حمد الضوياني: الملتقى ترجمة واضحة لمساعي الهيئة نحو تشجيع البحث العلمي
موسى الكندي: نهدف إلى خدمة الثقافة العمانية والمساهمة الفاعلة في رفد المكتبة العربية والعمانية بالبحوث
كتب ـ إيهاب مباشر: تصوير: إبراهيم الشكيلي
تختتم اليوم فعاليات الملتقى الرابع للجامعة العربية المفتوحة بالسلطنة وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والذي اقيم هذا العام تحت عنوان "التاريخ العُماني .. قراءات وتحليلات" حيث من المؤمل ان تستمر اليوم جلسات الملتقى ، وستتبعها قراءة البيان الختامي، تحت رعاية سعادة الدكتور حمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
وكان قد بدأ الملتقى انطلاقا من كونه فرصة للأكاديميين والمهتمين والطلاب لتعميق معرفتهم بمعطيات التاريخ العماني وأبعاده في الثقافة العمانية، حيث يتيح لهم فرصة المشاركة في مناقشة تحليل ودراسة نصوص التاريخ العماني، وما لها من آفاق ثقافية أو حضارية أو فكرية، حيث افتتح صباح الأمس بفندق سيتي سيزنز، تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، بحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومدير الجامعة العربية المفتوحة فرع السلطنة، ونخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بمجال التاريخ والطلبة.

إثراء
بداية حفل الافتتاح قدم الدكتور موسى بن عبدالله الكندي مدير الجامعة العربية المفتوحة فرع السلطنة الكلمة الافتتاحية للجامعة، تبعتها كلمة سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بعدها كانت كلمة المشاركين التي قدمها الدكتور حمد بن محمد بن صراي، أستاذ بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وفي ختام حفل الافتتاح أدلى سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، راعي حفل افتتاح الملتقى بتصريحه قائلا: أنا سعيد جدا لأنني أرعى ملتقى (التاريخ العماني .. قراءات وتحليلات) وهو ملتقى مهم جدا، سيتطرق إلى محاور غاية في الأهمية بتاريخ عمان، وأنا أعتقد أن هذا الملتقى وما يقدم فيه من محاور سيثري الساحة الثقافية، ويكشف عن بعض المفردات التي يحتاجها الباحث المتتبع لتاريخ عمان، وستكشف هذه المحاور وأوراق العمل المقدمة ما قام به الأسلاف والأجداد من أدوار تاريخية، ونحن نحتاج دائما إلى مثل هذه الملتقيات لنتعرف بشكل أعمق على تاريخنا، سواء كان التاريخ المكتوب أو الشفهي والمروي.
وأضاف سعادته: هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والجامعة العربية المفتوحة، ووزارة التراث والثقافة يقومون بجهودهم في هذا الشأن، ووزارة التراث والثقافة قامت بأعمال بحثية في التاريخ الشفهي في صور وقريات ومسقط وبركاء، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تنقب في هذا الجانب.
رسالة
يقول الدكتور موسى بن عبدالله الكندي مدير الجامعة العربية المفتوحة فرع السلطنة في الكلمة الافتتاحية للجامعة: إن رسالة الجامعة العربية المفتوحة هي خدمة أهداف التنمية في البلاد العربية، والتي لا شك أنها تعتمد على الاستئناس الواعي بالتاريخ، الذي يرفد الواقع، والذي بدوره يبني المستقبل، وتنطلق الجامعة في تقديم هذا الملتقى من رؤية واضحة تهدف إلى خدمة الثقافة العمانية، والمساهمة العلمية الفاعلة في رفد المكتبة العربية والعمانية بالبحوث التي تضيف إلى رفوفها الجديد. ولهذا فإننا بسعادة غامرة نفتتح اليوم النسخة الرابعة من هذا الملتقى، بعد أن جاءت نسخه الثلاث خلال السنوات الفائتة متنقلة ما بين (العربية والحضارات العالمية)، و(الاستشراق في عمان)، و(الثقافة وهوية النص في عمان) لتكون هذه النسخة خاصة بالتاريخ العماني من خلال تقديم قراءات منهجية في هذا التاريخ بأشكاله المتعددة (المكتوب والمخطوط والشفاهي)، بغية رفد المكتبة العمانية برؤى تخدم هذا التاريخ وتكشف ملابساته والتحديات التي يواجهها من ناحية، وتقدم تحليلات حديثة تلائم التطور والتقدم في طرائق قراءة التاريخ من وجهات نظر متعددة.
تعاون بناء
وجاء في كلمة الهيئة التي قدمها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: إن التاريخ العماني ضارب بجذوره في أعماق الحضارة الإنسانية منذ القدم، وكان لعمان حضورها المتميز في تاريخ البشرية من خلال ما قدمه أبناؤها من إنجازات تدل على قدرة الإنسان العماني على الاجتهاد والإبداع، وما نجده بين أعيننا من شواهد تاريخية ومآثر حضارية، هي براهين ساطعة على مدى عظمة العمانيين في مسيرة البشرية وتطورها.
وأكد سعادة الدكتور الضوياني أن الدارس والباحث وحتى القارئ يدرك جيداً بأن عُمان على مدار التاريخ كان لها حضورها الفاعل، وكان لأبنائها قدم السبق في تحقيق الخير والنماء، وفي فتح آفاق جديدة في مختلف العلوم والمعارف والآداب، فكم هم العلماء والأدباء، وذوو الرأي والحكمة الذين ذاع صيتهم، وذكرتهم السير والتراجم وتحدثت عنهم كتب التاريخ بما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز والانتماء لهذا البلد العريق.
وأشار سعادته بأن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومنذ تأسيسها في عام 2007م، أخذت على عاتقها النهوض بالإرث الحضاري التاريخي والوثائقي للبلاد، إدراكاً من الحكومة بأهمية المحافظة على مرتكزات التاريخ العماني، والعناية بالثوابت وترسيخ الهوية الوطنية في عقول وأفئدة المواطنين عبر ما تقوم به الهيئة من معارض وثائقية، وتنظيم الندوات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، أو من خلال المشاركة في الملتقيات العلمية والفعاليات الثقافية التي تقيمها الجهات الحكومية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية داخل السلطنة وخارجها.
وقال رئيس الهيئة "ويعد الملتقى الرابع للجامعة العربية المفتوحة (فرع سلطنة عُمان) وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الذي يُفتتح اليوم، ثمرة من ثمار التعاون البناء بين الهيئة والجامعة، وهو ترجمة واضحة لمساعي الهيئة نحو تشجيع البحث العلمي والدفع قدماً بالباحثين والدارسين إلى الاشتغال بأعمال البحوث والدراسات ذات العلاقة بالوثائق لتكشف عن أهمية الرصيد الوثائقي الذي تزخر به خزائن الهيئة، وتلك الوثائق متاحة أمام الباحثين وطلبة العلم للاستفادة منها، حسب الإجراءات التي نظمها قانون الوثائق والمحفوظات الوطنية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 60/2007م، وإنّ المتأمل في عنوان الملتقى الرابع والذي يحمل مسمى: التاريخ العماني .. قراءات وتحليلات، سيدرك القيمة العلمية التي تحتويها أوراق العمل والبحوث التي ستلقى خلال جلسات الملتقى، بحيث تكون القراءة التحليلية والنقدية التي تشكل منهجية لا غنى عنها لدارسي التاريخ، ولا شك بأن البحوث ستجيب عن كثير من التساؤلات المطروحة حول جوانب متعددة من التاريخ العُماني والتي هي بحاجة إلى مزيد من البحث والتحليل والتمحيص.
نماذج علمية رائدة
واختتم الحفل بكلمة للمشاركين، قدمها الدكتور حمد بن محمد بن صراي أستاذ بجامعة الإمارات العربية المتحدة نيابة عن المشاركين في الملتقى قال فيها: "لا يزال علم التاريخ العلم الذي يشكل العقلية الإنسانية فتبحث عنه لإثبات ما تراه أو نفي ما ترفضه، ولهذا تجد الكثيرين يلجأون إلى التاريخ في كثير من القضايا المعاصرة رغبة منهم في جعله حكما في مثل هذه القضايا. وفي الوقت نفسه تجد المعارضين لهم يلجأون للتاريخ رغبة منهم في التأثير على عدد من الأطروحات المعاصرة إثباتاً أو نفياً أو تأكيداً.
وقال: عقد مثل هذا الملتقى، ليجمع المتخصصين في مثل هذه الفروع المختلفة، ومن هنا كان حضور هذه النماذج العلمية الرائدة في ميادين البحث والتحقيق والتدوين. والمطلع على الأوراق المقدّمة للملتقى يعي التنوع في الأطروحات والتباين في التخصصات الدقيقة المتراوحة بين الآثار والتاريخ القديم والمرويات الشفهية والوثائق والرحلات والمخطوطات والتراث. وكالمعتاد فإنّ مثل هذه الملتقيات تضمّ عدداً مِن العلماء المتخصّصين والباحثين الجادّين الذين تعتبر مصنّفاتهم مِن المساهمات الرئيسة في تدوين التاريخ وحفظ مصادره. وممّا لا شكّ فيه فإنّ مشاركتكم في هذا الملتقى يثري اللقاء بنقاشات وحوارات جادّة وعلميّة.ونظراً لأهمية البحوث المقدمة فإنها سوف تصدر في كتاب واحد لتكون في متناول الجميع".
نشاط ثقافي تخصصي
يتناول الملتقى الذي يمثل نشاطا ثقافيا تخصصيا يجتمع فيه نخبة من الأكاديميين والمفكرين من مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية مجموعة من القضايا التي تخص التاريخ العُماني المدون والمخطوط والشفاهي من خلال دراسة مجموعة من كتب التاريخ العماني، والمخطوطات، والتاريخ الشفاهي دراسة قائمة على التحليل العلمي المنهجي.
محاور
تتكون محاور الملتقى من ثلاث جوانب، الأول: قراءات في التاريخ العُماني المدون (التحقيق ، والأبعاد المعرفية للمستقبل) ، والمحور الثاني : قراءات في المخطوطات والوثائق العمانية (تاريخ المخطوطات والوثائق ورؤاها المستقبلية) ، والمحور الثالث: قراءات في التاريخ الشفاهي العماني (مصادر التاريخ الشفاهي وتجارب جمعه)، ويستهدف الملتقى بشكل أساسي الأكاديميون والمثقفون المهتمون وطلاب الجامعات.
جلسات
وقد انقسم الملتقى إلى 6 جلسات موزعة في يومين، وجاءت الجلسة الأولى بعنوان عمان في الوثائق الفرنسية والبريطانية، تلخصت في أربع أوراق عمل، وترأسها الدكتور ابراهيم بن يحيى البوسعيدي أستاذ في جامعة السلطان قابوس، حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان عمان في مؤلفات المؤرخين الفرنسيين "جون لويس مياج وأكسافي بيغن بلوك انموذجا" للأستاذ الدكتور بوضرساية بو عزة من جامعة الجزائر، وتلخصت ورقة العمل في أن العلاقات العمانية الفرنسية أخذت حيزا معتبرا في كتابات المؤرخين الفرنسيين من أمثال جون لويس مياج واكسافي بيغن بلكوك وجان بول شارني وإيف تورافال وصوفي ميري وآخرون من الذين مكنتهم ظروف الكتابة من تسليط الضوء بالدراسة على جوانب عدة من هذه العلاقات خاصة الجانب التجاري حيث كان اعتمادهم على المادة الأرشيفية مما أعطى لكتابات هؤلاء المؤرخين مصداقية علمية لكنها تحتاج إلى مراجعة تعتمد أساسا على مقارنة المادة الأرشيفية بسلطنة عمان حول هذه العلاقات مع نظيرتها الفرنسية وهذا يعني إخضاع ما كتبه الفرنسيون اعتمادا على أرشيفهم إلى التمحيص والغربلة والتدقيق ومقارنة النص العربي بالنص الفرنسي. إن اعتماد هؤلاء المؤرخين على الأرشيف الفرنسي الذي تناول العلاقات الثنائية أعطى المرحلة التاريخية لهذه العلاقات طابعا مميزا في ظل وجود منافس شرس للقوة الاقتصادية الفرنسية في المنطقة وهذا المنافس هو بريطانيا وعليه جاء التركيز في كتاباتهم.
أما الورقة الثانية للأستاذ الدكتور أحمد شرفي أستاذ التعليم العالي ونائب رئيس الجامعة، جاء عنوان ورقته "دراسة تاريخية في مرحلة الاستعمار الفرنسي وعلاقته بسلطنة عمان" والتي تحدث حول تتبع مسار الكتابات الفرنسية انطلاقا من أرشيف دور المحفوظات والملاحظ في هذا الصدد هو استعمال الفرنسيين تسمية الإمبراطورية العمانية عوضا عن سلطنة عمان وعليه لابد من البحث أكاديميا في أسباب ذلك خاصة وأن هذه التسمية طغت خلال حقبة معينة على جل الكتابات الفرنسية التي تناولت فترة القرن التاسع عشر وبالتحديد ما بين 1814 و1856 أي قرابة ستة وعشرين عاما ولعل من بين أبرز ما ركز عليه الباحثون الفرنسيون خلال هذه الحقبة هي معاهدة الصداقة والتجارة الموقع عليها بتاريخ 4 نوفمبر من عام 1844 والتي بقيت سارية المفعول لما بعد عام 1846 وهذه المعاهدة هي التي كانت وراء تطور العلاقات بين زنجبار باعتبارها منطقة تابعة لسلطة العمانيين والجزر الفرنسية القريبة منها جزيرة رينيون ويعني كذلك أن هذه المعاهدة هي التي حددت مصير العلاقة التجارية بين سلطنة عمان من جهة وفرنسا من جهة أخرى بداية من عهد الملك الفرنسي لويس فليب (1830ــ1848) ثم استمرارية هذه العلاقة بعد ذلك أي على عهد الامبراطورية الفرنسية الثانية التي كان على رأسها لويس نابليون ( نابليون الثالث 1852 ــ 1970) ولعل ما جلب انتباه هؤلاء الباحثين بالدرجة الأولى مرحلة السلطان سعيد لكون مرحلة حكمه سادها الرخاء والتبادل التجاري بين الحكومتين وقد استمرت إلى غاية وفاته عام 1856.
والورقة الثالثة في الجلسة الأولى للأستاذ عبدالعزيز بن حميد المحذوري باحث تاريخ بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، عنون ورقته بالعوامل السياسية التي أدت إلى تأخر ظهور الدولة العمانية الحديثة (1332- 1390هـ/ 1913 – 1970 م) دراسة في بعض الوثائق العمانية البريطانية، وتناولت الورقة جانباً مهماً من جوانب التاريخ العماني ، وهو الجانب السياسي ، خلال فترة تعد من أصعب الفترات التي مرت بها عمان عبر تاريخها الطويل، هذه الفترة المقدرة بستة عقود من الزمن تقريباً، والتي تمتد من (1332-1390 هـ /1913- 1970 م ) طوت خلال طياتها جملة من الحوادث التاريخية، ربما كانت كفيلة بتغيير معالم التاريخ السياسي العماني.
أما الجلسة الثانية فتحدث حول عمان من القرن الثالث الهجري وحتى الثالث عشر الهجري، وترأس الجلسة الدكتور جمعة بن خليفة بن منصور البوسعيدي مدير عام البحث وتداول الوثائق بالهيئة، وتمثلت الأوراق العمل في تاريخ عمان ما قبل الإسلام في المصادر العربية الإسلامية: رؤية نقدية تحليلية للدكتور حمد محمد بن صراي أستاذ التاريخ القديم المشارك بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وهذه الورقة تركّز على المادّة العلميّة المدوّنة في المصادر القديمة بقسميْها العام والعماني المحلّي، وإن تميّز القسم الأخير بتفاصيل أكثر، وهذا من الطّبيعي حدوثه لاهتمام المصادر العمانية بتاريخ وأعلام وطبيعة عمان. ومِن أهمّ الأحداث: استيطان القبائل والشعوب القديمة للمنطقة، وهجرة القبائل العربيّة إلى إقليم عمان، وعلاقات العرب بالفرس، وتحالفات القبائل العربيّة مع المحيط العربي، وتفسيرات لبعض الأعلام الجغرافيّة العمانيّة، وبعض الحكايات الأدبية والمفاهيم والمصطلحات اللغويّة.
والورقة الثانية حول دور العمانيين في نشر الحضارة الإسلامية في سواحل المحيط الهندي الشرقية في عهد الإمامة الإباضية الأولى والثانية للباحث حبيب بن مرهون الهادي من وزارة التربية والتعليم، وتهدف هذه الدراسة إلى تعرّف الدور الحضاري للعمانيين في السواحل الشرقية للمحيط الهندي في فترة الإمامة الإباضية الأولى والثانية (132-280هـ). إذ وصلوا إلى سواحل المحيط الهندي الغربية منها والشرقية حاملين تجارتهم وفي الوقت نفسه كانوا طلائع حملة الإسلام وحضارته من لغة وعادات وتقاليد حميدة وقيم إنسانية نبيلة، فعمّ الإسلام معظم سواحل المحيط الهندي.
أما الورقة الثالثة للدكتور طه حسين عوض أستاذ التاريخ الإسلامي وحضارته المشارك بجامعة عدن وكانت بعنوان قراءة في التاريخ العُماني من خلال وثائق الرحالة والجغرافيين المسلمين في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وتمحورت فيما جاء به الرحالة والجغرافيون من أخبار في وثائقهم التي تعد اليوم من أهم الوثائق التي كتبت عن تاريخ عمان، والتي من الصعب على أي باحث أن يتغاضى عنها وعما أوردته من معلومات عن عمان.
والورقة الرابعة للدكتور خالد بن خلفان الوهيبي تاريخ عُمان من ق.6 هـ/ ق. 12م و حتى ق. 9 هـ / ق. 15 م: دراسة تحليلية للمصادر واستقرائية للأحداث، وتحدث فيها حول محاور رئيسية، الإمامة الإباضية، والنباهنه، القوى الإقليمية، حيث تناول الباحث في هذه الورقة البحثية التطورات السياسية والاقتصادية التي حدثت في عُمان في هذه الفترة الزمنية من خلال دراسة تحليلية للمصادر المحلية و العربية للخروج بجملة من الحقائق والمؤشرات.
والورقة الأخيرة في الجلسة الثانية من اليوم الأول (أمس) كانت للباحث خالد بن عبدالله الخروصي من وزارة التربية والتعليم، حول جهود العلماء في حفظ المخطوط العماني ونشره في القرن الثالث عشر الهجري، الشيخ يحيى بن خلفان الخروصي نموذجا، وسلط الباحث الضوء في دراسته على جزء من التاريخ العماني والموروث الحضاري مدعمة بالكثير من الأدلة والشواهد والوثائق الناطقة بجهود العلماء ودعمهم للمكتبة العمانية في تلك الحقبة من التاريخ.
أما الجلسة الثالثة والأخيرة في اليوم الأول والتي أدارها محمد بن حمد الشعيلي محاضر بالجامعة العربية المفتوحة مسقط، فتناولت مصادر التاريخ العماني، في ثلاث أوراق عمل، الأولى للدكتور صالح محروس عبداللطيف من جامعة بني سويف، بعنوان السير الذاتية مصدر من مصادر التاريخ العماني سيرة على محسن البرواني نموذجاً، وقدمت الباحثة هيفاء بنت أحمد المعمرية من وزارة التربية والتعليم – باحثة تربوية، ورقة عمل بعنوان (المخطوطات والوثائق العمانية الواقع والرؤية المستقبلية، تاريخ المخطوطات والوثائق العمانية وأهميتها التاريخية) حيث ناقشت في دراستها، خصائص المخطوطات والوثائق العمانية وسماتها، وجهود المؤسسات الحكومية والأهلية في مجال تجميع المخطوطات والوثائق العمانية، والمناهج العلمية في تحقيق المخطوطات والوثائق ونشرها، وأخيرا الخطط والاستراتيجيات والرؤى المستقبلية للمشاريع ذات الصلة بالمخطوطات والوثائق العمانية من داخل السلطنة وخارجها.
والورقة الأخيرة جاءت بعنوان تاريخ عمان البحري في التراث اليمني والعربي للدكتور أحمد صالح رابضة – جامعة عدن ، وانقسمت دراسته إلى أربع مباحث، الأول : دراسة تمهيدية عن العلاقات العمانية اليمنية، وعلى الأخص البحرية الضاربة بجذورها في القدم، والبحث الثاني : يدرس ما كشف عنه التراث الخطي اليمني البحري من حقائق ومعلومات عن تاريخ عمان البحري ودور الملاحين اليمنيين في ذلك. والثالث : حول الأساليب والطرائق البحرية في معرفة الخطوط والمسالك البحرية ، ومدى التقارب والتشابه بينها وبين طرائق الربابنة اليمنيين، أما المبحث الرابع : وهو نتيجة حتمية للمباحث السابقة الذي تلم بملامح من العلاقات التجارية والاقتصادية بين عمان واليمن، والتي أفصحت عن بعضها، هذه المصادر الخطية والمراجع المختلفة التي استقت معلوماتها من التراث الخطي، بتتبع دقيق للمعلومات المستقاة من التراث الخطي المندثر أو نادر الوجود إن أمكن .