بعينٍ واحِدة
لا أراكم سِوى من بعيد
لا أرى
سِوى التلال البَعيدةِ
ووجه جدّتي
وحِذائي المربوط
في حبل الغَسيل!
بيعنيَ الحزينةِ
دمع يحنّ إليكم
إلى شِتاءٍ لا معاطف فيه
لصِغار الفُقراءِ
ولزيتونة تلدُ في كل عام
طفل من العِشقِ
وتزرعُ
في أرضي بذار انتمائي
أينا اليوم يسأل عنا
أنا أم أنتم؟
أم ذاكَ الإله المصنوع
من حجر وطِين!
أينَ وجوهكم وسطَ هذا الدخان؟
وأين جلجلة مئذنة
تحن إلى صلاة الفجرِ
وهتافاتكم
سيّدة لا تملّ الرقص
في شوارع المكر والخَطيئة
ما ذنب داري
وما ذنب أطفال مسحوا
الفراش من زهرِ
كراريسِ المدرسة؟!
وما ذنب الحُزن يَكبر
يكبرُ كالدُخانِ
في تجاعيد شيب أمي
أحنُّ إليكم ولكن .....
من البعيد القصِّي
وبعيني الواحدة
وبمطرِ رسائلي التي
لن تصل إليكم إلا بعد
أن تقرع القارعهْ !!!

سميرة الخروصية