باعتبار أن الإنسان هو الأداة والغاية للنهضة المباركة، كان الالتزام ببناء المنظومة الصحية على رأس اهتمامات القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ليمتد هذا الالتزام على شكل تطوير هذه المنظومة، وجعلها قادرة على تلبية متطلبات كل مرحلة وفق مسارين رئيسيين هما تدعيم البنى الأساسية للمنظومة على المستويين التقني والبشري، وأيضًا وضع الرؤى الاستراتيجية القادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
ومن خلال الخطط الخمسية المتعاقبة للتنمية الصحية وما صحبها من مشاريع, استطاعت السلطنة إنجاز بنية أساسية صحية متطورة مدعمة بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الطبية الحديثة، مع كادر بشري على درجة عالية من الكفاءة، وذلك لتوفير الخدمة الصحية الجيدة لكافة سكان السلطنة، لتأتي أهداف التنمية المستدامة متماشية مع النظرة المستقبلية للنظام الصحي في السلطنة (الصحة 2050) لضمان تمتع جميع أفراد المجتمع بعناية راقية وصحة مستدامة.
وبنهاية عام 2018 تشير الإحصائيات إلى أن عدد المستشفيات بلغ بالسلطنة 81 مستشفى بينها 50 مستشفى تابعة لوزارة الصحة تضم 5 آلاف و27 سريرًا، فيما بلغ عدد المجمعات الصحية التابعة لوزارة الصحة 22 مجمعًا، والمراكز الصحية 185 بينها 130 بدون أسرة و55 مركزًا تضم 95 سريرًا.
كذلك فإن عدد العاملين في المؤسسات التابعة لوزارة الصحة بلغ 39 ألفًا و303 حيث بلغ عدد الأطباء نحو 6 آلاف و533 طبيبًا بينهم ألفان و412 اختصاصيًّا.
واستطاعت المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة إجراء 121 ألفًا و812 عملية جراحية خلال عام 2018م، حيث تنوعت هذه العمليات بين الكبرى بعدد بلغ 52 ألفًا و274 والصغرى بعدد بلغ 69 ألفًا و538 عملية.
وتستكمل المنظومة الصحية بنيتها الأساسية برؤى استراتيجية، حيث بدأت السلطنة ممثلة بوزارة الصحة في تبني التخطيط الصحي منذ عام 1976م، ثم إعداد البرامج الصحية التي تم توجيهها للمشكلات الصحية ذات الأولوية، حيث تتصدى تلك الخطط للتحديات المتوقع حدوثها والتي تم تحديدها من خلال تحليل الأوضاع الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والوبائية.
وتعكف السلطنة على وضع المزيد من الرؤى لاستراتيجية طويلة المدى الرامية لاستدامة جودة الخدمات الصحية، وتيسير الحصول عليها في كافة محافظات السلطنة .. وتستمر المسيرة.

المحرر