رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
واصل المستوطنون المتطرفون صباح امس الخميس ، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، كما شن جيش الاحتلال حملة على مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة صاحبها مواجهات حيث تصدى الفلسطينيون لهذه الاقتحامات.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لـــ ( الوطن ) إن نحو 15 مستوطنًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى وسط حماية شرطية مشددة، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، وحاول بعضهم تأدية بعض الحركات التلمودية. وأوضح أن شرطة الاحتلال منعت جميع النساء من الدخول للأقصى، فيما احتجزت البطاقات الشخصية للرجال الوافدين للمسجد، مشيرًا إلى تواجد أعداد من المصلين داخل باحات المسجد. واعتبر اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، وخاصة الجامع القبلي المسقوف امس الأول، بأنه يشكل انتهاكًا صارخًا لحرمته، واستهتارًا بمشاعر كافة المسلمين. وأشار الكسواني إلى أن الاحتلال يريد رفع وتيرة التأجج في المنطقة، ويريد تحويل الحرب إلى حرب دينية، محملًا شرطة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات الاقتحام الغاشم للأقصى. وكان عشرات المصلين والمرابطين أصيبوا صباح امس الاول، إثر إطلاق شرطة الاحتلال القنابل الصوتية والحارقة وغاز الفلفل باتجاههم خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك والمسجد القبلي المسقوف.
إلى ذلك، انشغلت طواقم تابعة للأوقاف الإسلامية يساندها عدد من المصلين في إزالة آثار الدمار والخراب الذي أحدثته قوات الاحتلال، خلال اقتحامها للمسجد القبلي أمس الأول، وإطلاقها القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة والأعيرة النارية بشكل عشوائي على المصلين ما أحدث أضراراً بليغة في مرافق المسجد ومنبر صلاح الدين، ومحراب الصلاة.
من جهة أخرى أصيب شابان بالرصاص الحي، في المواجهات التي اندلعت مساء الأربعاء، عند المدخل الشمالي لبلدة الرام شمال القدس. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، واندلعت مواجهات مع الشبان الذين أمطروها بالحجارة والزجاجان الفارغة، فأجبروهم على الانسحاب من داخل البلدة، وتمركزوا عند المدخل الشمالي المجاور لدوار الرام.
وأطلق جنود الاحتلال كميات كبيرة من الرصاص، وحاولوا دهس الشبان من خلال مطاردتهم، واطلقوا الرصاص نحو الشبان كما تعمد الجنود اطلاق قنابل الغاز بشكل متعمد نحو السيارات المارة. فيما نجا مزارع من بلدة الخضر جنوب بيت لحم صباح امس، من عملية دهس من قبل مستوطن، اثناء مروره على الشارع الرئيس القدس- الخليل. وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح أن المزارع مهند سعد صلاح (33 عاما) تعرض إلى محاولة دهس متعمدة من قبل مركبة تعود لمستوطن، وذلك أثناء توجهه لأرضه الزراعية على الشارع الرئيس القدس- الخليل، قرب مستوطنة 'اليعازر' الجاثمة على أراضي المواطنين جنوبا. واضاف صلاح: 'إن المزارع صلاح أكد له أنه لاحظ السيارة متجهة نحوه فهرب خلف الجدار الحديدي المتواجد على جانب الشارع حيث ارتطمت المركبة به ليهرب بعدها المستوطن من المكان'. وأكد ان هذا العمل ليس الأول من نوعه بل شهدت السنوات الماضية وقوع حوادث دهس عدة راح ضحيتها عددا من المزارعين ما بين الوفاة والإصابات المختلفة. من جهة أخرى اقتحم مستوطنون متطرفون فجر امس، قبر يوسف تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال بالقرب من مخيم بلاطة شرقي مدينه نابلس. وقالت مصادر امنية فلسطينية لـ (الوطن) إن أكثر من ثلاثين دورية عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة عند منتصف الليل ترافقها عشر حافلات تقل مئات المستوطنين المتطرفين لاداء الصلوات والطقوس الدينية في قبر يوسف بنابلس والتي استمرت حتى الساعة الرابعة من فجر امس. وأضافت المصادر أن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان في منطقة محيط قبر يوسف حيث اطلق الجنود عشرات القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع فيما رد الشبان برشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. في وقت شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، حملة مداهمات واعتقالات واسعة شملت مدن نابلس وجنين وبيت لحم، واعتقلت عددا من المواطنين.
ففي مدينة نابلس اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين جنوب المدينة، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية مادما جنوب نابلس، وداهمت عدة منازل، واعتقلت الشابين أحمد جمال القط، وهاني عمر القط، وصادرت جهاز الحاسوب من منزل هاني.
كما اقتحمت قرية بورين واعتقلت الشاب سليمان داود قادوس (18 عاما) بعد دهم منزله. وفي مدينة جنين، اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة شبان من بلدة يعبد جنوب غرب المدينة، واعتدت بالضرب على آخر.
وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب خالد زكي عبدالله أبو بكر (18عاما)، بعد مداهمة منزل ذويه وتفتيشه، بالإضافة إلى منزلي شقيقيه أحمد ومهند دون أن يقرعوا الباب، ولم يشعرا بهما إلا داخل غرفة نومهما، واعتدت بالضرب على شقيقه أحمد دون سبب، كما اعتقلت الشقيقين يحي وصفي حمارشة، (26 عاما)، ومهدي (23 عاما)، بعد مداهمة منزلهما. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، واعتقلت شابين من داخل المخيم. وذكر المصدر أن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من مهند موسى الخمور (22 عاما)، وعدي محمد الدبس (24 عاما) بعد دهم منزليهما وتفتيشهما. وأكد المصدر ذاته أن قوات الاحتلال اعتقلت مساء أمس، على حاجز عسكري فجائي في بلدة تقوع شرق بيت لحم، الطبيب أحمد محمد ذيب أبو صالح (43 عاما) من مدينة دورا في محافظة الخليل. وفي محافظة الخليل اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس، خمسة مواطنين من بلدتي بيت عوا ودورا جنوب الخليل، وفتشت منازل آخرين.
وقالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال نفذت عمليات دهم وتفتيش لمنازل المواطنين في بلدة بيت عوا جنوب الخليل، واعتقلت محمد جمال شلش المسالمة، وصبحي شلش المسالمة (54 عاما)، ونجله اسماعيل (28 عاما)، وعيسى خليل شلش المسالمة (32 عاما)، ونقلتهم لجهة غير معلومة. وأضافت المصادر بأن قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز 'الكونتينر' جنوب القدس، اعتقلت المواطن احمد محمد ذياب ابو صالح (34 عاما)، من بلدة دورا، وذلك أثناء عودته من مدينة رام الله ونقلته لجهة غير معلومة. كما اقتحمت ذات القوات منزل المواطن همام جمال شلش المسالمة، وعاثت فيه فسادا، واعتدت بالضرب على المواطن محمد تيسير الطميزي من بلدة اذنا غرب الخليل، على طريق فرش الهوى اثناء عودته لمنزله.
في حين أكد نادي الأسير امس، أن سلطات الاحتلال اعتقلت (26 مواطناً) من القدس والخليل وبيت لحم وجنين ونابلس، منهم 13 من القدس وضواحيها ضمن حملة تشنها شرطة الاحتلال بحق المواطنين المقدسيين.
وذكر نادي الأسير في بيان له، أن شرطة الاحتلال اعتقلت من القدس كلا من: أمين قرش، وفاروق حجازي، وعمر كيلاني، وفؤاد جعفر، وعز الدين صالح، وطارق الهشلمون وهو حارس المسجد الأقصى، وخالد عطا الله، وفارس الجعبة، وداوود مهدي لبان، وعباس جعبة، والقاصرين أمير بركات، ورائد مُرار، وبهاء الدين شويكي. كما اعتقلت سلطات الاحتلال خمسة مواطنين من الخليل أحدهم يحمل الجنسية التركية، وهم كل من محمد مسالمة، وصبحي مسالمة، إسماعيل مسالمة، عيسى مسالمة، واحمد محمد ذياب ابو صالح والذي يحمل الجنسية التركية، وهو ممثل نادي الأسير في تركيا. وفي جنين، اعتقل الاحتلال كلا من، خالد فتحي عبد الله أبو بكر، والشقيقين مهدي وصفي حمارشة، ويحيى وصفي حمارشة، إضافة إلى شابين آخرين من بيت لحم وهما مهند موسى الخمور، وعدي محمد الدبس، وشملت الاعتقالات كذلك ثلاثة مواطنين من نابلس وهم: أحمد جمال القط، وهاني عمر القط، وسليمان داود قادوس.