في الخامس عشر والسادس عشر من أكتوبر أحتفت بعض المؤسسات الحكومية بيوم المرأة العُمانية الذي يصادف السابع عشر من أكتوبر إلا ان الاحتفال هذا العام سبق اليوم المحدد لكون يوم المرأة سيصادف إجازة نهاية الأسبوع ولن يتفرغ أحد للاحتفاء بالمرأة ، يبدوا أننا من الشعوب التي تعتبر الاحتفال جزء من العمل الرسمي ولا يجب أن يحتفل في الاجازات وبالتالي فقد ذلك اليوم أهميتة حتى أعتقد البعض أن يوم السادس عشر هو يوم المرأة ، أن الاحتفال يوم الجمعة الذي صادف يوم المرأة هو الأنسب فالأسرة تكون متفرغة لتحتفل بالأم والأخت والزوجة كلاً على طريقته الخاصة في تقدير المرأة ، وكامرأة وقد يشاطرني البعض من النساء لم يفرق لدينا يوم الاحتفال بالمرأة لأنه أصبح كروتين سنوي ولا جديد يمكن أن يذكر من الناحية العملية المتوقعة قد تكون هناك فعاليات جديدة تقام لكن لا جديد بها .
هذه الملاحظة السريعة أردت أن تكون مدخلي لموضوع يوم المرأة الذي يحتفل به منذ خمس سنوات وفي كل سنة تُطرح نفس الملاحظات والتساؤلات ولكنها تذهب مع ريح الشتاء وتعود لتطرح مرة أخرى في كل عام ، أولى هذه التساؤلات المهمة من هي المرأة التي يحتفى بها ؟ هل هي المربية في المنزل هل هي المرأة العاملة هل هي عضوة جمعية المرأة ... الخ، لأن ما يشاهد بأن الاحتفال يستهدف بعض الفئات دون الأخرى يستهدف سيدة الأعمال ، عارضة الأزياء ، الإعلامية ، عضوات مجلس الإدارة في جمعيات المرأة وبعض الأكاديميات والمرأة التي تستعرض في (الانستجرام والسناب شات) وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي وأن كانت لا تملك شيئاً يذكر ، لماذا تختصر المرأة العمانية في فئات معينة ، الفئات التي تساعدها ظروفها للظهور ،أين ذهبت الأم التي فنت عمرها لتربية جيل اليوم وسط صعوبات الحياة في الماضي ، أين هي صاحبة الأيادي ذات التفاصيل القاسية التي تقضي وقتها في الإهتمام بالحياة النباتية في المزرعة أو التي تهتم بالحيوانات؟ لترتزق منها، أين هي التي تقضي وقتها في المطبخ والاهتمام بأمور المنزل ؟، وماذا عن المرأة التي تفرغت لتربية أطفال لم تنجبهم وأصبحت أم لهم ووهبتهم الحنان ووفرت لهم الرعاية؟ ، حتى المرأة في السجن يجب أن تشمل في ذلك اليوم حتى تشعر بوجودها كإنسانة خلقها الله لتؤدي دوراً إيجابياً في هذه الحياة مهما كان جرمها، أليست جميع هؤلاء نساء ناجحات يستحقن التقدير والاحترام ، إذن لماذا غٌفل عنهن لسنوات ، نعم هي لا تتماشى وإهتمامات الجيل الحالي الذي يعيش بتفكير سطحي ظاهري ، ملابسها العمانية التقليدية البسيطة لا تؤهلها لتكون في موقع الاحتفال ، ولكنها هي الأساس وهي من يجب أن تحترم وتقدر. المرأة اليوم ومع اختلاف الظروف لن تكن قادرة على إخراج جيل كما فعلت أمهاتنا وجداتنا لأن مشاغل الحياة الأخرى وإهتمامات الحياة العصرية سرقت الكثير من الوقت ، النجاح ليس كما يعتقد البعض في تسليط الأضواء عليها بل هو أعمق من ذلك ومن أن يجسد في احتفال جمعيات المرأة وإقامة عروض الأزياء أو رقصات نسائية أو تكريم لم تكشف خلفياته ، ذكر هذه النقاط لا يعني بأن يلغى جانب الفرح من الاحتفال لكن هو ليس كل ما يجب أن ينظم في ذلك اليوم. وحتى لا نكون مجحفين في حق القائمين على الاحتفال بيوم المرأة هناك جانب مهم وهو الدراسات التي يتم تدشينها بشكل سنوي في يوم المرأة والتي تشرف عليها وتصدرها وزارة التنمية الاجتماعية وهو جزء إيجابي في الموضوع ، ولكن أين هذه الدراسات أين تتوفر وكيف يمكن الاستفاد منها ؟! ومن المرأة التي تستهدفها ؟ أن هذه الدراسات يجب أن تدخل لباب كل بيت عُماني لتتكون في كل بيت مكتبة دراسات عن المرأة ترجع لها الأجيال القادمة ، سيشاهدون إهتمام الحكومة للمرأة وسيعون أهميتها لأن الجيل القادم ستكون لديه مفاهيم متذبذبة عن المرأة التي يشاهدها يومياً بهيئات وصرعات غريبة في مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى يذهب البعض إلى ضرورة تجسيد الاحتفال بيوم المرأة في إقامة الندوات ، وهنا أقول إذا كان بمعنى الندوة الحقيقي أتفق تماماً مع هذا التوجه ولكن إذا كانت الندوات تقام بمعناها الحالي والتي تختصر في بهرجة إعلامية وقتية وبتوصيات شكلية فهي فكرة غير مرحب بها ، الأفكار كثيرة إلا أن المرأة تحتاج إلى أكثر من احتفال تحتاج إلى رعاية تقدير وحسن معاملة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه .

خولة بنت سلطان الحوسنية @sahaf03