فيما أقيمت الندوة العلمية المصاحبة وأصبوحة شعرية لشعراء "الرزفة" .. أمس
كتب- إيهاب مباشر :
يسدل الستار مساء اليوم على فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان فرق الفنون الشعبية والمقام هذا العام في صحار بمشاركة ست فرق فنون شعبية عمانية وهي فرقة "المذاريب الحماسية" وفرقة "أبناء المزاريع الحماسية" وفرقة "نجم سهيل الحماسية" وفرقة "الطرب الحماسية" وفرقة "الميدلي الحماسية" وفرقة "وادي فيض الحماسية" ، والتي تتنافس على جوائز المهرجان التي ستعلن نتائجها اليوم في فنون "الرزفة الحماسية" و"الرواح" ، كما سيتم في اليوم الختامي تقديم فقرة فنية لفن الرزفة الحماسية إضافة إلى فقرات فنية لفن أبو زلف ، حيث سيقام حفل الختام مساء اليوم تحت رعاية سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محاقظ شمال الباطنة بمركز صحار الترفيهي.

اصبوحة شعرية
وكان قد اقيمت امس الندوة المصاحبة لفعاليات مهرجان فرق الفنون الشعبية العمانية الذي تنظمه وزارة التراث والثقافة حيث اقيمت الندوة تحت رعاية سعادة الشيخ علي بن مشاري الشامسي والي صحار ، وبدأ الاحتفال بأصبوحة شعرية قدمها نخبة من شعراء فن الرزفة وهم عبدالله بن يعروف الكعبي، واحمد بن سويرح المقبالي، وسويدان بن سالم بن مصبح المقبالي ، وسيف بن سعيد الريسي ، وصقر بن عبدالله المزروعي ، وفهد بن سيف الريسي.

الندوة المصاحبة
وكان قد قدم الاستاذ الدكتور بوعلام بلقاسمي ورقة الندوة الأولى بعنوان "التاريخ الشفوي وأهمية توثيقه" تطرقت الورقة إلى موضوع التاريخ الشَّفَوي وأهمية توثيقه من خلال مناقشة ثلاثة مسائل جوهرية: أولها تتعلق بمفهوم الذاكرة والتاريخ الشفوي، وثانيها تبحث في أهميَّة المصادر الشفويَّة بالنسبة للمؤرخ، أمَّا الثَّالثة فتدرس آليات ومنهجية تَوثيق الرِّواية الشفويَّة.
يتفق المؤرخون أن هناك ثلاثة أنواع من المصادر التاريخية أو الذاكرات: الذاكرة الأرشيفية، الذاكرة الحية المتوفرة لدى الاشخاص الذين تكتظ سيرهم الذاتية بالأحداث، والذاكرة المادية الموجودة في الأماكن والتماثيل والمباني والشوارع. ويصح القول اليوم أن المصادر الشَّفوية الحية أضحت ضرورة علمية مكملة للمصادر الأرشيفية المدونة والمادية بغرض فهم تاريخ مجتمع أو قبيلة أو أفراد. فالتاريخ الشفوي يعتبر فضاءً مخصصا للذاكرة الفردية والجماعية، وهو تاريخ حي مليء بالأحداث والانطباعات والصور والروايات التي يخشى عليها من الضياع والنسيان جراء عوامل الزمن والمرض والوفاة.
تكمن أهمية توثيق التاريخ الشفوي في كونه يعيد التوازن الى عملية كتابة التاريخ من خلال تسليط الأضواء على فاعلين تاريخيين وتجارب فردية وجماعية لا يٌلتفت إليها عادة في المصادر المدونة وفي التاريخ الرسمي، إذ أن الوثائق التاريخية والكتب لا يمكن أن تقول لنا كل شيء عن ماضينا. وفي نفس الوقت هو تدوين لما بقي في ذاكرة الرواة والشهود عن احداث ماضية كانوا قد صنعوها أو شاركوا في صنعها أو عاصروها.
ونؤكد في الأخير على أن عملية جمع وتوثيق ثم تدوين المصادر الشفوية تتطلب إخضاعها لمنهجية فحص الروايات الشفهية وتقويمها، ومعرفة الدوافع من ورائها، وكذلك طريقة تناقلها والبحث في خلفية الرّاوي أو الشاهد. وبعد إخضاع المؤرخ الرواية الشفوية للنقد الدَّاخلي والخارجي طبقا للمنهج التاريخي، يمكن عندئذ تدوين الرواية الشفهيَّة؛ ومن ثَم تصبح وثيقة تاريخية.
وقدم الاستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي الورقة الثانية وتحمل عنوان:" دور التعليم في المحافظة على التراث غير المادي لدى الناشئة العمانية" حيث أشار الى ان التراث يعد بنوعيه المادي وغير المادي رصيدا عظيما لدى الأمم يجب المحافظة عليه والاهتمام بتوعية وتبصير الناشئة به، كونه يعكس حضارة هذه الأمة واسهامتها في الحضارة الانسانية. وسلطنة عمان واحدة من الدول القلائل التي تحتوي على تراث مادي وغير مادي متنوع ومتبايبن بتنوع المكان والزمان. ومن أجل المحافظة عليه وترسيخه ونقله من جيل إلى جيل كان لزاما أن تتكاتف جهود جميع المعنين من المؤسسات الحكومية والخاصة. فالبنسبة للتراث المادي فهناك جهات محددة تعمل عليه وتتكفل ببنائه وترميمه، أما التراث غير المادي، فيعد مسئولية الجميع ومنها قطاع التربية والتعليم.
واضاف بأن التعليم يؤدي دورا فاعلا في المحافظة على التراث غير المادي لدى الناشئة العمانية من خلال العمليات التي تتم داخله والمتمثلة في المناهج الدراسية بما تحتويه من أهداف ومحتوى وانشطة صفية وغير صفية، ومن خلال المعلم الذي يقوم بتطبيق هذه المناهج. ولذا كان لابد من القائمين على التعليم وبالتعاون مع وزارة التراث والثقافة أن يولوا تضمين موضوع التراث غير المادي العماني في التعليم اهتماما أكبر، وأن يعملوا على تدريب المعلم على كيفية توظيفه في المادة التعليمية التي يدرسها الطلبة.
واستعرض في ورقته جوانب متعددة في دور التعليم في المحافظة على التراث غير المادي لدى الناشئة منها على سبيل المثال آليات تضمين هذا التراث في المناهج الدراسية، ودور المعلم في ترسيخه لدى الناشئة، كما تم تقديم أمثلة من واقع خبرة الباحث مع هذا النوع من التراث، وكيفية الاستفادة منه في عملية التدريس.
اما الورقة الثالثةبعنوان "دور وسائل الاتصال الجماهيري في توثيق الأصوات التراثية العمانية" قدمها الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد السيابي، وخلصت الى ان التراث هو كل ما ورثه الإنسان الحاضر عن أسلافه في شتى مجالات الحياة الاجتماعية, وتعتبر الأصوات التراثية أحد الفروع الرئيسية في عائلة المأثورات الشعبية مثلها مثل ( الحكاية الشعبية، المثل الشعبي، الشعر الشعبي، الفزورة )، بل وتُعد من أهم أشكال التعبير الشفوي والثقافة غير المادية التي تعبر عن أحلام المجتمع ومشكلاته في فترات القوة والضعف، والشدة والرخاء، والسعادة والشقاء، فمنذ القدم عرف الإنسان كيف يستخدم صوته في أداء كلمات وعبارات موسيقية في أبسط صورها، كانت وقتها كافية للتعبير عن احتياجاته اليومية بمختلف أغراضها ولذلك فهي تُعتبر مرآة تعكس تاريخ وتكوين الثقافة الموسيقية.
وبالنظر إلى أهمية المحافظة على التراث الشعبي العماني، تسعى هذه الدراسة إلى رصد وتحليل الدور الذي لعبته وسائل الاتصال الجماهيرية العمانية من قنوات تلفزيونية وإذاعية وأفلام سينمائية ومواقع الكترونية في تقديم الأصوات التراثية، وذلك من خلال تحليل عينات تم تقديمها في وسائل الإعلام منذ بداية عصر النهضة وحتى وقتنا الحاضر، وما تضمنه ذلك من توظيف للأصوات التراثية في الثقافة العمانية المعاصرة.
تستهدف هذه الدراسة التعرف على توظيف الأصوات التراثية في وسائل الاتصال الجماهيرية العمانية كهدف رئيس ومنها تنطلق منه مجموعة أهداف فرعية وهى التعرف على أشكال توظيف الأصوات التراثية في وسائل الاتصال ، التعرف على أنواع توظيف الأصوات التراثية في وسائل الاتصال ، والتعرف على مدى ملاءمة توظيف الأصوات التراثية في وسائل الاتصال.

تكريم المشاركين

تم خلال الفعالية تكريم الشعراء المشاركين من قبل سعادة الشيخ علي بن مشاري الشامسي والي صحار بالاضافة الى تكريم المحاضرين في الندوة وهم الاستاذ الدكتور بوعلام بلقاسمي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر، عميد كلية سابق بالجزائر، مدير معهد الدراسات التاريخية، ومدير متحف تاريخي أستاذ في التاريخ المعاصر منشورة تعنى بالتاريخ المعاصر والتاريخ الشفوي. و تكريم الاستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي أستاذ مناهج وطرق تدريس العلوم بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس . له اسهامات بحثية في مجال التدريس باللغتين العربية والانجليزية كما قام بتاليف ثلاثة كتب في مجال تدريس العلوم وفصول في كتب عن تدريس العلوم والتربية الصحية والتربية البيئية . بالاضافة الى تكريم الاستاذ الدكتور سعيد بن محمد السيابي من جامعة السلطان قابوس وهو لديه دكتوراه من استراليا في دور الاصوات التراثية قي الثقافة العمانية المعاصرة ، له اهتمامات في مجال التاليف والنشر أحدثها "الآخر" في المسرح العماني، ومعجم "النصوص والعروض المسرحية العمانية" ، وكتاب في "توظيف الادب الشعبي في النص المسرحي الخليجي".