مع ارتفاع الاستثمارات المباشرة بين البلدين
مومباي ـ العمانية: نظمت وزارة التجارة والصناعة الليلة قبل الماضية بجمهورية الهند اللقاء الترويجي الثاني لفرص الاستثمار في السلطنة، وذلك بالتعاون مع شركة “لارسن اند توبرو ” الهندية حضره جمع غفير من ممثلين الشركات ورجال الاعمال بمدينة مومباي.
واكد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة رئيس الوفد العماني ان السلطنة تشهد توسعات تجارية وصناعية كبيرة لم تشهدها من قبل وتريد من الشركات الهندية أن تكون جزءً من هذا التوسع، مشيرا الى ان العلاقات التجارية بين البلدين هي طويلة واستثنائية، حيث ارتبطت السلطنة والهند بعلاقات اجتماعية وسياسية واقتصادية وكان البلدان مراكز تجارية لحركة البضائع والخدمات والمشاريع.
وأوضح معاليه ان الشركات الهندية سعت في الحصول على الفرص الكثيرة الموجودة في السوق العماني الذي يشهد نمواً سريعا ومتواصلا كما نجح المستثمرون الهنود بالفوز بعقود كبيرة في السلطنة، ودخلوا في مشاريع مشتركة شركات رائدة تتخذ من عمان مقرا لها، وأسسوا فروعا لشركات من أجل خدمة الأسواق المحلية والأقليمية النامية.
وقال معاليه انه يوجد أكثر من مشروع عماني هندي مشترك و140 شركة هندية تعمل حاليا في السلطنة، حيث حصلت وفقا لتقديرات العام الماضي وحده على عقود بقيمة 25ر1 مليار دولار أميركي.
وأضاف معاليه ان الاستثمارات العمانية المباشرة في الهند قد ارتفعت بشكل كبير من 24 مليون دولار أميركي في العام 2005 الى ما يقارب 340 مليون دولار أميركي في 2012. على الصعيد ذاته ارتفعت الاستثمارات الهندية في السلطنة أكثر من 7 بالمائة بين 2008 و2012 الى حوالي 652 مليون دولار أميركي، وما تزال الفرصة موجودة لزيادة هذه الاستثمارات.
بعد ذلك قام وائل اللواتي الرئيس التنفيذي لشركة "عمران" باعطاء الحضور نبذة تعريفية عن المناخ الاستثماري في السلطنة واهتمام الحكومة بالقطاعات الرئيسية واثرها على الاقتصاد واهم الخطط المستقبلية الى جانب التعريف بمشاريع البنى الاساسية القائمة.
بعد ذلك تحدث احمد بن سعيد الازكوي مدير مشروع المنطقة اللوجستية بجنوب الباطنة عن التوجه الجديد للحكومة الهادف الى تنويع مصادر الدخل والتهيئة ما بعد الاعتماد على النفط كمصدر اساسي للدخل واهمية اشراك جمهورية الهند في هذا التوجه كونها الشريك الاستراتيجي للسلطنة وتمتعها بتوفر التقنيات الداعمه لهذا التوجه .
كما تطرق الى حجم الانفاق الضخم من قبل الحكومة على البنى الاساسية المتعلقة بالقطاع اللوجستي كالموانيء والطرق والمطارات والدور الذي تلعبه الحكومة في تهيئة البنية الاساسية لجذب الاستثمارات الخارجية في المستقبل الى جانب التطرق الى اهم المشاريع التي تم الانتهاء منها والمشاريع التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة كمشروع ميناء صحار والمطارات والمنطقة اللوجستية ومشروع القطار.
من جانبه تطرق عبدالرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لشركة قطارات عمان الى مشاريع البنى الاساسية كالمطارات والموانئ والمناطق اللوجستية ومشروع القطار واهم الفرص الاستثمارية المتاحة بها والمنظومة اللوجستية ودورها في رفد الاقتصاد العماني وجلب الاستثمارات وتعزيز التنافسية .
كما تطرق الى اهمية تكامل منظومة النقل مع بعض المشاريع واهمية استغلال المناطق الاقتصادية والحرة في انشاء المخازن والمراكز التجارية وكيفية التعامل مع رجال الاعمال الهنود في مجال البحث العلمي والتدريب والتصنيع .
وتطرق ايضا الى اهمية مشروع القطار باعتباره من المشاريع التي ستخدم الحركة التجارية البينية بين دول المجلس كونه جسر بري لنقل البضائع بين دول المجلس والدول المحيطة كالهند.
من جانبه اكد بانكاج كيمجي رئيس الجانب العماني في مجلس رجال الاعمال العماني الهندي المشترك ان السلطنة تمضي بخطى متسارعة في تنفيذ مشاريع البنى الاساسية التي يتطلبها الاستثمار والمستثمرين بغية تنويع مصادر الدخل للاقتصاد العماني.
ووجه الدعوة للشركات الهندية الى اهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في المناطق الاقتصادية والحرة والموانئ وفي القطاعين اللوجستي والصحي وكذلك الاستثمار في قطاع التكنولوجيا ونقل المعارف وتطويرها.
بعد ذلك تم فتح الباب لعقد اللقاءات المباشرة بين اعضاء الوفد العماني ونظرائهم من الجانب الهندي تم خلالها مناقشة تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري وامكانية الدخول في مشاريع استثمارية مشتركة وخاصة في القطاعات الرئيسية التي يركز عليها اللقاء الترويجي لفرص الاستثمار في السلطنة والمتمثلة في المناطق الاقتصادية والحرة واستعراض امكانيات الاستفادة في مجال الشحن والنقل والقطاع اللوجستي.
كما تم الرد على استفسارات رجال الاعمال من الجانب الهندي فيما يتعلق بالحوافز والتسهيلات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين الاجانب الراغبين للاستثمار في السلطنة.
وقد ابدى الحضور اعجابهم بالفرص الاستثمارية المتاحة بالسلطنة وللتعاون بين السلطنة وجمهورية الهند والاستفادة من المنطقة اللوجستية في مجال الخدمات المساندة وسلسلة التوريدات وخصوصا بعد الدعم الذي تقدمه الحكومة كقطاع منفضل ذو مستوى عالمي .
وقد تخلل اللقاء تقديم عرض فيلمي عن الموقع الاستراتيجي للسلطنة ومؤشرات الاقتصاد العماني واهم مشاريع البنى الاساسية الجاري تنفيذها والحوافز المقدمة للمستثمرين الراغبين للاستثمار بالسلطنة مع استعراض بعض الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الصناعة المعرفية وفي المناطق الاقتصادية والحرة واللوجستية والمؤاني الموجودة بالسلطنة .
كما قام معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة وعدد من اعضاء الوفد الليلة قبل الماضية بزيارة الى معهد التكنولوجيا الهندي حيث التقى معاليه بعدد من المسئولين استمع خلاله الى نبذة مختصرة على المعهد واهم البرامج التعليمية التي يقدمها للطلبة الملتحقين بالمعهد.
كما تم خلال الزيارة التأكيد على اهمية التعاون بين المعهد وعدد من المؤسسات المختصة في السلطنة عبر استضافة الطلبة العمانيين وتقديم التدريب والتأهيل في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
هذا وقد عاد الى البلاد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة والوفد المرافق قادما من مومباي بعد زيارة الى جمهورية الهند استمرت عدة ايام ترأس خلالها وفد السلطنة في اجتماعات الدورة الثامنة للجنة العمانية الهندية المشتركة واللقاءين الترويجيين لفرص الاستثمار في السلطنة اللذين أقيما بمدينتي نيودلهي ومومباي.