دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
أعلن السياسيون بالداخل السوري توحدهم واصطفافهم على اختلاف وجهات نظرهم ضد الإرهاب، فيما أبدت الولايات المتحدة قلقها على المسلحين الذين تصفهم بـ (المعتدلين).
ووقعت قوى سياسية ومدنية في الداخل السوري على "الإعلان السوري في مواجهة داعش وقوى التطرف والإرهاب" وذلك في فندق الداماروز بدمشق.
وأكدت القوى الموقعة على الإعلان في بيان أصدرته بهذه المناسبة أنه رغم اختلافها في توجهاتها ورؤاها تعلن رفضها المطلق لإرهابيي "داعش" وأهدافهم وممارساتهم وتعتبرها معادية لمصالح السوريين في الحياة الحرة الكريمة وأهدافهم في دولة ديمقراطية تقوم على التعددية السياسية وتحقق المساواة والعدالة لجميع السوريين دون استثناء.
وأوضحت أن "داعش" إضافة إلى أنه مجموعة إرهابية فإنه مشروع تفتيتي وإلغائي يمزق البنيان المجتمعي السوري ويشكل خطرا كبيرا على المكونات المجتمعية السورية ويهدد بإلغاء الهوية السورية.
وشددت على تمسكها بالهوية السورية الجامعة وتنوعها الإثني والمذهبي والثقافي وبالسيادة الوطنية ورفضها التدخل الخارجي، معتبرة أن الانتهاكات التي تطول هذه السيادة نتيجة الأزمة السورية وإطالة أمدها.
وأشارت القوى السياسية والمدنية الموقعة على الإعلان إلى أن حل الأزمة السورية هو حل سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة تحترم إرادة السوريين الحرة وتضم جميع الأطراف وتسهم في تكوين أوسع قاعدة شعبية في مواجهة جميع المخاطر التي تهدد سوريا وفي مقدمتها "داعش" وتؤمن مستلزمات الحرب عليه.
ولفتت إلى أنه سيتم العمل على التواصل مع جميع الأطراف والقوى السورية على اختلاف توجهاتها ورؤاها وأهدافها وانتمائها، مؤكدة ضرورة إطلاق النفير العام لجميع الإمكانات السورية لمواجهة الخطر الجسيم الذي يمثله داعش.
وتضم القوى السياسية والمدنية الموقعة هيئة العمل الوطني الديمقراطي بسوريا وهيئة العمل الوطني السوري وائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي والتيار الثالث من أجل سوريا والحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض وحزب سوريا الجديدة والحزب الفلسطيني الديمقراطي وأفراد مستقلين من رجال دين ومحامين وصحفيين وأعضاء من غرف التجارة.
من جانبها أعربت واشنطن عن "قلقها" من تقارير تفيد بتفوق جبهة "النصرة" على فصائل مسلحة أخرى.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، في معرض الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن "نحن قلقون من هذه التقارير، نواصل تقصي الحقائق على الأرض، لكنني لن أستطيع تأكيد هذه التقارير".
وكان تقرير لصحيفة (الإندبندنت) البريطانية قد أشار إلى وقوع عدد من الأسلحة الأميركية بيد عناصر ينتمون لداعش وجبهة النصرة.
ولم تعلق بساكي أهمية كبيرة على وقوع الأسلحة الأميركية بيد مقاتلي الجماعة التي أعلنت ولاءها للقاعدة، وذلك بقولها "لقد اتخذنا تدابير واسعة النطاق لتخفيف مخاطر وقوع المساعدات الأميركية في الأيادي الخطأ"، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن القوات التي تستخدم هذه الأسلحة "معرضة لظروف القتال"، وهي إشارة إلى أن هذه القوات يمكنها أن تواجه الهزيمة كما النصر عند دخولها المعارك القادمة.
متحدثة الخارجية الأميركية قالت إن بلادها تعمل مع حلفائها من المعارضة المعتدلة "التي تدعمها" لتأكيد "حالة المواد التي زودناهم بها". على حد قولها.
من جانب آخر وصل إلى القاهرة مساء أمس سيرجى فيرشنين، المبعوث الخاص لروسيا للشرق الأوسط، ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية قادما على رأس وفد من موسكو في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام في بداية جولة بالمنطقة.
وقالت مصادر دبلوماسية كانت في استقبال فيرشنين إن المبعوث الروسي سوف يلتقي خلال زيارته مع كبار المسئولين والشخصيات المصرية من بينهم سامح شكري وزير الخارجية لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا والعراق إضافة إلى عدد من القضايا الدولية التي تهم البلدين مع بحث دعم التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.