العقوبات الروسية على طاولة (الأوروبي) اليوم
كييف ـ عواصم ـ وكالات: أعلنت لجنة الانتخابات التشريعية الأوكرانية أمس أن (حزب الجبهة الشعبية) الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الأوكراني ياتسينيوك تقدم على كتلة حزب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو, في وقت صعدت فيه روسيا من تحديها لسلطة كييف واعلنت دعمها لإجراء انتخابات ينظمها حلفاؤها الانفصاليون في المناطق التي يسيطرون عليها في الشرق.
وذكرت اللجنة أن حزب ياتسينيوك حصل على أكثر من 22 بالمئة من الأصوات بعد فرز 90 بالمئة من البطاقات الانتخابية، بينما حصل تكتل حزب بوروشينكو على 7ر21 بالمئة من الأصوات.
وبشكل عام تقدمت الأحزاب الموالية للغرب في هذه الانتخابات. وتعتزم هذه الأحزاب تشكيل ائتلاف حكومي، وقاموا أ بإجراء مفاوضات بالفعل حول تشكيل هذا الائتلاف.
وشارك في هذه المفاوضات كلا من حزب ياتسينيوك وتكتل بوروشينكو، وتم دعوة حزب "ساموبوموتش" الموالي للغرب أيضا في هذه المفاوضات بعد حصوله على 11 بالمئة من الأصوات.
وفي سياق آخر اعلنت روسيا أمس انها ستعترف بالانتخابات التي سينظمها الانفصاليون في شرق اوكرانيا الاحد متحدية كييف قبل اجتماع للاتحاد الاوروبي مخصص لتقييم العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.
وقد ندد دبلوماسي اوكراني كبير بالتصريحات الروسية معتبرا انها "تقوض" عملية السلام التي اطلقها الرئيس بترو بوروشنكو الذي يواجه نزاعا خلف اكثر من 3700 قتيل بحسب الامم المتحدة.
وفي وقت تتفاوض فيه في العاصمة الاوكرانية الاحزاب الاوكرانية الموالية للغرب التي احتلت الطليعة في الانتخابات التشريعية لتشكيل ائتلاف، ذكرت موسكو بان جزءا من الاراضي الاوكرانية يخرج عن سيطرتها.
فقد قاطع نحو ثلاثة ملايين ناخب يعيشون في مناطق الانفصاليين في حوض دونباس المنجمي الناطق بالروسية، الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 اكتوبر، وينظم فيها المتمردون الاحد انتخابات رئاسية وتشريعية في الجمهوريتين الشعبيتين دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "سنعترف بالطبع بنتائجها"، مضيفا "نأمل ان يكون تعبير الشعب حرا وان لا يأتي احد من الخارج لتعكيرها".
ولم تعترف موسكو التي يقول الغربيون وكييف انها تدعم عسكريا التمرد المسلح الموالي لروسيا، رسميا في مايو باستفتاء حول الاستقلال نظمه الانفصاليون خلافا لذلك الذي سمح بعد شهرين من ذلك بضم القرم الى روسيا.
لكن بالنسبة لوزير الخارجية الروسي فإن الامر يتعلق "بتشريع السلطات" المتمردة في اطار اتفاقات مينسك التي فتحت الطريق امام وقف لاطلاق النار في الخامس من سبتمبر ما سمح بتهدئة المعارك بدون ان يضع حدا نهائيا لها.
وينص هذا الاتفاق على منح حكم ذاتي واسع للمناطق الانفصالية وانتخابات محلية في اطار لامركزية وليس استقلالا.
وفي رد فعل على تصريحات لافروف اعتبر ديمتري كوليبا المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الاوكرانية ان هذه التصريحات "تقوض الانفراج وعملية السلام مع اضعاف الثقة في روسيا بصفتها شريكا دوليا موثوقا به".
وادت الازمة الاوكرانية مع اطاحة الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش وضم القرم والنزاع المسلح في شرق اوكرانيا الى تدهور العلاقات بشكل غير مسبوق بين موسكو والدول الغربية منذ العام 1991.
وتحت وطأة العقوبات التي تستهدف خصوصا مصارفها الكبرى وقطاعها النفطي الحيوي بات الاقتصاد الروسي على شفير الانكماش. وسجل الروبل أمس تدهورا قياسيا جديدا مقابل اليورو والدولار الاميركي واقر وزير الاقتصاد اليكسي اوليوكاييف بان الظاهرة كان لها انعكاس مباشر على الاسعار مع تضخم تجاوز معدله ال8%.
ومن المقرر ان يجري سفراء دول الاتحاد الاوروبي اليوم تقييما للعقوبات لكن المحللين في مصرف الفا الروسي يعتبرون "ان الامل ضئيل في حصول تقدم ما".
في هذه الاثناء يبقى الوضع متوترا بعد الهدوء النسبي الذي ساد في الايام التي سبقت الانتخابات التشريعية مع احتدام المعارك في شرق اوكرانيا، كما قال الناطق العسكري الاوكراني اندري ليسينكو.
وتحدث عن مقتل جنديين في شرق اوكرانيا مشيرا الى ان القوات الاوكرانية اضطرت للانسحاب من "نقطة المراقبة 32" وهي قطاع في منطقة لوجانسك قتل فيها اكثر من عشرة جنود منذ سبتمبر الماضي.
و ففي دونيتسك المعقل الرئيسي للانفصاليين يسمع دوي اطلاق نار أمس مصدره المطار الذي يبقى احدى النقاط الساخنة على خط الجبهة.
وكانت روسيا اعتمدت لهجة تصالحية بعد الانتخابات التشريعية واقرت بصحتها ورحبت فعليا بفوز انصار الحل السلمي للنزاع.