عيون اغرورقت ودموع تناثرت، وفرحة ملأت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، عبر فيها المجتمع العماني بكافة أطيافه عن مشاعر حب صادقة يبوح بها لقائده، وقد شاءت قدرة الله أن يكون خارج الوطن ونحن على مشارف الاحتفال بالعيد الوطني الرابع والاربعين المجيد، فأراد مولانا ـ حفظه الله ورعاه ـ أن يقّدم فرحة نوفمبر المجيد بظهوره وتواصله مع شعبه مباشرة.
كنا نسترق كل شاردة وواردة، نستشف فيها أي خبر يبعث الروح لهذه الأرض التي أينعت بفضل الله تعالى من عمل دؤوب دام أربعة وأربعين عاما، بيد أمينة معطاءة قدمت كل الخير لعمان، هذه الأرض نفسها تلبس حلّة جديدة بروح متجددة، نبضها السلطان قابوس، ودماؤها الشعب، وثمارها المنجزات، هكذا أراد سلطان عمان أن يطل على شعبه بنفسه ليبعث فيهم روح الأمل ويعزز فيهم روح الصبر والتضرع إلى الله في الشدة والرخاء، والوقوف جنبا إلى جنب للذود عن حياض الوطن وحماية ممتلكاته وبث روح الأمن والأمان في وطن جعل نصب عينيه الإنسان.
ليس ثمة مشاعر تختلج في قلوبنا، كمثل تلك التي شعرنا بها مع إطلالة مولانا الوالد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في كلمته السامية الكريمة التي وجهها لشعبه الوفي أمس، هذه الكلمة العظيمة بما تحمله من دلالات فهي نهر عظيم من الحب المتبادل بين القائد والشعب، مفردات تنبض بالحب والشوق لعمان وشعبها، إطلالة سامية تحمل في طياتها تقدير الحاكم لشعبه، وتحمل بشارات خير تطمئن الشعب على قائده العظيم بنطقه السامي مباشرة دون وساطات، هذا الحاكم الذي أسس لعمان نهضتها الحديثة، لم يكن في يوما من الأيام إلا هو كما عهدناه إنسانا مخلصا ضحى بحياته من اجل هذا البناء الذي وضعه "الإنسان" مبدأ اساسي في التنمية، فليس بغريب على جلالته هذا التقدير لشعبه الوفي وليس غريبا هذا التلاحم العماني بين افراد المجتمع وهم ينبضون بنبض واحد، يصب في حب عُمان والولاء لقائدها المعظم .
قدم جلالته في كلمته السامية دلالات عظيمة في دقائق معدودة ساوت بها فرحة وطن بأكمله وبعثت روح الأمل المتجدد لفرحة عظيمة، وأكدت اللحمة المتينة التي أسسها السلطان منذ توليه مقاليد الحكم مع شعبه من خلال لقاءاته مع المواطنين وجولاته السامية وخطاباته وتماسه المباشر مع حالات الناس وتوجيهاته السامية لتعزيز البنى الأساسية لكافة محافظات السلطنة، وتأكيده على أمن ورخاء هذا البلد.
تتفق مشاعر العمانيين بطبيعتها مهما اختلفت وسائل التعبير عن حب هذا الوطن وقائده المفدى والتي شاهدناها وتابعناها ولا شك انها ستتواصل لحين عودة والدنا القائد ـ حفظه الله ـ إلى ارض الوطن سالما غانما، مسطرين للفرحة نشيدا، ومعبرين بإحساس الانتماء أروع القصيد، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يعافي مولانا ووالدنا السلطان قابوس ـ حفظه الله ورعاه ـ وأن يمن الله عليه بعودة قريبة معافى بإذن الواحد الأحد وأن يجعله ذخرا وسندا لعُمان وشعبها الوفي .

يا سيد عمان العظيمة على القلب
انته سند شعبك واحن شعبك رْجال
إطلالتك نبضٍ على عمان والشعب ..
وْنطقك السامي بعث فيه آمال
يشتد زند العمر .. نزرع لك الدرب ..
وردٍ ، وننثره بْخطاكم على الحال
قابوس يا روح الوطن منبع الحب
تفداك كل أرواحنا عشق وإجلال

فيصل بن سعيد العلوي
[email protected]