كتب ـ سعيد بن علي الغافري:
تعد حرفة تقطير النباتات العطرية من الحرف التراثية القديمة في ولاياتنا العمانية، والتي مارسها العمانيون منذ القدم، فقد عرف عنهم إتقانهم لهذه الحرفة العريقة، واشتهروا بتقطير ماء الورد في الجبل الأخضر على سبيل المثال، ومع تقدم العلم والتكنولوجيا الحديثة و توفير الادوات والالات المستخدمة، وجد الحرفي العماني طريقه لتقطير أصناف عديدة من النباتات العطرية ليستفيد من مائها وزيتها في استخدامات علاجية وكمالية وغذائية مثل الورد، والياسمين، واللبان، والقرنفل، والقرفاء، والشاي الأخضر والليمون والبرتقال والحمضيات وغيرها. ويقوم الحرفي مسلم بن سالم بن خميس المحرزي بعمله اليومي المعتاد بمعمله الواقع بمنزله بهذه الحرفة والتي استهوته منذ صغره بعمليات تقطير الورود والنباتات والاعشاب العطرية وقد ابدع في انتاج العديد من الاصناف من المواد المستخلصة من الورود والنباتات العشبية. وكان للبان قصة عشق بينه وبين المحرزي، فقد كرس معظم وقته بمعمله لتقطيره للبان ليستخلص منه ماء اللبان وزيت اللبان الخالص والذي يختلف من حيث الجودة باختلاف نوعية اللبان كما تختلف طبيعة استخداماته لكل نوع من اللبان. ويمكن تقسيم أصناف اللبان إلى ثلاثة أنواع حسب الأفضلية والجودة، فأجودها هو الذي يسمى (الحوجري) نسبة إلى حوجر في جبل سمحان ويأتي بعده (النجدي) ثم (الشزري) والأقل جودة فهو (الشعبي أو السهلي) ويعتبر النوع الأول هو أفضل الأنواع لكون شجرته تنمو في المناطق المرتفعة الجافة والتي لا يصيبها ضباب أو رطوبة نتيجة الأمطار الموسمية ولبعدها عن البحر أما النوع الرابع هو الأقل جودة لان شجرته تنمو في المناطق التي تتأثر بالأمطار الموسمية إلى جانب قربها من البحر. ومسلم المحرزي لم يكتف بذلك بل ان عزيمته وارادته واصراره على أن تدخل هذه الحرفة كل بيت عماني حيث قام على مدى ثلاث سنوات بتنفيذ 20 برنامجا وتدريب 278 متدربا في صناعة التقطير , كما استطاع توظيف مهاراته وقدراته في تطوير صناعته والبحث عن كل ماهو جديد في عمليات التقطير.