هلسنكي ـ وكالات: قال علماء في "تحذير للإنسانية" إن نحو نصف مليون من الأنواع الحيوانية والنباتية الموجودة على الأرض، التي تواجه خطر الانقراض، يمكن أن يكون اختفاؤها كارثيا على البشرية. وأوضح بيدرو كاردوسو، عالم الأحياء في المتحف الفنلندي للتاريخ الطبيعي، والمعد الرئيس للدراسة: "إن أزمة انقراض الحشرات الحالية تبعث على القلق العميق". ويعد اختفاء الحشرات التي تطير أو تقفز أو تمشي على الماء، جزءا من حدث انقراض جماعي، وهو سادس حدث خلال 500 مليون عام الأخيرة. ووقع آخر حدث قبل 66 مليون سنة، عندما قضت صخرة فضائية على الديناصورات البرية ومعظم أشكال الحياة الأخرى. وقال كاردوسو: "النشاط البشري مسؤول عن جميع حالات انخفاض وانقراض أعداد الحشرات تقريبا". وتتمثل الدوافع الرئيسية في تراجع الموائل وتدهورها، تليها الملوثات- وخاصة المبيدات الحشرية- والأنواع الغازية. كما أن الاستغلال المفرط - أكثر من 2000 نوع من الحشرات جزء من النظام الغذائي البشري - وتغير المناخ له تأثير كبير. ويترتب على تراجع أعداد الفراشات والخنافس والنمل والنحل والدبابير والذباب والصراصير، عواقب تتجاوز احتمال زوالها. وأضاف كاردوسو: "إن العديد من أنواع الحشرات هي المزود الحيوي للخدمات، التي لا يمكن الاستغناء عنها". وعلى المستوى العالمي، تبلغ قيمة المحاصيل التي تتطلب التلقيح ضد الحشرات، ما بين 235 و777 مليار دولار أميركي على الأقل سنويا. ويقدر العلماء عدد أنواع الحشرات بنحو 5.5 مليون، مع تحديد وتسمية الخمس منها فقط. وقال كاردوسو: "عدد الأنواع المهددة والمنقرضة من الحشرات لا يستهان به على الإطلاق، لأن الكثير منها نادر أو غير موصوف. وحددت القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، زهاء 8400 نوع فقط من الحشرات من بين مليون نوع معروف بوجودها. ونفق 5 إلى 10% من جميع أنواع الحشرات منذ حوالي 200 عام لدى بدء العصر الصناعي. واكتُشف نصف الأنواع المحلية من النباتات والفقاريات بشكل حصري في زهاء "عشرات النقاط الساخنة" للتنوع البيولوجي، والتي تغطي 2.5٪ من سطح الأرض.