بأي كلمات نعبر عن فرحتنا ، وبأي مشاعراً استقبلنا كلماتك ، وأي كلمات سنقولها بعد تلك الكلمات التي قلتها ، نعم بكينا فرحاً بظهورك على شاشة التلفزة وأنت تطمأن شعبك، نعم .. أفرحتنا يامولاي وقطعت الشك بالقين، وأسكت ألسن المتشككين، فكم انتظرنا ظهورك منذ أن ودعتك عمان بأكملها وعلى مدى الأشهر الأربعة ونحن ننتظر قدومك يوماً بعد يوم وألسنتنا تبتهل إلى الله عزوجل أن تعود إلينا سالماً معافى ، نعم أطليت علينا بتلك الكلمات المشحونة حبا وعاطفة التي جعلتنا نبكي فرحين بظهورك ، ومهما طال غيابك فأننا ننتظر قدومك ، نعم شهر نوفمبر المجيد هو الشهر الذي تشرق فيه شمس هذا الوطن ولن تغيب ، بالأمس احتفلنا بيوم 23 يوليو ، وها نحن اليوم نحتفل بشهر نوفمبر وقبل ذلك علينا أن نحتفل ونبتهل إلى الله فرحين مستبشرين بتلك الكلمات التي وجهتها إلى شعبك وإلى كل من وطأة قدمه أرض هذا الوطن ، لمسنا الفرحة والدمعة في عين الطفل الصغير ، فكيف هي الفرحة والدموع التي انهمرت من أعين رجالها ونسائها ، بل حتى الوافد والمقيم بكى فرحاً ، نعم شوفتك كانت لدقائق بتلك الكلمات التي أرسلتها إلينا من ديرة الألمان ولكنها ردت الروح لعمان بأكملها من جبالها وسهولها وترابها وكل ما ينبض ويتنفس على هذه الأرض ، سجدنا لله شكراً وإن شاء لعودتك سنكون منتظرين ، أفنيت شبابك من أجل هذا الوطن فأنت الروح التي تتنفس في كل أرجاء عمان ، مهما قلنا من كلمات ومهما صغنا من عبارات لا أعتقد نكون قادرين أن نوفيها حقها فيك ياسيد عمان وقائدها ، وما أجمل تلك الكلمة عندما تخرج من بين شفايف الطفل الذي لم يتجاوز عامه الثاني وهو ينطقها هذا بابا قابوس ، هذا هو التاج على الرؤوس ، هذا هو السراج الذي أنار وطناً بأكمله ، أجبرت العالم على احترامنا بفضل الله وبفضلك ، لك منا كل التحية وعلى نهجك نحن ماضون ، وستجدنا إن شاء الله لعودتك منتظرون.

يونس المعشري