مسقط ـ (الوطن):
تشارك السلطنة في المؤتمر العالمي للبيانات الإحصائية الضخمة والمنعقد بمدينة بكين بجمهورية الصين خلال الفترة من 28 ـ 30 أكتوبرالجاري بوفد يرأسه سعادة الدكتور خليفة بن عبدالله بن حمد البرواني الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات. وقد تم اختيار السلطنة عضواً مراقباً في فريق العمل الدولي للبيانات الضخمة خلال الدورة الحالية، حيث ستشارك السلطنة أيضا في اجتماع مجموعة العمل العالمية للفترة الحالية والمزمع عقده على هامش المؤتمر بتاريخ 31 أكتوبر الجاري؛ ويأتي اختيار السلطنة تقديراً للنماذج الرائدة التي قدمتها في العمليات الإحصائية وتوظيف تكنولوجيا المعلومات في جمع ومعالجة وتحليل الإحصاءات والمؤشرات.
والهدف من هذا المؤتمر ومجموعة العمل العالمية هو تعميم استخدام مصادر البيانات الضخمة في الدول الأخرى، وخاصة في المناطق الأخرى من العالم، حيث يحضر المؤتمر خبراء في الإحصاء والبيانات والأكاديميين والمهتمين في جعل مصادر البيانات الضخمة مفيدة للتطبيقات الإحصائية. كما أن الابتكارات في مجال التكنولوجيا، والاستخدام الواسع للأجهزة الإلكترونية وثورة المعلومات الرقمية أحدثت تغييرات جوهرية في توفير المعلومات في الوقت الحالي، مثل البيانات التي يتم تداولها من أجهزة نظام تحديد المواقع، وأجهزة الهواتف النقالة أو وسائل التواصل الاجتماعية. وقد بدأت الدول المتقدمة بشكل رئيسي باستخدام مختلف مصادر البيانات الضخمة مثل بيانات الهاتف المحمول، وبيانات حركة المرور، وصور الأقمار الصناعية وبرامج التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك. لذا أنشأت اللجنة الإحصائية الدولية في مارس 2014 مجموعة عمل عالمية لتوفير الرؤية الاستراتيجية والتوجيه والتنسيق للبرنامج العالمي للبيانات الضخمة للإحصاءات الرسمية، لتعزيز الاستخدام العملي لمصادر البيانات الضخمة للإحصاءات الرسمية، مع إيجاد الحلول للتحديات التي تواجهها حالياً، وتعزيز بناء القدرات وتبادل الخبرات في هذا المجال بين الدول الاعضاء.
وتعد البيانات الضخمة مصادر بيانية يمكن وصفها بأنها "بيانات تتسم بضخامة كميتها و سرعتها الفائقة و شدة تنوعها، بحيث تتطلب أشكالا فعالـة مـن حيـث التكلفـة، و مبتكـرة لفهمهـا علـى نحـو أعمق و استخدامها على نحـو أفـضل في عملية اتخاذ القرارات"، بحيث يمكن للبيانات الضخمة أن تزود مقرّري السياسات بأدلـة ماثلـة حيـة في مجـالات مـن قبيـل الأسـعار و العمالـة و الإنتاج الاقتصادي والتنمية و الخصائص الديمغرافية، و للبيانــات الــضخمة إمكانيــة إنتــاج إحصاءات أوثق صلة بالموضوع و أنسب مـن حيـث التوقيـت أكثـر ممـا لـدى المـصادر التقليديـة للإحــصاءات الرسميــة، مثــل مــصادر البيانــات الاستقــصائية و الإداريــة، و بذلك تشكل البيانــات الــضخمة فرصــة تاريخيــة للنــهوض بالقــدرات المــشتركة لكافة الدول من أجل دعــم المجتمعــات البشرية و حمايتها بفهم المعلومات التي تنتجها على نحو متزايد بأشكال رقمية، و يشكل اختيار السلطنة لتكون مراقباً في فريق العمل الدولي المشرف على البيانات الضخمة، إنما يعد شهادة بتقدمها الملحوظ في مجال العمل الإحصائي عموماً.