في أحد الأيام أخبرني أحد أساتذة الجامعة بأن العالم أصبح يبحث عن شيئ جديد فلقد سئم من الحديث مع من حوله.
حينما نظرت لعوالم البشر وجدت في الأساطير هناك من كان يتحدث مع حوريات البحر والمصباح السحري والبطل الخفي إلى أن وصل بنا الحال إلى حاجة فسيولوجية في التعبير عن ما بدواخلنا فظهرت نقلة المحاكاة والحوارات مع الجمادات والحيوانات والطبيعة.تأثرت المجتمعات في كل النواحي بتلك النقلة حتى أدخل ذلك التطور التعبيري في الأدب والفنون وعدة مجالات،وذلك بأمر يعكس سلبيا وإيجابية على المجتمعات.
فالتصوير والخيال الخصب الوفير نتيجة جميلة مشرفة إذا كان السبب أجمل ، بمعنى أن التخوف يكمن في إستخدام تلك المحاكاة لغير البشر نوعا من التهرب أو تشديد الغموض لأن الألسنة عقيمة نوعا ما من حريتها.
ذلك ما يجعل الرسالة مدثورة خلف الأشجار ومعانيها وخلف النمل والقطط و..ألخ فيؤذي الهدف الأسمى ولا يحدث تطور لأن الرسالة غير واضحة وغير مباشرة.
بالإضافة إلى نشوء فجوة مجتمعية ناقصة من التواصل فترى الأغلبية يفضل صداقة الجماد على البشر من حوله لإنعدام الثقة أو زعزعة العلاقة وتوترها فيلجأ إلى التعبير عن نفسه وحريته في حب غير الإنسان بشكل مبالغ وهذا ما سينعكس سلبيا علن نمط التفكير لدى الإنسان فيجعله يغرق في دوامة علاقات وهمية لا تمت لماهية حقيقتة بصلة، فتسمع خبرا يتناقل تم عقد قران فتاة على حمار أو كلب على سبيل المثال وهذا نوع مبالغ فيه لإستخدام المحاكاة مع غير البشر.
أن الإعلام وتوجهه بلا شك له الدور الأكبر في زرع مفاهيم ذلك التوجه الحواري لغير البشر، فترويج أفلام الرجل اللآلي ووقوعة في حب بشرية وسيارة معدنية وقعت في حب بشري كل ذلك يجعل المتلقي الذي ينغمس في ما يرى يعيش في معزل عن العالم وتوجه خطير بينه وبينه ذاته ينفر الناس عنه ليلبث ساكنا مع جماداته وخيالاته.وكما نعلم بأنه كان لجحا حمار كما سمعنا يحدثه واليوم ترسى الحكم بذكره هو وحماره وهذا جانب مضيء إيجابيا في إستخدام التعبير الفعلي.
إضافة إلى قصة طرزان التي زرعت في عقولنا وحبه لغابة تربى بها كفيل بتعليمنا الرحمة بغير الإنسان والسلام البيئي بينهم.لكن يبقى السؤال ماذا لو تفاقمت خيالات البشر وكثرت تمتمات الملل في دواخلهم؟.
بعد محاكاة الجن والحوريات والحيوان والجماد هل ستظهر طفرة الحديث مع أهل الفضاء كالمريخيين والزحليين ولربما أبناء الثقب الأسود!؟

بدرية المعمرية