عني خذوا- يا معاشر القراء الأكارم -التعاليم الأولى لشرف الدخول إلى مملكة الجنون الرائدة الرابحة الرائجة ، هنا وفي هذه الصفحات فقط ستجدون أن أكبر ذنب سقطنا في غوايته هو العقل..
وعني فقط خذوا الخطوط التفصيلية لشرح قضية العشق المقدس مابين حرفي ونزفي، ووجعي وضحكي، ونسكي، وتهتكي...وادخلوا معي إلى خيمة تقبعون تحتها عشاقاً تفخر بكم حانات الوجد وهي لا تبقي أسير عقل إلا وتطلقه جنوناً.ألا ما أحلاني، وأعظمني، وأنا قد أوتيت من بلاغة العشق ما يُقرأ فوق وجنتي دموعي قبل قراءته فوق صفحات قلمي، وتحسه محبوبتي مني قبل أن أظهره لعيون قرائي...لكأنها والله لا تسكن دنيا بعيدة عن حشاي، ولا تعرف الدنيا إلا عن طريق شراييني المملوءة بها ضخاً لا ينقطع دمه..أو دماً لا يهدأ ضخه.
ولا ترضوا معاشر القراء إلا حد الإدمان لقراءتي !! فإنني مدمنها حيا وميتاً، ولقد عاهدت مواثيق سنة العشاق أن أدمنها حتى لا تقطعني حظوظ العيش عنها لحظة واحدة..أي أعود إليها قبل أن يرتد إلي طرفي..لا!! مستحيل أن أصبر عنها إلى أن يرتد إلي طرفي..إنها طرفي بسواده وبياضه، وبصره وبصيرته..أعلمتم معنى الإدمان يا معاشر القراء في سنة العشق المعصومة من العقل؟؟؟.
فمن نحن يا قدر؟؟؟
قال: أنتما بسمة متعثرة في طريقها إلى الواقع ، مرتْ على الوجوه لتجد على قسماتها فسحة ..عزتْ عليها فسحة الوجود. وإذا بها ترتطم بجدار أفقدها ثلثي نشوة الأمل في خيال يسمى الحياة.
وأنتما ما أنتما إلا شرارة من فناء ثنائي ذوّبَ كلا منكما في صاحبه نار عشق لا نظام لها على أرض الوقع يسير عملية إحراقها فأحرقت نفسها كمدا، وحسرة.
أنتما ..لست أدري في الحقيقة من أنتما سوى ما ذكرت لكما من بنود الألم المعرفة بكما.
قلت: نحن يا قدرنا الغالي عاشقان تمرد الحظ بهما وعليهما فأبدلهما نقيض ما عليه جميع أهل الحب من كفاية روحية، وجسدية تخص كلا منهم بما يوائمه..إلا نحن فمكر الحظ يحيق بنا ، وإليك البرهان:
نحن لا نذوب عشقا في ذاتينا إلا حينما نكون أقسى ما نكون على ذاتينا..فلو أن قارئا قرأنا لما وجد للحب ثغرة بيننا يتخللها إلينا وسياج القسوة قائم كحائل الصخر بين الماء ومنسكبه.
ونحن هكذا لا ترحمنا سوى حروفنا تشرح للعيون معاني الرقي في تفسير الوجدان ودواخله، وعيوننا لا تقع أنظارها منا إلا على ما يحير الحليم، ويخجل العليم.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]