روما ـ ا.ف.ب: اعلنت سفارة فرنسا في الفاتيكان ان قنبلة يدوية الصنع انفجرت امس بالقرب من كنيسة تديرها فرنسا قبل ساعات من زيارة الرئيس فرنسوا هولاند للفاتيكان.
وقالت سكرتيرة السفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي ان الشارع الذي انفجرت فيه القنبلة يضم "كنيسة سانت ايف دي بروتون التي تشكل جزءا من "المؤسسات الدينية لفرنسا في روما ولوريت".
واسفر الانفجار عن اضرار مادية فقط.
واستقبل البابا فرنسيس هولاند في لقاء يتوقع ان يسجل تقاربا في وجهات النظر بشأن الازمات الدولية والعدالة الاجتماعية لكن مع خلاف عميق حول مسائل اخرى مثل الاجهاض والموت الرحيم.
وهي اول زيارة الى الفاتيكان يقوم بها فرنسوا هولاند الذي زار ايطاليا اربع مرات، بعد عشرين شهرا على انتخابه.
وزيارة الرئيس الفرنسي الى روما ستكون قصيرة لا تتجاوز الاربع ساعات والنصف. ويرافقه وزير الداخلية المكلف الاديان مانويل فالز.
والرئيس الفرنسي الاشتراكي المدافع عن العلمانية والمؤيد لفكرة الزواج للجميع ووضع حد للحياة وهي من المواضيع التي تزعج الكنيسة، رغب في لقاء البابا الذي يعتبر "سلطة معنوية كبيرة" ويمكن ان يكون "مفيدا" في تسوية الازمة السورية والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
كما يرغب هولاند ايضا بحسب احد مستشاريه توجيه "رسالة قوية للحوار " الى الكاثوليك، فيما لا يحظى بشعبية لدى الغالبية منهم مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاوروبية.
وستكون النزاعات الدولية خصوصا المؤتمر حول سوريا الذي بدأ في مونترو بسويسرا على ان تبدأ المحادثات بين فريقي النزاع أمس في جنيف، في صلب هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها الرئيس الفرنسي الى الكرسي الرسولي كما قال مصدر في الاليزيه.
كما يتوقع ان تتناول الزيارة حماية المسيحيين في الشرق والنزاعات في افريقيا وهدر الموارد الغذائية واعادة اطلاق الجهود الدولية من اجل حماية البيئة --وهي اولوية لباريس والبابا.
ومنذ وصوله الى الاليزيه صدمت اراء هولاند حول مواضيع مجتمعية عدة الكاثوليك. وهذه المواضيع لا يتوقع ان تكن غائبة عن اللقاء.
فالقانون الصادر في مايو 2013 والذي يجيز الزواج بين مثليي الجنس تسبب بنزول مئات الاف المتظاهرين الى الشارع وبينهم عدد كبير من المتدينين.
كما اثارت مؤخرا اجراءات تدعم حق الاجهاض بعض التجاذبات والتشجنات. كذلك تثير مواضيع تتعلق بالمساعدة على وضع حد للحياة بالنسبة لمرضى في وضع ميؤوس منه، واصلاحات مطروحة بشأن العائلة، استياء متناميا في اوساط الكاثوليك الفرنسيين.
وبحسب الاليزيه فان هذه الملفات "لن تكون في صلب" اللقاء. وقال مصدر في الاليزيه "نعلم جيدا ان المواقف متباعدة، وغير مرشحة للتقارب اثناء هذا اللقاء وبخاصة موضوع الاجهاض".
لكن في الفاتيكان فان هذه المشاريع والجدالات تثير سؤ تفاهم وانتقادات. ويتوقع ان يتطرق الحبر الاعظم اليها حتى وان كان من المرجح ان يتجنب الفاتيكان التشديد كثيرا في بيانه النهائي على هذه المواضيع الخلافية. وينتظر ان تنقل الى البابا عريضة موقعة من 110 آلاف كاثوليكي يعبرون عن "قلقهم" من سياسة الحكومة.
وفيما كان نيكولا ساركوزي يؤيد "علمانية ايجابية" تأخذ بالاعتبار "الارث المسيحي لفرنسا"، يعتزم هولاند التمسك بدفاعه عن نوع اخر من العلمانية يعتبره "ركن الجمهورية".
لكن هل قضية علاقته مع الممثلة جولي غايه (41 عاما) ستلقي بظلالها على زيارته؟.
وقال اودون فاليه مؤرخ الاديان "من المؤكد ان زيارة فرنسوا هولاند تأتي في وقت حساس على صعيد حياته الشخصية". لكن ليس مألوفا ان يتطرق الفاتيكان الى مواضيع تتعلق بالحياة الخاصة. وفي مجمل الاحوال فانه من غير المقرر حضور شريكة حياته فاليري تريرفيلر التي لم يتزوج منها.
والزيارة الرسمية، وهي ليست زيارة دولة --امر نادر في الفاتيكان-- ستكتسي طابعا رسميا عاديا، اذ سيواكب الرئيس الفرنسي لدى وصوله الى مكتبة البابا حيث سيعقد اجتماعا منفردا يستغرق عشرين دقيقة او نصف ساعة مع الحبر الاعظم الذي يفهم الفرنسية لكنه لا يتكلمها.
ثم سيلتقي هولاند "رئيس وزراء" الفاتيكان بياترو بارولين و"ووزير خارجيته" الفرنسي دومينيك مامبرتي قبل ان يتوجه الى الصحافيين في مركز سان لويس دو فرانس الثقافي.