كابول ـ وكالات: صرح الرئيس الأفغاني أشرف غنى امس إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سوف يساعد القوات الأمنية الأفغانية بالتدريب وتقديم المعدات لما بعد عام 2015 .
وقال غنى في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للحلف ينس ستولتينبرج إن الاتفاقية الأمنية التي تم توقيعها سابقا "لا تعني أن تعاونا مع الناتو سوف ينتهى بنهاية العام، ولكنها تعني بداية فصل جديد".
وأضاف " الناتو ملتزم بدعمنا فيما يتعلق بتدريب القوات الأفغانية وتوفير المعدات لها ". من جانبه جدد الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرج أمس في كابول دعم الحلف للقوات الافغانية قبل اقل من شهرين على انتهاء المهمة القتالية للائتلاف الدولي، على ما افاد الحلف في بيان. ونوه ستولتنبرج بعمل القوات الافغانية التي تفقدها صباحا في معسكر قرب العاصمة وقال "بإمكانكم ان تفخروا بما تفعلون، بإمكان الافغان ان يفخروا بكم، انهم مدينون لكم". واضاف "رغم التحديات والتضحيات، اثبتت قوات الامن الافغانية فعاليتها". وتابع يقول "أنا هنا للتاكيد مجددا على التزام الحلف الاطلسي بجهودنا المشتركة من اجل السلام والامن". وبعد انتهاء المهمة القتالية للقوات الدولية التابعة للحلف الاطلسي (ايساف) في نهاية ديسمبر، سيتولى الحلف خلال العام 2015 مهمة جديدة محدودة تقتصر على "الدعم الحازم" وتقضي بالمساعدة والتدريب. وعندما ستتحرك القوات الافغانية وحدها اعتبارا من يناير 2015 دون مشاركة القوات القتالية للحلف، وعد ستولتنبرج بأنها لن تكون "وحدها" امام المخاطر، لا سيما تمرد طالبان، ان "الحلف الاطلسي وشركاءنا سيواصلون دعمكم". وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني اشرف غني في القصر الرئاسي نوه ستولنبرج بذكرى "الاف الجنود من الحلف الاطلسي الذين سقطوا" خلال حوالى 13 سنة من النزاع الذي تلى سقوط نظام طالبان نهاية 2001.
وقال الرئيس الافغاني ان "بعد 31 يسمبر ستكون القوات الافغانية وحدها مسؤولة عن استخدام الأسلحة في افغانستان" مضيفا "لكن ذلك لا يعني ان مهمة الحلف الأطلسي قد انتهت، انها انطلاقة جديدة".
واعتبر اشرف غني ان "مواردنا المالية ليست كافية مع الأسف لكن التزامها يطمئننا" مشيرا الى مهمة الحلف الاطلسي الجديدة. وفضلا عن الرئيس الافغاني التقى ستولنبرج ايضا رئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله والجنرال الاميركي جون كامبل قائد ايساف.
وتفقد ايضا جنودا من عدة بلدان اعضاء في الحلف الأطلسي منتشرين حاليًّا في افغانستان، وفق الحلف الذي لم يقدم مزيدا من التفاصيل ولم يوضح متى تنتهي الزيارة. وقد حل ستولتنبرج رئيس الوزراء النروجي السابق محل الدنماركي اندرس فوج راسموسن في منصب الامين العام للحلف في سبتمبر الماضي.
وغداة تنصيبه رئيسا وقع اشرف غني مع الولايات المتحدة والحلف الاطلسي اتفاقين امنيين يقضيان بإبقاء قوات اجنبية في افغانستان في اطار المهمة الجديدة خلال 2015. وفي السياق ذاته اعلن جنرال اميركي أمس ان الطيران الاميركي لن يدعم الجيش الافغاني من خلال الضربات العام المقبل الا في اوضاع "كارثية" على الارض. وسيطبق هذا الاجراء على الضربات واجلاء الجنود الجرحى. وفي العام 2015 سيبقى 12500 جندي اجنبي بينهم 9800 اميركي في افغانستان. وقال الجنرال جوزف اندرسون الرجل الثاني في القوات الاميركية في افغانستان ان الطيران الاميركي سيكتفي اعتبارا من يناير بحماية القوات الاميركية التي ستبقى في افغانستان. واضاف خلال مؤتمر بالفيديو ان احتمال تقديم دعم جوي للقوات الافغانية لن يحصل "الا في حال كان هناك وضع كارثي". واشار إلى ان الجيش الافغاني سيقوم لوحده بإجلاء الجرحى مشيرا الى ان الافغان يتولون حاليا 88% من عمليات اجلاء الجنود الجرحى بسيارات الاسعاف التابعة لهم والمروحيات الروسية الصنع.
وبناء على الاتفاق الامني سيبقى 12500 جندي اجنبي منتشرين في افغانستان بينهم 9800 جندي اميركي، بالمقارنة مع انتشار 150 الف جندي في ذروة المهمة القتالية عام 2011. وبالموازاة مع زيارة ستولتنبرج، قام قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف ايضا بزيارة الى كابول أمس والتقى الرئيس غني، وافاد الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال عاصم باجوا في تغريدة تويتر ان اللقاء اتسم "بارادة حسنة وبايجابية كبيرة". وتتسم العلاقات بين افغانستان وباكستان اللتين تتقاسمان حدودا مضطربة وطويلة جدا، بالتوتر والريبة خلال السنوات الاخيرة، اذ غالبا ما اتهمت كابول اسلام اباد بدعم مقاتلي طالبان الافغان.