بيروت ـ (الوطن) وكالات:
بدأ الجيش اللبناني الانتشار في أحد قطاعات مدينة طرابلس (شمال) التي هرب منها آلاف المدنيين بعد ثلاثة أيام من المعارك بين الجنود والارهابيين فيما جددت الحكومة اللبنانية دعمها للمؤسسة العسكرية.
وكانت المعارك توقفت خلال الليل. ويبدو أن المسلحين الذين يشتبه بارتباطهم بجبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة، اختفوا من حي باب التبانة الذي كانوا يتحصنون فيه.
وسمعت فقط اصداء اطلاق نار عشوائي، فيما بدأ الجيش بتمشيط هذا الحي الواقع شمال ثاني اكبر مدينة في لبنان، والقيام بعمليات دهم وضبط اسلحة وتعطيل ألغام تركها المسلحون.
وبعد نداءات من السكان العالقين في باب التبانة ووساطة من كبار علماء الدين، سمح الجيش لآلاف المدنيين بالهرب مساء الاحد. وحتى صباح الاثنين، لم يكن هؤلاء المهجرون الذين لجأوا لدى اقارب او في مدارس عادوا الى الحي الذي هجره 70% من سكانه.
وتحدثت الانباء مساء الاحد عن فوضى عمت لدى مغادرة الناس من كل الاعمار الحي، من نساء بثياب النوم ورجال يحملون اطفالا وآخرين يساعدون مسنين.
وأعلنت السلطات ان المدارس والجامعات في طرابلس ستقفل اليوم بسبب المعارك.
من جانبه أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ، أن الحكومة تقف وراء القوى العسكرية والأمنية في مواجهتها للإرهابيين.
جاءت تصريحات سلام خلال ترؤسه اجتماعاً أمنياً في السراي الحكومي في بيروت ،حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي وقائد الجيش العماد جان قهوجي، إضافةً الى قادة أمنيين.
وقال مصدر رسمي نقلاً عن سلام قوله إن "الحكومة تقف صفا واحدا وراء القوى العسكرية والأمنية الشرعية في المعركة التي تخوضها لضرب الارهابيين وإعادة الأمن والأمان الى طرابلس والشمال".
وشدّد سلام على "ضرورة متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية ضد الخارجين عن القانون الى أي جهة انتموا ومهما كانت الشعارات التي يتخفون خلفها".
ورفض "العودة الى حالة الانفلات الأمني التي كانت فيها طرابلس وأهلها رهائن لمصلحة مشاريع مشبوهة".
وأعلن رئيس الحكومة أنه "يولي عناية خاصة للأوضاع الانسانية المتأتية عن المعارك"، موضحا أنه "طلب من الوزارات المعنية ومن الهيئة العليا للإغاثة القيام بواجباتها في هذا المجال وعدم توفير أي جهد لإصلاح الاضرار وتلبية احتياجات الاهالي والتعويض عليهم".
وأضاف المصدر أنه" نوقشت في الاجتماع الخطط العسكرية الموضوعة واتخذت في شأنها القرارات المناسبة".
واسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة مدنيين منذ الجمعة وتسببت عمليات القصف باحتراق عشرات المنازل والمتاجر في وسط المدينة وفي باب التبانة حيث يعيش مئة ألف شخص.
كذلك اسفرت المعارك التي امتدت 10 كلم عن المدينة، عن 11 قتيلا في صفوف العسكريين، كما قال الجيش.
من جانبه قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إن المعركة في مدينة طرابلس "فتحت ولن تقفل من دون حسم".
وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه بغض النظر عن التقييم العسكري لما يحصل بحق الجيش من كمائن وهجمات ، إلا أن الجيش يمتلك الغطاء الرسمي والديني والشعبي.
واعترف المشنوق بأن "المعركة لن تكون سريعة" ، ولكنه أكد أن "الدولة اللبنانية سوف تحسمها" ، معتبرا أن المعركة في مدينة طرابلس هي أسهل من القرى الشمالية والجرود.
وقدر عدد المقاتلين الذين يواجههم الجيش بـ200 مقاتل كحد أقصى من كل التنظيمات المتشددة ، وهم لبنانيون وسوريون.