القاهرة ـ من أيمن حسين وأحمد إسماعيل ـ وكالات:
هزت العاصمة المصرية القاهرة صباح أمس الجمعة سلسلة تفجيرات متتالية أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، وهي التفجيرات التي أعلن تنظيم يسمى (أنصار بيت المقدس) المسؤولية عن تنفيذها، فيما قُتل وأصيب العشرات خلال تظاهرات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي استجابة لدعوة "تحالف دعم الشرعية" للتظاهر في الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير، للمطالبة بإسقاط ما أسموه "الانقلاب".
وقد وقعت أربعة تفجيرات متنقلة في مناطق العاصمة حصدت أرواح 6 مصريين على الأقل وأوقعت عشرات الجرحى. بينما شهدت صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن مقتل ما يقرب من عشرين قتيلا في عدد من المحافظات.
وقع التفجير الأول الذي أعلن ما يسمى تنظيم "أنصار بيت المقدس" مسؤوليته عنه، بواسطة سيارة مفخخة، واستهدف مديرية أمن القاهرة، وقضى فيه 5 أشخاص على الأقل وأصيب حوالي 75 بجروح. كما قتل مجند وأصيب 6 آخرون في انفجار وقع في منطقة الدقي بالقرب من محطة مترو "البحوث"، كما انفجرت قنبلة بدائية بشارع الأهرام بالجيزة.
وقال النائب العام المصري المستشار هشام بركات من موقع حادث تفجيرات مديرية أمن القاهرة إن النيابة العامة سوف تقوم بدورها كاملا للقصاص من مرتكبي هذا الفعل الإجرامي.
وتتالت ردود الأفعال الرسمية والعربية والدولية المنددة بتلك الهجمات، وأدانت رئاسة الجمهورية المصرية التفجيرات، وتعهدت بالقصاص من الجناة، مؤكدة أنها ستحارب "الإرهاب بلا هوادة" بحسب بيان.
وقالت الرئاسة، في بيان لها إن "مثل هذه الحوادث الإرهابية، التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم"، وتعهدت بـ"القصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الإرهابية"، وقالت "سيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ" لهذه الجرائم.
وأحدث انفجار مديرية أمن القاهرة، حفرة في الأرض بعمق ستة أمتار وقطر ستة أمتار أمام مبنى المديرية. كما أدى الانفجار إلى تحطيم واجهتي متحف الفن الإسلامي ودار الوثائق.
وقال شهود عيان إن دوي انفجار قوي بالقرب من مديرية أمن القاهرة في وسط العاصمة المصرية سمع في ساعة مبكرة من صباح امس، وإن أعمدة دخان كثيفة غطت سماء حي الدقي ووسط البلد. وأضافوا أن سيارات الإسعاف تحركت بكثافة إلى محيط منطقة عابدين.
وفي حسابها على "تويتر" تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم جماعة "أنصار بيت المقدس" التفجير واصفةً مقر مديرية الأمن بأنه "وكر العمالة والإجرام".
وفي تفجير ثانٍ أودى بحياة مجند وإصابة 9 آخرين من عناصر الشرطة، قرب محطة مترو "البحوث" بعد ساعات على التفجير الأول أمام مركز للشرطة في العاصمة المصرية. وأكد بيان صار عن وزارة الداخلية المصرية عدد ضحايا التفجير، مشيرًا أنه جرى تنفيذه بعبوة محلية الصنع.
و قد وُصف التفجير الثالث، الذي وقع بمحافظة الجيزة، بأنه محدود ولم ينجم عنه حدوث إصابات أو تلفيات. وقد تبين - بحسب مصادر أمنية مصرية- أن الانفجار ناتج عن عبوة محلية الصنع.
وفي أول تعليق له على التفجيرات، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب، في بيان له، التفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة وقال إنها "تمثل الجبن والخسة والوحشية، وهي جريمة ضد الدين والوطن والإنسانية".
وصرح اللواء هاني عبد اللطيف، الناطق باسم وزارة الداخلية، أن الانفجار الذي وقع "أمس" الجمعة بمديرية أمن القاهرة، "تشير المعلومات الأولية التي رصدتها أجهزة الأمن، إلى أنه بسبب سيارة مفخخة يقودها انتحاري اقتحمت محيط مقر المديرية، محاولة الدخول إليها لإحداث التفجير داخلها، إلا أن القوات التي كانت أمام المبنى تعاملت معها وأطلقت عليها النيران مما أوقع التفجير في محيط المديرية وليس بداخلها.وقال شاهد عيان إنه سمع إطلاق نار لمدة نصف ساعة قبيل وقوع الانفجار.
وأضاف الناطق باسم وزارة الداخلية، "أن التفجير أحدث تدميرًا بواجهة الطابقين الأول والثاني وامتد إلى الطابق الثالث بمبنى المديرية"، مشيرًا إلى أن هذه الطوابق الثلاثة يقع ضمنها مقر إدارة النجدة التابعة لمديرية أمن القاهرة وبعض مكاتب القيادات.
وأكد أن "أغلب قيادات مديرية أمن القاهرة كانوا موجودين بداخلها وقت التفجير وعلى رأسهم مدير أمن القاهرة الذي لم يصب بأذى وأنه حاليًا يتابع الحادث مع قيادات المديرية التي تعكف مع أجهزة البحث لمعرفة تفاصيل الواقعة وضبط من وراءها"
وأوضح، أن التفجير ألحق أضرارا بمتحف الفن الإسلامي المقابل لمديرية أمن القاهرة، وأيضًا امتد تأثيره على مقر محكمة جنوب القاهرة المجاورة لمديرية أمن القاهرة، مشيرًا إلى أن التفجير نتج عنه.
وعلى صعيد ردود الأفعال من جهته أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة العمليات الإرهابية التي وقعت في القاهرة، وأكد الدكتور العربي على ضرورة توقيع أقصى عقوبة على جميع الضالعين في هذه الجريمة النكراء، سواء مرتكبيها أو المخططين لها أو المحرضين عليها.
كما أكد الأمين العام ثقته في أن هذه الجرائم الإرهابية لن تعرقل مسيرة الشعب المصري نحو نظام ديمقراطي يعيش في إطاره جميع المصريين في حرية وعدالة وكرامة إنسانية.
وتوجه الدكتور نبيل العربي إلى الشعب المصري بخالص العزاء في شهداء هذا العمل الجبان، مؤكدًا أن جامعة الدول العربية تدعم مصر في معركتها ضد الإرهاب وضد القوى التي تقف وراءه.
بدورها أدانت السفارة الأميركية بالقاهرة بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الغاشمة، التي وقعت بالقاهرة. وذكر بيان للسفارة “إننا ندعم تمامًا جهود الحكومة المصرية لتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة”.
وتقدمت السفارة الأميركية في بيانها على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، خالص التعازي لأسر وأصدقاء الضحايا، وتتمنى الشفاء التام والعاجل للمصابين.
وقدّم نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور "السلفي" لشؤون الإعلام، التعازي لضحايا التفجيرات "الإرهابية".
وكتب "بكار"، في حسابه على "تويتر": "خالص التعازي لضحايا التفجيرات الإرهابية، لن ينجح أعداء الوطن في تركيعه أو ترويع أبنائه، وسنعبر هذه المرحلة بإذن الله شعبًا وجيشًا وشرطة".
من جهة أخرى قتل وأصيب عدد من أنصار الرئيس المعزول من الجيش، محمد مرسي، خلال تظاهرات في عدد من المحافظات، فيما أسموه "موجة ثورية متتالية" بدأت أمس تحت شعار "جمعة التحدي عشية الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
وقد تواصلت الصدامات وأعمال الكر والفر بين متظاهرين من أنصار مرسي وقوات الشرطة في مناطق متفرقة بالمحافظات المصرية، ما أسفر عن وقوع قتلة وجرحى.
وأعلن تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب عن مقتل عدد من المتظاهرين نتيجة الاشتباكات وفض المسيرات مع قوات الامن في عدد من المسيرات.

وقال التحالف خلال بيان له إنه "يجب على كافة المصريين الخروج والمشاركة لإسقاط الانقلاب العسكري وتحييد الجيش عن العملية السياسية بمظاهرات يومي الجمعة والسبت في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير"، بحسب البيان.