صنعاء ـ وكالات: تجددت مساء أمس الخميس الاشتباكات المسلحة بين مسلحي القبائل وعناصر تنظيم القاعدة من جهة ، ومسلحي جماعة الحوثي (أنصار الله) من جهة أخرى في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. فيما يستعد الحراك اليمني الجنوبي لتصعيد احتجاجاته المطالبة بالانفصال عن الشمال إذ دعا لـ"يوم غضب" الجمعة في عدن، فيما انضمت فصائل جديدة إلى الاعتصام المستمر في كبرى مدن الجنوب بحسب ما أفاد ناشطون في الحراك أمس الخميس. وقال الصحفي فهد الطويل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المواجهات تجددت منذ المغرب، بعد أن شهدت المدينة هدوءا حذرا منذ البارحة. وأوضح الطويل أن كلا الطرفين يستخدم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في الاشتباكات التي لا تزال مستمرة في منطقة قلعة رداع، وباتجاه دار النجد إضافة إلى وادي ثاه شمال مدينة رداع. وقال الطويل:" إن جميع القبائل خرجت للقتال إلى جانب عناصر القاعدة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على مناطقهم من الحوثي". ولم يتدخل الجيش بعد في تلك المواجهات بحسب الطويل، الذي أشار إلى أن الجنود متواجدون فقط بداخل معسكراتهم. وقالت مصادر محلية لـ (د.ب.أ) إن تلك الاشتباكات نشبت مجددا بعد محاولة الحوثيين التقدم نحو منطقة قيفة، في حين صدتهم القبائل المتواجدة في تلك المنطقة. وتشهد مدينة رداع وهي إحدى أهم مدن محافظة البيضاء معارك متقطعة بين الحوثيين والقبائل المساندة لعناصر القاعدة منذ أسبوع، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من كلا الطرفين. وأعلنت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة أمس في آخر منشور لها على حسابها في تويتر مقتل 18 حوثيا جراء تفجير عبوات ناسفة على أطقم تابعة للحوثيين في البيضاء. على صعيد آخر تزداد يوما بعد يوم خيم المحتجين من أنصار الحراك الجنوبي الذين بدأوا في الـ14 من أكتوبر اعتصاما مفتوحا للمطالبة بـ"فك الارتباط"، إذ رأوا في توسع انتشار الحوثيين في الشمال والفراغ الحكومي وهشاشة الدولة في صنعاء فرصة ثمينة لصالح مطالبهم. وانضم الآلاف من موظفي المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية والمهنية في عدن والمحافظات المجاورة لها إلى ساحة الاعتصام الواقعة في حي خور مكسر بمدينة عدن ونصبوا خياما للمشاركة في الاحتجاج والمطالبة بالانفصال. وبحسب الناشطين، فإن مطلب الانفصال يتمتع بتأييد شعبي غير مسبوق بسبب توسع الحوثيين وتراجع دور الدولة في صنعاء. وانضمت إلى الاعتصام نقابات موظفي شركة مصافي عدن وميناء عدن وشركة النفط والاتصالات والتربية والتعليم وإذاعة وتلفزيون عدن وصحيفة 14 أكتوبر الرسمية وغيرها. وترفرف أعلام دولة الجنوب السابقة فوق معظم المخيمات. ومساء حضر الزعيم الجنوبي حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي مع قيادات أخرى من فصيل مجلس الثورة الجنوبية للتحرير والاستقلال الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، وتم الإعلان عن "اندماج الفصيلين" في مكون واحد أطلق عليه اسم المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب. وأصدر هذا المكون الجديد بيانا أكد فيه هدف "التحرير والاستقلال واستعادة وبناء دولة الجنوب بهويتها الجنوبية في إطار نظام برلماني فيدرالي تعددي وشرعية الرئيس علي سالم البيض". ودعا البيان أبناء الجنوب إلى "الخروج والمشاركة في جمعة الغضب" في ساحة الاعتصام المفتوح بمدينة عدن "من أجل تحرير واستعادة الدولة" السابقة. كما دعا المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي من أسماهم "أبناء الجنوب" الذين يعملون لدى السلطات المحلية لاسيما المنضوين في صفوف القوات المسلحة والأمن للانضمام إلى المتظاهرين.