افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء
بغداد ـ وكالات: أفادت مصادر برلمانية عراقية بأن التفاهمات بين الكتل السياسية أفضت إلى اتفاق، وُصف بالمبدئي، لحسم منصب رئيس الوزراء المقبل واختيار شخصية توافقية مقبولة من الشارع والمرجعية، مرجحين الإعلان عن الاسم خلال الأيام القليلة المقبلة. ونقلت صحيفة "الصباح" العراقية عن النائب عن تحالف "سائرون" رياض المسعودي القول إن "القوى السياسية وصلت إلى قناعة تامة بضرورة اختيار شخصية تتناسب وطبيعة المرحلة وليست وفقا لرغبات الأحزاب السياسية، وبالتالي انتقلت من مرحلة الجمود السياسي إلى حراك فعلي وجدي لاختيار شخصية تقود المرحلة الانتقالية دون مشاكل". ورجح المسعودي أن "تشهد الأيام القليلة المقبلة حل أزمة اختيار رئيس الحكومة المقبل وفق مواصفات يرتضيها الشعب والمرجعية". وأضاف أن "المرحلة الانتقالية التي سيتم تحديدها ستكون باتفاق سياسي لكون الدستور لم يشر إليها".
الى ذلك، قال شهود عيان إن المئات من المتظاهرين أغلقوا عددا من الجسور وأضرموا النيران في الإطارات في عدد من الشوارع وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب بغداد. وأوضح الشهود، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن مجموعات كبيرة من المتظاهرين أغلقوا جسري النصر والحضارات وحاولوا السيطرة على تقاطع البهو، الرئيسي في مركز المدينة، بواسطة حرق الإطارات، فضلا عن إغلاق مبان حكومية، وذلك رغم الانتشار الكبير للقوات الأمنية وقوات الدفاع المدني. وتوافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين، بينهم طلبة جامعيين، إلى ساحة الحبوبي، ساحة التظاهر الرئيسية في مدينة الناصرية، لدعم مطالب المتظاهرين، رافعين أعلام العراق ومرددين شعارات تطالب بتسمية مرشح مستقل لتشكيل الحكومة الجديدة.
في السياق، قطع محتجون عراقيون، جميع الطرق الرئيسية والتجارية في محافظة النجف بما في ذلك طريق مطار النجف الدولي، في استمرار لموجة الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر الماضي. وفي العاصمة بغداد، أصيب ثمانية محتجين عراقيين في ساحة الطيران، في مواجهات مع قوات الأمن، عقب إغلاق الساحة بشكل كامل. وفشلت مفاوضات بين الشرطة الاتحادية العراقية والمتظاهرين لإعادة فتح الطرق المحيطة بساحة الطيران، وطريق محمد القاسم السريع. وقال محتجون إن عملية الإغلاق جاءت ردا على إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص، من جانب قوات مكافحة الشغب. وشهدت بغداد تظاهرات طلابية استهدفت الوصول إلى ساحة التحرير، إحدى أهم ساحات التظاهر في العاصمة. ودخلت القوات الأمنية في محافظة الديوانية جنوب العراق في حالة الإنذار القصوى، بينما قطع محتجون في ذي قار عددا من الجسور الرئيسة. أما في محافظة كربلاء فقد وقعت اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين في حي البلدية. واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في كربلاء، مما أدى إلى سقوط مصابين، كما شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين وسط المحافظة.
ولم تدفع استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي المتظاهرين إلى مغادرة ساحات الاحتجاج، بل زادت من وتيرة تحركاتهم سعيا لتحقيق باقي مطالبهم وعلى رأسها رحيل كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد، ومحاسبتها، واختيار مرشح مستقل لرئاسة الحكومة يسير بالعراق نحو السلام، وتنظيم انتخابات مبكرة تشرف عليها الأمم المتحدة.
على صعيد آخر، كشف اللواء في شرطة المرور العراقية عمار وليد امس عن اعادة افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء باتجاه الجسر المعلق لفك الاختناقات المرورية التي تشهدها مدينة بغداد على خلفية اغلاق ثلاثة جسور رئيسية بسبب المظاهرات الاحتجاجية. وقال الضابط العراقي لتلفزيون "العراقية" الحكومي :"تم صباح الأحد إعادة إفتتاح المنطقة الخضراء بأوقات محددة من أجل فك الاختناقات المرورية باتجاه الجسر المعلق في جانب الكرخ على خلفية الازدحامات المروية التي تشهدها بغداد على خلفية إغلاق جسور الجمهورية والسنك والاحرار". وأوضح أنه تم افتتاح الجسر المعلق باتجاه منطقة العلاوي ومن نقاط عمان باتجاه طريق القادسية إلى طريق مطار بغداد ذهابا وإياباً من الساعة السادسة صباحاً وحتى العاشرة صباحاً ومن الثانية ظهرا وحتى الخامسة مساءً. وكانت السلطات العراقية قد أغلقت جميع مداخل المنطقة الخضراء على خلفية اتساع المظاهرات الاحتجاجية منذ انطلاقها في شهر اكتوبر الماضي وحتى الآن.