كتب ـ سليمان الهنائي ومحمود الزكواني :
افتتح معالي الشيخ خالد بن محمد المرهون وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة صباح أمس اللقاء الدوري السابع عشر للمسؤولين في معاهد الإدارة العامة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولمدة يومين من 4 إلى 5 من الشهر الجاري والذي جاء بعنوان (التجارب الوطنية لتنمية القيادات الإدارية) بفندق كراون بلازا مسقط .
في بداية اللقاء ألقى السيد زكى بن هلال البوسعيدي مدير عام معهد الإدارة العامة كلمة قال : هذا اللقاء يعقد تعزيزا لمسيرة العمل المشترك بين دول المجلس في مجال التنمية الإدارية واستمرارا للتعاون البناء بين معاهد الإدارة العامة في المجالات العلمية المختلفة ودعما لجهود تنمية الموارد البشرية الخليجية عموما وتطوير القيادات الإدارية خصوصا.
وأوضح البوسعيدي أن المشاركة الواسعة من وحدات الجهاز الإداري في السلطنة يأتي ضمن حرص الوحدات الحكومية للمشاركة الفاعلة في كل محفل علمي والاستفادة الجادة من كل جديد، ودعم كل جهد مخلص في التطوير الإداري.
وأكد السيد أن اللقاء يهدف لعرض التجارب الناجحة في إعداد وتطوير القيادات الإدارية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال ومناقشة الآليات العملية لبناء القدرات الإدارية الحكومية والصعوبات العملية التي تعترض كل دولة للتنمية الإدارية في مجال تنمية مهارات القيادات الإدارية ومتطلبات التطوير في أنشطتها المستقبلية ، وصولا إلى بلورة استراتيجية عملية لتطوير القيادات الإدارية الخليجية في القطاع الحكومي.
بعدها ألقى عبدالله بن مهنى الخروصي مدير إدارة العمل والخدمات الاجتماعية للأمانة العامة لدول مجلس التعاون كلمة قال فيها : إن أهمية إقامة اللقاء يأتي تنفيذاً لقرار أصحاب المعالي والسعادة مديري عموم معاهد الإدارة العامة في اجتماعهم الرابع عـشر الذي عـقد في مملكة البحرين خلال شهر أبريل من عام 2013م إيماناً بأهمية تنمية القيادات الإدارية والارتقاء بمفهوم الفكر الإداري الطموح الذي يقود مؤسسات المجتمع إلى مزيد من التطور والتقدم ونحن على يقين بأن ما سيتم طرحه من أوراق عمل وتجارب وطنية حول هذا الموضوع ستثري جلسات اللقاء .
كما أوضح الخروصي أهمية النقاش الذي سيتيح المجال للتعرف على مزيد من التجارب والخبرات بين المعاهد التي تدعم الجهود المشتركة بين دول المجلس في مجال تنمية القيادات الإدارية وتتطلب المزيد من التعاون والتنسيق خاصةً وأن بعض دول المجلس لديها تجارب واقعية ومتميزة .
هذا وقد اشتمل اللقاء على عدة جلسات تضمنت الجلسة الأول والتي حملت ورقة عمل بعنوان "أسس تصميم برامج تطوير القيادات الإدارية"، والذي ألقاها الدكتور محمد بن فايل بن صالح العريمي محاضر أول بمعهد الإدارة العامة بالسلطنة حيث ركزت على أن المنظمات اليوم تعيش في عالم متغير وبيئة عمل متطورة ، وفي ظل كل هذه الظروف وجب على المنظمات أن تنظر إلى المستقبل بطرق مختلفة وتستخدم أساليب متنوعة وأن هذه التغيرات المتسارعة دفعت المنظمات إلى تأهيل أفراد يقودون هذا التغيير بمهارات وقدرات تتلاءم مع هذه المتغيرات لذا وجب تصميم برامج تطويرية تبنى وتعزز المهارات والقدرات القيادية للمدراء.
كما تضمن الطرح في ورقة العمل مجموعة من الأسس التي يمكن للمنظمات أن تتبناها عندما تسعى لتصميم برامج خاصة ببناء وتطوير قياداتها الإدارية حيث تعتمد هذه الأسس على تطوير القدرات القيادية وفق عملية منظمة ومتسلسلة ومتكاملة ومن بين الأسس التي تناولتها الورقة التطوير حيث يركز على القيادة وليس القائد باعتبار أن القيادة عملية تفاعلية بين القائد والبيئة التي تحيط به كما تطرقت الورقة إلى استراتيجية بناء القيادات الإدارية والتي يجب أن تتكامل مع الاستراتيجيات العامة للمنظمة واقترحت الورقة أن تتبنى برامج القيادات الإدارية منهج التطوير العملي التطبيقي المعتمد على أسلوب القيادة التكاملية والتي تأخذ نهج تطوير المهارات الإدارية والقدرات القيادية للفرد .
وفي ختام الورقة ركز العريمي في حديثه علي أهمية وجود أداة لتقييم برامج تطوير القيادات الإدارية حتى يتم تعظيم العائد من الاستثمار في برامج تطوير القيادات الإدارية.
فيما جاءت الورقة الثانية بعنوان " تأهيل القادة في المستوى الاستراتيجي" والمقدمة من كلية الدفاع الوطني قدمها العميد أول الركن عوض محمد بن سعيد المشيخي مساعد آمر كلية الدفاع الوطني ، حيث تحدث العميد في البداية حول نشأة وتطور كلية الدفاع الوطني ورؤيتها ورسالتها التي تتلخص في إعداد وتأهيل قادة استراتيجيين (عسكريين ومدنيين من خلال الالتزام بتوفير بيئة أكاديمية تحفز على الإبداع الفكري والتعلم والبحث والتطوير بهدف إكسابهم المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية والمساهمة الفاعلة في صياغة السياسات الوطنية وتطوير الاستراتيجيات واتخاذ القرارات الاستراتيجية السليمة في مجالي الأمن والدفاع كما تمت مناقشة أهم أهداف كلية الدفاع الوطني بالسلطنة والمتلخصة في إعداد وتطوير الدراسات الاستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع وفق خطط وبرامج معتمدة لتنمية القدرة على توحيد وتكامل وتنسيق الجهود الوطنية في كافة المجالات ضمن إطار وطني شامل لإعداد وتأهيل القادة العسكريين والأمنيين على النحو الذي يمكنهم من تولي المناصب العامة العسكرية والأمنية والمدنية على المستوى الاستراتيجي وإجراء البحوث والدراسات وتطوير مهارات البحث العلمي في مجالي الأمن والدفاع .
كما تحدث العميد وبشرح مفصل حول مجلس الكلية والمجلس الأكاديمي بكلية الدفاع الوطني وأهم اختصاصاتهما وشروط الالتحاق بالكلية كما تمت مناقشة منهج دورة الدفاع الوطني التي تنظمها الكلية على مدى ثلاثة فصول دراسية لمدة 47 أسبوعا فلسفة التعليم في كلية الدفاع الوطني كما تم عرضها أيضا وبشرح موجز والتي تتلخص في أن المشارك يعتبر محور التعليم .
كما ألقى إسحاق محمد أمين المدير التنفيذي للتطوير القيادي الورقة الأخير لليوم الأول لتلخص تجربة معهد الإدارة العامة بمملكة البحرين في مجال تطوير القيادات الحكومية على مدى ست سنوات واستعرضت الورقة المبادئ التي بنت عليها برامجها ، كما تستعرض أهم عوامل النجاح للبرامج التي نفذت والتجارب التي يمكن نقلها إلى دول أخرى وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.
منوها بإيجاد الخطط المستقبلية العامة والأفكار الجديدة التي سوف يتم تطبيقها في المستقبل القريب فيما يخص تطوير القيادات الحكومية وقد نجح المعهد بتضافر الجهود من تصميم وتنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية القيادية منذ عام 2008 والتي نالت استحسان المشاركين فيه، كما نالت الاعتراف الدولي من قبل مجموعة من المؤسسات العالمية العاملة في مجال التدريب القيادي.
ومن أهم المناقشات في ورقة العمل على عدة محاور أبرزها: تطوير الكوادر القيادية الوطنية في إطار سياسة ومنهجية واضحة في منظومة الخدمة المدنية (هيكلية البرامج القيادية في تطوير القيادات الحكومية في مملكة البحرين)- البرنامج الوطني لإعداد وتطوير القيادات الحكومية وأهمية وضع نموذج واضح للتطوير القيادي (النموذج البحريني للقيادة). واتباع سياسة استثمار الخبرات الوطنية في تدريب الكوادر القيادية الجديدة. وتطرقت التجربة لكيفية بناء البرامج التدريبية القيادية على أسس تعلم مهنية وبمعايير عالمية، وبناء البرامج التدريبية وفق مبدأ التطوير الشامل للقدرات والكفايات وتصميم البرامج التدريبية لتلبي الحاجات التدريبية المحلية ولكن باعتمادية دولية وفي ختام الورقة تم استعراض بعض نتائج تنفيذ برامج تطوير القيادات.