موسكو ـ عواصم ـ وكالات: اعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تصريحات جون بيرد، وزير الخارجية الكندي، وعدد من مسؤولي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بشأن مزاعم اقتراب قوات روسية من حدود أوكرانيا لا اساس لها من الصحة ومبنية على الشائعات.
ونقلت "ريا نوفستي" عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله امس إن هذه التصريحات استندت إلى "تقارير" دون تقديم أية أدلة حقيقية باستثناء شائعات من "الشبكات الاجتماعية".
وأكد المتحدث أن كل مثل هذه "التقارير" المستفزة تهدف إلى مواصلة تأجيج المواجهات حول النزاع في جنوب شرق أوكرانيا،، مشيرا إلى أن مصدر هذه التقارير "ليس مواطنا أوكرانياً، وإنما مصدر يقبع في المباني الإدارية في كييف".
وقال إن بلاده تدعو شركاءها الغربيين "للتصدي لمخاطر مثل هذه المعلومات الكاذبة بشأن القوات العسكرية الروسية في المستقبل".
وتحدثت كييف أمس ان عشرات الدبابات والجنود دخلوا من روسيا الى شرق اوكرانيا المتمرد حيث قتل خمسة جنود، مما يشكل مؤشرا جديدا لتدهور الوضع منذ الانتخابات التي نظمها الانفصاليون الاحد.
فقد قتل خمسة جنود واصيب 31 شخصا هم ستة عشر عسكريا وخمسة مدنيين، خلال 24 ساعة، كما ذكرت السلطات. وهذه أسوأ حصيلة منذ وقف اطلاق النار في الخامس من سبتمبر الماضي.
واعتبرت كييف الانتخابات في شرق اوكرانيا والتي اعترفت بها موسكو، انتهاكا لبروتوكول وقف اطلاق النار واعلنت عن تدابير اضافية لزيادة عزل المناطق الانفصالية.
وعلى خلفية المخاوف من هجوم جديد يشنه المتمردون، اكد المتحدث العسكري الاوكراني اندريي ليسينكو ان 32 دبابة وقطع مدفعية وشاحنات تنقل جنودا دخلت اوكرانيا من روسيا.
واضاف ان "32 دبابة و16 مدفع هاون و30 شاحنة لنقل الجند من نوع كاماز، دخلت اوكرانيا من روسيا" واتجهت نحو مدينة كراسني لوتش في منطقة لوغانسك المتمردة. واوضح ان رتلا آخر من الشاحنات التي تنقل ثلاث محطات اتصال باللاسلكي اجتاز الحدود من مركز ايزفاريني للعبور الذي يسيطر عليه الانفصاليون.
وفي دونيتسك، ابرز معاقل التمرد، اصيب 15 مدنيا بشظايا قذيفة في المناطق القريبة من مطار دونيتسك، احدى ابرز النقاط الساخنة التي تتنازع السيطرة عليها القوات الاوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا منذ بضعة اشهر.
وتواصل القصف في دونيتسك، لكن كثافته كانت اقل على الارجح بسبب سماكة الضباب الذي غطى المدينة.
وفي المقابل، حضر 150 شخصا جنازة فتى وشاب قتلا الاربعاء في قصف استهدف مدرستهما قرب دونيتسك. وخلفت هذه المأساة حزنا وغضبا عميقين، وتبادلت كل من كييف والمتمردين المسؤولية عن ذلك القصف.
وقال عمدة دونيتسك ايجور مارتينوف "يجب الا يتكرر حصول ذلك. يجب وقف الحرب".
وتفاقم الوضع الميداني فجأة بعد الانتخابات في هاتين المنطقتين الانفصاليتين والتي اعتبرت كييف والغرب انها ضربة لعملية السلام الهشة.
وتتهم موسكو التي قالت انها "تحترم" نتيجة هذه الانتخابات، السلطات الاوكرانية بأنها "داست" على اتفاقات السلام المعقودة في مينسك في الخامس من سبتمبر.
ودعا نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين كييف الى "اجراء حوار" مع مندوبي الشرق المتمرد.
اما كييف التي اعتبرت الانتخابات في الشرق المتمرد "غير دستورية" ويبدو انها غير قادرة على استعادة المناطق المتمردة، فاتخذت مجموعة من التدابير الرامية الى عزلها عن بقية انحاء اوكرانيا، "لمنع تفشي السرطان"، كما قال الرئيس بترو بوروشنكو.
وفرضت الحكومة مراقبة جوازات السفر لدى العبور من الشرق الموالي لروسيا، بعدما اعلنت الغاء دفع المساعدات وخصوصا رواتب التقاعد الى سكان الشرق اذا لم ينتقلوا الى المناطق التي تسيطر عليها كييف.
وتنوي كييف في النهاية وقف كامل المساعدات المخصصة لهذه المنطقة، والتي تبلغ كما تقول 34 مليار هريفنياس (1,8 مليار يورو) سنويا.
وعلى الصعيد الدولي، اعلن الاتحاد الاوروبي عقد اجتماع لوزراء خارجيته في 17 نوفمبر لمناقشة فرض عقوبات على موسكو.
وقد يناقش هذا الموضوع السبت في بكين خلال لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادىء.
وتأثرت روسيا كثيرا بالعقوبات الغربية المتخذة ردا على ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية في مارس بعد سقوط النظام الموالي لروسيا في كييف. وتم تشديد تلك العقوبات بعد تحطم الرحلة ام.اتش 17 التي اسقطها صاروخ فوق المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شرق اوكرانيا.
والعملة الروسية التي تأثرت بالازمة الاوكرانية وتراجع اسعار النفط، تدهورت في نهاية اسبوع شهدت خسارة الروبل اكثر من 10% من قيمته.