يضم مكتبة عامة ومركزا للطفل وقاعة متعددة الأغراض ومركزا للتعليم المستمر وناديا علميا ومركزا للابتكار
لوى ـ من حسن الهنائي :
وقعت وزارة التراث والثقافة مع شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك ) مذكرة تفاهم لتمويل بناء مركز ثقافي في ولاية لوى بتكلفة تصل الى مليون ريال عماني ، حيث وقع الاتفاقية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية ، وسعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي لوى ، ومصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لاوربك ،بحضور سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة وعدد من المسئولين واعضاء المجلس البلدي بالمحافظة .
ويأتي هذا المشروع التنموي تواصلا للمبادرات الاستثمارية الاجتماعية التي تبنتها شركة أوربك إيمانا منها بأهمية دور المسؤولية الاجتماعية للشركات نحو المجتمع المحلي وقد خصصت الشركة مبلغ مليون ريال عماني لهذا المشروع الذي تهدف من خلاله إلى إيجاد منصات تكاملية للجهود الحكومية فيما يتعلق بالتنمية المجتمعية والحركة الثقافية للتشجيع على الإبداع في المجالات المعرفية ، وجاءت فكرة دعم إنشاء هذا المركز بعد تلمس حاجة المجتمع الملحة لإثراء الجانب الثقافي وتعزيز الجانب التعليمي بطرق مشوقة ومزجها بالجانب التفاعلي الترفيهي وتحفيز الابتكار. حيث التقت رؤى الشركة التي تركز على محور التنمية للموارد البشرية والاهتمام بتعزيز وتنمية وبناء القدرات لدى أفراد المجتمع ككل والشباب والنشء على وجه الخصوص مع رغبات المجتمع في تهيئة البيئة الملائمة لاحتضان هذه الطاقات وإيجاد المرافق الضرورية لتمكينها من البروز والاستفادة منها. كما أنها تصب في تعزيز الدور الحكومي والتوجيه السامي الذي يولي اهتماما بالغا بهذا الجانب.
مكونات المشروع
ويقع المركز الثقافي في مركز ولاية لوى متوسطا لمرفقين مجتمعين مهمين جمعية المرأة العمانية ونادي السلام الرياضي فرع لوى ليشكل بذلك تكاملا مميزا لخدمة وتنمية المجتمع مما يمكن من تنفيذ مناشط مشتركة تصب في خانة التنمية المجتمعية وتفجير طاقات وإبداعات كافة شرائح المجتمع.
سيكون المركز ذا طابع تربوي وثقافي يضطلع من خلال تنفيذ برامج متنوعة برعاية الشباب باختلاف مستوياتهم الثقافية ، وذلك باستغلال أوقات فراغهم استغلالا تربويا ترفيهيا لبناء مجتمع متكامل ومترابط وسيكون له دور بارز في اكتشاف وإبراز الطاقات الشبابية وعنصر الإبداع لديهم ، حيث يضم المركز في مكوناته الرئيسة مكتبة عامة ومركزا للطفل وقاعة متعددة الأغراض ومركزا للتعليم المستمر بالإضافة إلى النادي العلمي ومركزا للابتكار ومعرضا تعليميا تثقيفيا لشركة أوربك ، كما سيحتوي المركز على مرافق أخرى خدمية كالمكاتب الإدارية والمرافق الضرورية الأخرى كالمقاهي واستراحات الجلوس وأماكن للصلاة ومواقف السيارات.
ومن المؤمل أن يخدم المركز شرائح متنوعة حسب أقسامه المتعددة ومن بينهم فئات الشباب والأطفال من عمر 2-12 سنة وسيهدف لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وجعل التعلم أكثر فائدة وتشويقا وسيعزز المركز الوعي بجوانب مختلفة كالبيئة والفنون والتقنية والابتكار عبر تقنيات برامج ومجسمات الاكتشاف والمعروضات التفاعلية وتنظيم الفعاليات العلمية المختلفة. كما سيخدم المركز الباحثين ومحبي الإطلاع والمعرفة.
وقال مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لأوربك : "إيمانا منا بأهمية الإعداد العلمي والمعرفي المتكامل لأبناء الوطن وبناته وتوفير أفضل البيئات والبرامج التعليمية لهم ليصبحوا روادا مستقبلين يسهمون في خدمة بلدهم والرقي به بين الأمم، قررنا أن نوجه جزءا مهما من استثماراتنا في خدمة مجتمعاتنا المحلية لتأهيل الإنسان واضعين نصب أعيننا مثلث التنمية المستدامة الذي يتمثل في العناصر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومستلهمين رؤيتنا من قائد حكيم ـ حفظه الله ورعاه ـ قال عن الإنسان وأهمية تأهيله أنه: "حجر الزاوية في كل بناء تنموي وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية إذ إن غايتها جميعا هي إسعاده وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته".
وأضاف المحروقي: "وانطلاقا من هذه الرؤية أوجدنا استثمارات معرفية متنوعة تعكس التطبيق العملي لرؤيتنا منها برنامج بعثات أوربك الدولية والتي التزمنا فيها على مدى خمسة أعوام بابتعاث عشرة من خيرة طلاب وطالبات أبناء محافظة شمال الباطنة كل عام إلى أرقى الجامعات الدولية ليسهموا بعد عودتهم في مسيرة البناء والتطوير الوطنية، وهناك استثمارات محلية مماثلة في هذا الجانب سيعلن عن تفاصيلها الكاملة حين الانتهاء من اجراءاتها القانونية.
مشيرا الى أن الشركة قررت استثمار مليون ريال عماني لتمويل مركز ثقافي في ولاية لوى كانعكاس أخر آخر لرؤيتنا في إيجاد استثمارات اجتماعية مستدامة تخدم كافة شرائح المجتمع، ونأمل أن يسهم هذا المركز عند اكتمال اركانه في رفد العملية التعليمية في الولاية وما جاورها من ولايات محافظة شمال الباطنة، وإن يسهم في توفير منبرا علميا وثقافيا ينهل منه أبناء المحافظة شتى المعارف والعلوم، ونأمل أن يبرز هذا المركز الطاقات الإبداعية لشبابنا وأن يصقلها ويطورها لما فيه خير لهم ولبلادنا الحبيبة."
ومن جانبه قال سعادة الدكتور الشيخ سعيد بن حميد الحارثي والي ولاية لوى إن المركز سوف يشكل نقلة نوعية حضارية وثقافية في الولاية وقد سعينا في وقت سابق إلى رفد الولاية بعدة مشاريع إنمائية وتطويرية منها مركز لوى الثقافي بعد أن تلمسنا احتياجات الولاية والأهالي خاصة الشباب منهم فقمنا بعد التشاور مع لجنة الشؤون البلدية بطرح الفكرة على شركة أوربك والتي عودتنا دائما على المساهمة الفاعلة في رفد ودعم وإنشاء المشروعات الإنمائية بالولاية فرحبت مشكورة وبهذه المناسبة لايسعني إﻻ أن أوجه شكري وتقديري لهذه الشركة الفاعلة والمهمة في المجتمع كما أتوجه بالشكر كذلك لوزارة التراث والثقافة على تعاونها واحتضانها للفكرة وأن يكون هذا المركز تحت مظلتها وإشرافها.
وعبر يوسف بن محمد المعمري عضو المجلس البلدي بولاية لوى عن سعادته بالمركز وشكره للشركة قائلا: "ولاية لوى شأنها شأن الكثير من ولايات السلطنة، نشأ وعاش على أرضها الكثير من العلماء والمشايخ الأفاضل، وإننا اليوم بحاجةٍ ماسة حقيقةَ لكي يطلع شبابنا على هذا الموروث وهذا التاريخ المشرف، والذي من شأنه أن يبعث في نفوسهم الفخر والاعتزاز بل والذي سيمدهم بالدافع للسير على هذه الخطى. لقد توصلنا لحقيقةٍ بأن من الضروري بمكان وجود صرح ثقافي يوفر البيئة المثالية والملائمة لإثراء الجانب الثقافي"