[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
عبرة لمن اعتبر.. تذكروا جيدا مجزرة عشيرة البونمر في الأنبار بالعراق وعدد ضحاياها 425، وكل المجازر الأخرى وما ترتب عن احتلال الموصل، ومأساة الايزيديين، والكرد في عين العرب، وبيع النساء بتلك الطريقة البدائية وبالفرح الغامر على وجوه الإرهابيين الشباب وهم يبيعونهن .. تذكروا قطع الرؤوس والأوصال والشنق والصلب والإبادة .. والاحكام الجائرة التي يتلذذ فيها الحاكم على محكومه. انها ليست اعمال بشر، بل ان منطق الغابة ينطق بأصول العلاقات بين الحيوانات التي تتجاوز افعال " داعش".
العالم يتطلع ويتأمل، لكن اليد في النار غير تلك في الماء البارد .. ومن اكلهم الخوف لحظة دخول التوحش إليهم غير الذين يرونه في التلفاز ومع ذلك نخاف المشهد. هكذا يقدم العرب وبأشكال مختلفة، مرة رعاة، ومرة لا يعرفون غير الجمل، ومرة سألني احد الغربيين هل عندكم طرق معبدة. ومرة من آكلي لحوم البشر، وهذه المرة أوباش يطمحون لحكم العالم العربي، جهزتهم وفبركتهم الماكينات الغربية وبعض الشرقية وأودعت فيهم سر الهمجية، وافلتتهم لأكل الأخضر واليابس وتقديم الاسلام بشكله الذي تدارسه من افتلهم.
صور مجزرة البونمر تزيد الفضيحة فظاعة، وما زال العقل الغربي يتقبلها، ويسعى إلى تهدئة الحرب معها .. بل ما زال السلطان اردوغان يبني عليها املا ان تحقق له ما عجز عن صنعه، وان تتكفل بتجهيز واقع عربي يعود إليه سلطان بره وبحره وجوه.
لن تكون الدنيا بخير منذ ان بدأ هذا "الربيع" الذي انتج دما بدل الزهور والرياحين والنسيم العليل .. وضعنا وسط عاصفة من الدموع والألم، ورسم فوق رقبة كل منا خنجرا وسيفا وفأسا، فبأيهما يأمر القاتل سنقتل، وبأيهما يستحسن رؤية شكل الدم وغزارته سيفعل دون حساب أو عقاب.
فشكرا للجيوش التي تتصدى وتمنع تمدد الأيدي الوسخة من بلوغنا .. والف شكر للجيش العربي السوري وللجيش اللبناني وللجيش العراقي وللجيش المصري وغيرهم على عظيم حمايتنا ووضع انفسهم متراسا لنا.. ربما لولاهم فقدنا الحياة منذ زمن، بل ربما كان التلذذ بدمنا اصعب من قتلنا ومن موت اللحظة.
الجيوش العربية المشار اليها تمكنت من اسقاط المؤامرة حتى الآن بقدرات ذاتية .. فالسوري ما زالت لديه الصوابية بما قدمه رئيسه منذ بداية الأزمة اننا نقاتل الارهاب فقاتلوه مثلما نفعل .. واللبناني على حد تعبير الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله انه لو لم يدخل الحزب إلى سوريا لكان "داعش" قد نفذ عشرات المجازر الشبيهة بمجزرة البونمر، واما العراقي فهو ابو المصاعب وعليه كل الآمال بعدما سمعنا وزير الدفاع الجديد القادم من قيادة احد جيوش صدام حسين يقول بأن الاجهاز على داعش يحتاج لشهر فقط .. وفي مصر بشائر ان يتمكن جيشها من وضع حد للبلوى التي ابتلي بها المصريون ايضا من ارهاب مستحكم.
للجيوش تلك نعطيها كل الوقت ونعرف سلفا قدرتها على ايصالنا إلى بر السلامة، فيما نشك بكذبات التحالف الذي يشعرنا يوميا انه يقصف على استحياء وربما يقول لـ "داعش" ان خبئوا رؤوسكم في الاماكن الفلانية وفي الساعات والدفائق المحددة فنحن قادمون.