بكين ـ وكالات: أجرى الرئيس الأفغاني المنتخب حديثا أشرف غني أمس مباحثات للصين ، سعى من خلالها الحصول على دعم بكين لمشاريع الطاقة والبنية التحتية وحضور اجتماع دولي بشأن التنمية والأمن بأفغانستان.
والتقى غني الرئيس الصيني شي جينبينج ورئيس الوزراء لي كى تشيانج ومسؤولين آخرين ،قبل أن يحضر هو ورئيس الوزراء الاجتماع الوزاري الرابع لآلية عملية اسطنبول الجمعة المقبلة.
وقال غني لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قبل وصوله :"أتوقع تعميق وتوسيع صداقتنا وتعاوننا مع الصين".
وأضاف :"لدينا اهتمامات مشتركة ونواجه تحديات مشتركة ، فإن مسألة التهديدات تدفعنا للتعاون بشأن السلام والاستقرار".
وقال مكتب الرئيس الأفغاني إنه من المقرر توقيع عدة اتفاقيات ثنائية خلال الزيارة.
وقال غني إن الصين "مستثمر قوي للغاية في قطاع التعدين والغاز والنفط الأفغاني...هذا ممكن أن يساعد في أن تصبح مركزا للخدمات في قطاع التعدين".
وهذه هي ثاني زيارة خارجية لغني منذ أن خلف الرئيس حامد كرزاي في رئاسة أفغانستان في 29 سبتمبر الماضي ، من خلال أول انتقال سلمي للسلطة.
وكان الرئيس الغاني قد زار المملكة العربية السعودية السبت الماضي لأداء العمرة ومناقشة العلاقات الثنائية.
ورافق الرئيس الافغاني الذي كان استاذا جامعيا في الولايات المتحدة وجرى تنصيبه الشهر الماضي، وفد كبير وسيلتقي الرئيس الصيني شي جينبينج اضافة الى عدد من كبار المسؤولين الصينيين للحث على الاستثمار في افغانستان.
وسيوقع الرئيس الافغاني سلسلة اتفاقات ثنائية كما سيشارك الجمعة في مؤتمر دولي حول اعادة اعمار افغانستان يعرف ب"عملية اسطنبول" ويضم خصوصا دول آسيا الوسطى اضافة الى الصين والهند وروسيا.
وتتقاسم الصين حدودا قصيرة تمتد 76 كلم مع افغانستان عند تخومها الشمالية الغربية في شينجيانج، كما انها مهتمة بثرواتها من المناجم.
لكن شينجيانج تشهد منذ اكثر من سنة تصعيدا في اعمال العنف ضد الوجود الصيني من قبل شريحة متشددة من الاويغور الاتنية المسلمة الناطقة باللغة التركية والتي تشكل غالبية سكان هذه المنطقة. وردا على ذلك شنت بكين حملة شديدة ل"مكافحة الارهاب".
وفي العام 2012 قال الرئيس السابق حميد كرزاي مجددا دعمه للسيادة الصينية على شينج يانج.
وقد سبق ان حصلت بكين على امتيازات كبيرة في مجال النفط والنحاس في افغانستان التي يحتوي باطنها على ثروات معدنية تقدر قيمتها بنحو الف مليار دولار.
ونقلت الصحف عن الباحث الصيني فو شياوكيانج في معهد العلاقات الدولية المعاصرة قوله "ان الصين هي الاكثر قدرة بين دول الجوار ويجب ان تكون الخيار الاول" لكابول من اجل البحث عن اسواق جديدة.
لكن بكين قلقة من الفراغ الامني الذي قد يحدثه رحيل اخر الوحدات الاميركية المقاتلة اواخر العام.
ولا يزال حوالى 40 الف جندي اجنبي في افغانستان مقابل 140 الفا في 2011.
وبعد ديسمبر المقبل سيتعين على قوات الجيش والشرطة الافغانية ان تواجه بمفردها حركة تمرد طالبان.
وستبقى قوة قوامها حوالى 12 الف جندي معظمهم من الاميركيين في افغانستان لتأمين تدريب الجيش.