من بين ست عمليات على مستوى العالم
مسقط ـ الوطن:
تمكن فريق طبي بمستشفى جامعة السلطان قابوس من القيام بعملية استبدال عظمة الساق لمريضة تبلغ من العمر ثمانية عشرة عاماً، تم خلالها استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشكيل العظم بخليط من المواد المصنعة القابلة للتحلل الطبيعي (PCL+TCP) بعد اعتمادها مخبرياً، ومن ثم زراعته في الساق وتحفيزه بالمحلول العظمي ونخاع العظم لينمو عليه العظم الطبيعي وذوبان المادة الصناعية وتحللها ليتخلص منها الجسم بعد ذلك، وتميزت باستخدام تقنية حديثة كما رافقها اكتشاف تكون العظم بشكل طبيعي حول العظم الذي تم زراعته، وتكون أوعية دموية كثيرة ووجود تنشيط حيوي داخلي تحفز تكوين العظم، وتعد هذه العملية الرابعة من بين ست عمليات تم إجراؤها على مستوى العالم، حيث تم إجراء عمليتين في السلطنة وثلاث عمليات في ألمانيا وعملية واحدة في أستراليا.
وقد أجرى هذه العملية طاقم طبي برئاسة الدكتور سلطان بن محمد المسكري استشاري أول ورئيس وحدة جراحة العظام بالمستشفى الجامعي وفريق طبي مكون من الدكتور محمد المطاعني والدكتور أيمن العامري والدكتور أحمد ياسين والدكتور رحيل مظفر وفريق تخدير وفريق متخصص في التمريض والعلاج الطبيعي.
في حالات فقدان العظم التي عادة ما تكون بسبب الحوادث أو الأمراض التي تتطلب البتر كالسرطان وغيره، يتم نقل عظم من الساق الأخرى للمريض أو تطويل العظم باستخدام مثبتات خارجية أو داخلية والتي تتطلب وقتا طويلا وإجراءات علاجية كثيرة، فمثلاً تطويل (10) سنتيمترات من العظم قد يستغرق مدة سنة ونصف من العلاج إضافة إلى معاناة المريض لكثير من الألم مع وجود جهاز التطويل العظمي خارج جسم المريض، وفي حالات السرطان يوجد بعض القلق من تجدد الخلايا السرطانية في العظم مرة أخرى بعد عملية التطويل. وهناك عدة بدائل متاحة لعلاج مثل هذه الحالات كعمل مفصل صناعي أو الحشو بالمادة الإسمنتية (PMMA) لكن هذه البدائل لا تجدد نفسها ولا تكون مجدية مع مرور السنوات خصوصاً في حالات صغر سن المريض واستمرار العظم في النمو مما يخلق تباينا في طول العظم بين الساقين وبالتالي وجود فجوات تستلزم معها عمليات تطويل العظم. أما استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في تشكيل العظم لعلاج مثل هذه الحالات فتعد الطريقة الأحدث على مستوى العالم، حيث تستخدم هذه التقنية في علاج فجوات الرأس والفك والعين والوجه، والتي تتطلب حشو فجوات صغيرة فقط، أما في العظام التي تحمل الوزن وطبيعتها والمجهود المطلوب منها فيختلف ذلك تماماً، فلم تكن المعلومات العلمية عنها متوافرة بشكل كبير، وكان ذلك حافزاً لتجميع المعلومات المخبرية والدراسات عن الحالات التي تم استخدام هذه التقنية بها، و كانت المعطيات تؤكد أنه لا يوجد أي ضرر من استخدام هذه المادة.
مثل هذه العمليات تفتح آفاقاً واسعة أمام الطاقم الطبي لاستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في سد مختلف الفجوات في جسم المريض التي قد تنشأ إما بسبب العيوب الخلقية أو الحوادث أو الأمراض المختلفة كالسرطان وغيره والتي قد تغير خارطة العلاج لهذه الحالات المرضية، ويتم ذلك بعد إجراء العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي تتطلب الدعم المادي من مختلف المؤسسات، وبحث إمكانية تصنيع هذه المواد محلياً.