بمشاركة 600 فرد من فئة الشباب
انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى التواصل الاجتماعي الثالث بعنوان " التوظيف الإيجابي لشبكات التواصل الاجتماعي " ، والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للتنمية الأسرية والمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية ، وذلك بمقر كلية العلوم التطبيقية بنزوى.
رعى افتتاح الملتقى سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد بن هلال السعدي محافظ الداخلية ، بحضور سعادة الدكتور بدر بن يحيى المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية ، و فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة ، وبمشاركة 600 مشارك من فئة الشباب وطلاب المدارس من صفوف العاشر ولغاية الثاني عشر ، وطلاب المؤسسات الجامعية ، والملتحقين بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة للفئة العمرية ( 18 – 30 ) سنة ، وأيضا التربويين واختصاصيي العلوم الإنسانية والقانونية ، وممثلي المؤسسات المعنية بالشباب والأندية والفرق التابعة له ، وجمعيات المرأة العمانية والجمعيات الأهلية التطوعية بولايات محافظة الداخلية ، ولجان التنمية الاجتماعية ولجان الأطفال المعرضين للإساءة بمحافظة الداخلية .
وقال راعي الحفل : وسائل التواصل الاجتماعي بلغت كل بيت في المجتمع العماني ، وهذا يدل على أهمية هذه الوسائل في بناء الأسرة والنهوض بالمجتمع ، مؤكدا على ضرورة توظيفها التوظيف الإيجابي ، وذلك لما لها من دور فعّال في تزويد المجتمع العماني بالمعلومات والأخبار أولاً بأول ، منوهًا بعدم اختلاق الاكاذيب في نقل هذه الاخبار لما لها من تداعيات سلبية تعمل على هدم الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
من جانبه صرح سعادة الدكتور بدر بن يحيى المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية بأن وزارة التنمية الاجتماعية دأبت بأن تكون على تواصل مستمر مع المجتمع عبر هذه الملتقيات ، موضحاً بأن الموضوع الذي يتناوله هذا الملتقى له أهمية كبيرة في كيفية توظيف استخدامها ايجابياً في صالح المجتمع ، مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود الحكومية ومؤسسات المجتمع الأهلي في هذا المجال .
وكانت قد بدأت الفعالية والتي يستمر يومين بكلمة وزارة التنمية الاجتماعية ألقاها سعيد بن سليمان القري مدير عام المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية ، بيّن فيها أهمية هذا الملتقى والذي يأتي في محطته الثالثة بعد أن انطلق من ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة في نسخته الاولى ، وعرج بعدها بمحافظة الظاهرة بولاية عبري في نسخته الثانية ، مشيراً الى أن التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي أحدثت نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال , والذي بدوره جعل افراد المجتمع كبارا وصغارا يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع افتراضي سيطر على أكثر اهتماماتهم واستنزف الكثير من أوقاتهم ، منوهًا بأن لهذا العالم أثره الكبير على الهوية الاجتماعية والوطنية وعلى الترابط الاجتماعي داخل المجتمع الواحد.
عقب ذلك تحدث الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة، عن إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، مؤكداً بأن قضية التوظيف الإيجابي لشبكات التواصل الاجتماعي تعد قضية بالغه الأهمية ، وذلك لأن استخدامها أصبح حقيقه واقعه ، حيث لا يكاد يخلو بيتا إن لم يكن كل فرد في كل البيت يستخدم إحدى هذه الوسائل ، وبالتالي هذا يستدعي سرعة المبادرة لإيجاد ما يحقق الاستخدام الايجابي للفرد ، والأسرة ، والمجتمع ، ثم بعد ذلك للوطن.
بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للملتقى بمحورها الأول حول " الجوانب التشريعية والقانونية لشبكات التواصل الاجتماعي " ، حيث ترأس الجلسة العقيد الدكتور سالم بن راشد العلوي قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، وجاءت ورقة العمل الأولى بعنوان " السياسات و اللوائح المنظمة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي " قدمتها زوان بنت حمد السبتية مديرة بوابة عمان الرقمية بهيئة تقنية المعلومات، والتي قالت بأن أي مؤسسة تحتاج إلى استراتيجية لتحديد الأهداف والمهام المرتبطة بقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالجهة الحكومية ، وذلك لضمان جودة العمل بها وتفعيل دورها بالشكل الصحيح ، كما تناولت الورقة كيفية التعامل مع الرسائل الخاصة ومنها الرسائل المزعجة ، ورسائل طلب التواصل ، بالإضافة الى رسائل طلب مساعدة أو تعاون مع جهة معينة ، إلى جانب رسائل الشكوى أو الابلاغ عن عطل أو خلل ما يتعلق بمهام تلك الجهة.
فيما قدم الدكتور محمد طاهر آل إبراهيم من كلية الحقوق جامعة السلطان قابوس ورقة العمل الثانية حول " أهمية الحوار " ، أوضح فيها أن الحوار يعد من اهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي في الحياة المعاصرة ، لما له من أثر كبير في تنمية القدرات لدى الأفراد والحث على التفكير المشترك والتمكن من أدوات التحليل والاستدلال وتطرق من خلال ورقته إلى معنى الحوار وأهمية التدرب على اصول الحوار بالنسبة للشباب، إضافة الى الأنواع التي يشملها الحوار، كالحوار الوطني، والاقتصادي، والديني، الى جانب الحوار الاجتماعي، والتلقائي.
تلا ذلك التطرق للمحور الثاني حول " الآثار الاجتماعية لشبكات التواصل الاجتماعي " ، حيث قدم محمد عبده الزغير خبير شؤون الطفولة بوزارة التنمية الاجتماعية ورقة عمل بعنوان " وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالتماسك الأسري " أكد من خلالها أن التطورات التكنولوجية الحديثة أحدثت نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال، وتجلى الربط بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً الى أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى التحول من روابط الأسرة والقبيلة إلى رابطة الفيسبوك ، وبالتالي أسهمت هذه الرابطة الجديدة في تشكيل اسر وقبائل افتراضية من نوع جديد، تضم أفرادا وعائلات يربطها العالم الافتراضي، وجرى تغيير " العصبية للأسرة والقبيلة " إلى " العصبية الافتراضية .
وجاءت ورقة العمل الثانية حول " الإرشاد الزواجي " ألقتها نقاء بنت جمعة اللواتية أخصائية برامج وتوعية مجتمعية بوزارة التنمية الاجتماعية، ذكرت فيها بأن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي يقضي معظم الشباب أوقاتهم بينها؛ شقت طريقها بسرعة جنونية بين جيل الشباب، حيث أصبحت أحد أبجديات الحياة اليومية في مجتمع باتت التقنية تتحكم في مساراته وثقافاته، موضحةً اختلاف استخدامات مواقع التواصل بين شخص وآخر وقالت : إن العاملين في مجال الارشاد الاسري والزواجي يرون ضرورة توظيف هذه المواقع في نشر ثقافة الإرشاد الزواجي للمقبلين على الزواج مما سيساهم في تنشئة أسر مستقرة ، وذكرت بأن هناك عدد من الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها ، كتهيئة المقلبين على الزواج للاستعداد للدخول في الحياة الزوجية من خلال تعريفهم بالأسس الصحية والصحيحة للعلاقة الزوجية، وتزويد المقبلين على الزواج بمجموعة من المعارف عن الحياة الزوجية والتي يمكن أن تساعد في الوقاية من المشكلات مستقبلا ، إضافةً إلى مساعدة المقبلين على الزواج لفهم الأدوار والحقوق والواجبات لكل منهم لتحقيق فهم واقعي لطبيعة الحياة الزوجية ، إلى جانب تحقيق التوافق الاجتماعي والنفسي لكل من طرفي العلاقة الزوجية.
يذكر أن الملتقى يختتم بالمحور الثالث حول " العائد الاقتصادي لشبكات التواصل الاجتماعي " ، والمحور الرابع بعنوان " الأهمية التربوية والثقافية لشبكات التواصل الاجتماعي.