يعد أكبر سباق محيطي فردي ويشهد مشاركة 100 قارب
الخيمة السياحية تكمل أسبوعها الأول في مهرجان سانت مالو الفرنسية وسط حضور رائع
متابعة ـ خالد بن محمد الجلنداني :
رفع طاقم القارب العماني " مسندم " من وتيرة استعداداتهم المكثفة للمشاركة في أكبر سباق محيطي فردي عبر المحيط الأطلسي نحو جزر الكاريبي ينطلق يوم الأحد المقبل في الثاني من نوفمبر المقبل بمشاركة حوالي 100 قارب من 12 دولة حيث سيكون على متن القارب الربان الفرنسي المشهور سيدني جافنييه ضمن حملة القارب "مسندم" للترويج للسلطنة في عدد من الدول الأوربية والتعريف بمقوماتها السياحية والاستثمارية وتعد هذه الحملة أيضا فرصة لتدريب عدد من البحارة العمانيين لخوض مثل هذه السباقات العالمية وتأسيس جيل من البحارة العمانيين القادرين على المنافسة عالمياً.
ويقوم طاقم القارب مسندم بإكمال التدريبات النهائية والمكوّن من كلّ من البحّار المعروف محسن البوسعيدي أول عربي يطوف العالم، والبحّار فهد الحسني الذي كانت آخر إنجازاته هذا العام تسجيل رقم قياسي عالمي ضمن سباق الإبحار حول بريطانيا وإيرلندا، إضافة إلى البحّار الجديد على فئة قارب "المود 70" عبدالرحمن المعشري، وسليمان المنجي الذي يتولّى الإشراف على كافة المتعلّقات الفنية والصيانة المطلوبة لانطلاقة السباق، والربّان الفرنسي سيدني جافنييه الذي يتولّى مهمة تدريب البحارة العُمانيين والإشراف على أدائهم وهو من سيتكفّل بخوض السباق المحيطي إلى جزر الكاريبي، والبحّار الايرلندي داميان فوكسال. ويُقام السباق الشهير كلّ أربع سنوات في سانت مالو التي تحفل بالعُمران العريق من قلاع وحصون تحكي تاريخا غائرا في الصراعات حيث كانت قبلة للقراصنة وتحيط بشرفاتها الجدران التاريخية التي شيّدت في القرون الوسطى.
ويعرف سباق روت دو رام بأنه أضخم سباق فردي على الإطلاق حيث يقطع المتسابقون مسافة 4471 ميلا بحريا (7195.4 كيلومتراً) ابتداءً من مدينة سانت مالو الفرنسية، وعبوراً بخليج بسكاي المطل على السواحل الفرنسية والإسبانية والمعروف بمياهه العاتية، ثم غرباً عبر المحيط الأطلسي ووصولاً إلى جزيرة جوادلوب في أميركا اللاتينية وسيكون هذا الحدث الذي يقام كل أربع سنوات فرصة فريدة لجذب شريحة كبيرة تصل إلى أكثر من مليون زائر من الرياضيين والسياح والمهتمين، لذا تسعى وزارة السياحة لاستغلال هذا الحدث للتعريف بالسلطنة ومقوماتها السياحية الطبيعية من خلال الخيمة العمانية المنصوبة في قرية السباق في مدينة سانت مالو.
الخيمة السياحية تكمل أسبوعها الأول
في المقابل يواصل مشروع عُمان للإبحار ووزارة السياحة الحملة الترويجية التي ينفّذها في مدينة سانت مالو الفرنسية ضمن مهرجان "روت دو رم" والذي يستقطب أكثر من مليون زائر من مختلف أنحاء أوروبا للمشاركة في فعاليات المهرجان ولمشاهدة انطلاقة أكبر سباق محيطي فردي عبر المحيط الأطلسي وتتمثّل المشاركة العُمانية في الخيمة العُمانية الترويجية التي نصبت في قرية السباق تحت عنوان "اكتشف عُمان" إضافة إلى مشاركة القارب "مسندم" ثلاثي البدن الذي تدعمه وزارة السياحة في السباق المحيطي المرتقب.
وقد أكملت الخيمة الترويجية أسبوعها الأول في المهرجان تزامنا مع بدء العدّ التنازلي على انطلاق صافرة انطلاق سباق "روت دو رم". ويهدف الفريق القائم على الخيمة للتعريف بالموروث الثقافي والتاريخي العريق الذي تحفل به السلطنة، حيث تضمّ الخيمة أقساما مختلفة تأخذ الزائر في جولة عبر عمان تبرز مقوماتها السياحية، كما يتم إدخال العديد من العناصر الثقافية المتأصلة في السلطنة فمن رائحة اللبان والبخور التي تستقبل الزوّار، إلى ارتداء الفريق القائم على المعرض لشتى الملبوسات والأزياء العُمانية التقليدية، وتضييف السائحين على الطريقة العمانية الأصيلة بالقهوة العمانية والتمر، وفرصة للنقش بالحنا على اليدين والتي شهدت إقبالا كبيرا من الشريحة النسائية.
القارب مسندم
منذ حلول موسم الصيف في القارة الأوروبية هذا العام، نفّذ مشروع عُمان للإبحار ووزارة السياحة حملة عبر القارب مسندم جاب فيها أربع دول أوربية تقع ضمن قائمة الأسواق المهمة بالنسبة للوزارة، وشملت تطواف القارب وعلى متنه طاقم من البحارة العُمانيين، بالإضافة إلى تنظيم المعرض السياحي في المهرجانات المستهدفة كوسيلة استقطاب للمستثمرين والسائحين والزوّار والإعلاميين. أما المشاركة في هذا السباق المحيطي الفردي فهي الثانية وتأتي بناء على قوة العتاد التي صمّم فيها القارب، والذي تولّى هندسته مهندسون فرنسيون وفقا لمواصفات وتفاصيل دقيقة جدا جعلت فئته مميّزة على الصعيد العالمي، حيث تم استحداث هذا التصميم بمواصفات موحّدة وبمتطلّبات عالية من اللياقة البدنية والحرفية في الإبحار، ما يشكل تحديا كبيرا لأشهر البحارة والطواقم المبحرة على متنه، كما يوفّر أمام الكوادر العُمانية فرصة لاكتساب مهارات عالية من العيار الثقيل من خلال السباقات القصيرة والمحيطية التي يمكن لفئة المود 70 الإبحار فيها.
أول مشاركة للسلطنة
وقد كانت أول مشاركة للسلطنة في هذا السباق المحيطي في عام 2010م، وبعد أربع سنوات يعاود القارب الكرة بقيادة الربان الفرنسي سيدني جافنييه بخبرة أكبر وعزم أقوى بعد نجاحاته المتواصلة في سباقات الموسم التي شارك فيها، بما فيها سباق النجوم السبعة حول بريطانيا وأيرلندا الذي شارك فيه مع طاقم يضم نخبة من البحارة العمانيين من بينهم فهد الحسني وياسر الرحبي وسامي الشكيلي، وكسرهم للرقم القياسي السابق الذي حققه فريق بانكيو بابيولير الفرنسي بفارق 16 دقيقة.
وقد أكمل سيدني خلال الفترة الماضية الجولة التأهيلية لهذا السباق بنجاح، وهو سعيد بذلك حيث إن مسافة هذه الجولة تعادل نصف مسافة سباق روت دو رام، وكان للفريق الفني الشاطئ المكون من فنيين عمانيين وعالميين دور كبير في تجهيز القارب، كما استطاع الفوز بالمركز الثاني في سباق تحدي "أزيموت" منفرداً على القارب "مسندم" ضمن استعداداته للسباق الحقيقي بعد شهر. ويقول سيدني بعد فوزه بالمركز الثاني في سباق تحدي "أزيموت": "لقد تسابقنا في هذه الجولة جنباً إلى جنب مع الفرق الأخرى مما يدل بأننا متساوون في الرياح الخفيفة، وقد استمتعت بالسباق كثيراً، وكانت فرصة لاختبار الأنظمة الإلكترونية وخصوصاً أنظمة التوازن المضادة للانقلاب والتي تستشعر الحركة وتقوم بتنبيه الربان وإنزال الألواح تلقائيا وفق قياسات معدة مسبقا".
ويقول سيدني بأن سباق روت دو رام يعد أعظم أحلامه منذ الصغر، وأنه بالرغم من عدم نجاحه في هذا السباق عام 2010م لكنها تبقى ذكرى جميلة وأنه فخور بحصوله على فرصة للمشاركة بقارب يحمل علم السلطنة مرة أخرى. ومن ضمن أهم الاستعدادات للسباق، يتوجب على سيدني أن يتعود على نمط نوم معين، حيث كان ينام لمدة 20 دقيقة كحد أقصى في كل مرة، واستمر على هذا النظام لعدة أسابيع ويبدو أنه تعود على هذا النمط، ويقضي الربان الفرنسي كثيراً من الوقت وحيدا في البحر ضمن استعداداته للسباق.
تأهيل البحارة
وأشار ديفيد جراهام - الرئيس التنفيذي لمشروع عمان للإبحار أن أحد أهم أهداف المشاركة في مثل هذه السباقات تكمن في تأهيل عدد من البحارة العمانيين لقيادة مثل هذه القوارب والمنافسة بها عالميا، وقد أثبت عدد منهم قدرة فريدة في تحقيق ذلك مثل البحارين محسن البوسعيدي وعبدالرحمن المعشري، وهؤلاء سيكونون قدوة لجيل جديد من الرياضين العُمانيين. ويضيف ديفيد بأنه فخور بالمشاركة في هذا السباق المهم في عالم الإبحار الشراعي، والذي سيضع للسلطنة بصمة عالمية أخرى تضاف إلى سجل إنجازتها، وستسهم بلا شك في جذب العديد من الأفواج السياحية للسلطنة.