السياسي ، بحسب الشرطة.
وقال مولانا فضل الرحمن رئيس الحزب الذي يشكل اكبر مجموعة دينية في البرلمان الباكستاني انه يعتقد انه كان مستهدفا في التفجير الذي وقت في كويتا عاصمة ولاية بلوشستان.
وصرح مسوؤل الشرطة في كويتا حميد خان "وقع انفجار قنبلة وقتل شخص واصيب 14 اخرون".
ووقع الانفجار بعيد القاء فضل الرحمن كلمة في التجمع.
وصرح فضل الرحمن لتلفزيون جيو "كنت في سيارة مضادة للرصاص، ولهذا نجوت. وتلطخت سيارتي بالدم والاشلاء البشرية".
واضاف "لقد تضررت سيارتي بشكل كبير، ودمرت تقريبا. وتشقق الزجاج الامامي لسيارتي، واصبنا بصدمة كبيرة، ولكنني انا واصدقائي الذين كانوا داخل السيارة بامان واحياء".
وهذا هو ثالث هجوم يستهدف فضل الرحمن خلال ثلاث سنوات. فقد وقع انفجار في تجمع للحزب في مايو 2013 ادى الى مقتل اكثر من 20 شخصا، فيما استهدف فضل الله مرتين في العام 2011.
من جهة أخرى اعلنت الشرطة الباكستانية مقتل ثمانية اشخاص في هجوم طائفي استهدف امس حافلة كانوا على متنها في احد الاسواق على مشارف كويتا كبرى مدن بلوشستان (جنوب غرب) التي تشهد اعمال عنف طائفية باستمرار.
ويأتي هذا الهجوم الذي نفذه رجلان لاذا بالفرار، مع اقتراب عاشوراء نهاية هذا الاسبوع الذي يشهد عدة مواكب دينية شيعية تبلغ ذروتها في العاشر من محرم. وغالبا ما تتعرض هذه المواكب لهجمات من قبل متطرفين سنة في باكستان.
وقال عمران قرشي المسؤول الكبير في الشرطة المحلية ان الهجوم وقع في سوق للخضار والفاكهة في ضاحية كويتا كبرى مدن ولاية بلوشستان المضطربة.
واضاف ان "تسعة من اتنية الهزارة كانوا جالسين في المقاعد الخلفية من حافلة صغيرة بعد شراء خضار في احد الاسواق عندما اطلق رجلان النار عليهم من سلاح الي".
واضاف قرشي ان "ثمانية من الشيعة قتلوا واصيب اخر بجروح"، موضحا ان غالبية الضحايا قتلوا برصاصة في الرأس. واكد قائد الشرطة المحلية عبد الرزاق شيما بعد ذلك هذه الرواية للوقائع وحصيلة الضحايا.
وقال احد رجال الاسعاف في موقع الهجوم ان جثث القتلى التي غطنها الدماء سقطت الواحدة تلو الاخرى ومعظمها مصابة برصاصة في الرأس. وقد نقلت بعد ذلك الى المستشفى في المنطقة.
واغلقت الشرطة وعناصر جرس الحدود لمنطقة وقاموا بابعاد الفضوليين خوفا من هجوم تال.
وبعد ساعات على هذا الهجوم، انفجرت قنبلة كانت مزروعة في دراجة نارية لدى مرور قافلة من قوات شبه عسكرية في كويتا، فقتل اثنان من المارة على الاقل، واصيب اثنا عشر آخرون.
وقال عبد الرزاق شيما ان "هذه القنبلة زرعت في دراجة نارية ركنت في شارع كامبراني". واضاف "قتل اثنان من المارة وجرح 12 آخرون".
واكد ناطق باسم حرس الحدود وجراح في الشرطة الهجوم وحصيلة ضحاياه.
وغالبا ما تشهد ولاية بلوشستان الغنية بالثروات هجمات تشنها مجموعات سنية متطرفة على الاقلية الشيعية التي تمثل حوالى 20% من سكان باكستان البالغ عددهم الاجمالي اكثر من 180 مليون نسمة.
وقتل خلال السنتين الماضيتين حوالى الف شيعي معظمهم من الهزارة الذين يتميزون بملامح اسيوية تجعل من السهل على المتطرفين رصدهم.
وفي بداية 2013، اسفر انفجاران في احياء الهزارة عن حوالى مئتي قتيل في كويتا، وهي الاعتداءات الاكثر دموية التي تستهدف هذه الاقلية في تاريخ باكستان، وحملت عددا منهم على مغادرة هذا الاقليم غير المستقر.
وفي تقرير نشر الاسبوع الماضي، قدرت اللجنة الباكستانية لحقوق الانسان بمئتي الف عدد الهزارة الذين فروا من بلوشستان في العقد الاخير للجوء الى المدن الكبرى او الى الخارج.
ومع اقتراب شهر محرم اول اشهر السنة الهجرية الجديدة الذي شهد عدة هجمات معادية للشيعة في السنوات الاخيرة، دان مجلس العقيدة الاسلامية الهيئة المكلفة اصدار توصيات للبرلمانيين حول القضايا الدينية، اي لجوء الى العنف باسم الاسلام.
وقال المجلس في "مدونة سلوك" اقرها ان "الارهاب والعنف يخالفان تعاليم الاسلام واعتبار اتباع اي مذهب كفارا امر مناف للاسلام ومدان ويستحق حتى عقوبة الاعدام".