بِسْمِ اْللهِ اْلرَّحْمَنِ اْلرَّحِيمِ
( فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً) 6 ( عُذْراً أَوْ نُذْراً) 7 ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ) 8.

اليوم أيها القراء الكرام نكمل ما بدأناه مع سورة المرسلات لنحيا بها مع كتاب الله تعالى نسأل الله سبحانه أن يجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وذهاب همومنا وجلاء حزننا .

قال تعالى ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً) الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل ؛ وقيل: ما تفرق الملائكة من الأقوات والأرزاق والآجال. وقيل : الفارقات الرياح تفرق بين السحاب وتبدده. وعن سعيد عن قتادة قال : {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً} الفرقان ، فرق الله فيه بين الحق والباطل والحرام والحلال. وقيل : يعني الرسل فرقوا بين ما أمر الله به ونهى عنه أي بينوا ذلك.
وقيل : السحابات الماطرة تشبيها بالناقة الفارق وهي الحامل التي تخرج وتند في الأرض حين تضع .
{فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً} الملائكة بإجماع ؛ أي تلقي كتب الله عز وجل إلى الأنبياء عليهم السلام ؛ وقيل : هو جبريل وسمي باسم الجمع ؛ لأنه كان ينزل بها. وقيل : المراد الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم ؛ وقرأ ابن عباس "فالملقيات" بالتشديد مع فتح القاف ؛ وهو كقوله تعالى : {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ}
{عُذْراً أَوْ نُذْراً} أي تلقى الوحي إعذارا من الله أو إنذارا إلى خلقه من عذابه ؛ وقيل : يعني الرسل يعذرون وينذرون. وروى سعيد عن قتادة "عذرا" قال : عذرا لله جل ثناؤه إلى خلقه ، ونذرا للمؤمنين ينتفعون به ويأخذون به. وقيل "عذرا" أي ما يلقيه الله جل ثناؤه من معاذير أوليائه وهي التوبة "أو نذرا" ينذر أعداءه.
قوله تعالى : {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} هذا جواب ما تقدم من القسم ؛ أي ما توعدون من أمر القيامة لواقع بكم ونازل عليكم ، والله أعلم .

يتبع بمشيئة الله

المصدر: القرطبي

إعداد : أم يوسف