رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
انتظم آلاف المصلين، ممن سمحت لهم قوات الاحتلال بالدخول إلى المسجد الأقصى المبارك ممن تزيد أعمارهم على الـ 35 عاما، بمسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة، جابت باحات وساحات الحرم القدسي، وسط هتافات صدحت بها حناجر المُصلين نُصرة للأقصى وللقدس، وضد الاحتلال وشعارها (بالروح بالدم نفديك يا أقصى).
وكانت قوات الاحتلال فرضت اجراءات مشددة في القدس المحتلة، وقيوداً على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، ونصبت متاريس حديدية ونشرت آلاف العناصر من وحداتها الخاصة وحرس حدودها، وسيّرت الدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة، وأطلقت بالونات المراقبة ومروحية في سماء المدينة لمراقبة المصلين، وحولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية يطغى عليها المشهد العسكري المحض.
وأدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة، والمسجد الأقصى وسط انتشار عسكري كبير في محيط المُصلين.
وانطلقت مسيرة على بُعد بضعة عشرات من الأمتار من سور القدس التاريخي من مسجد (عابدين) بحي وادي الجوز نُصرة للأقصى المبارك وسط هتافات ضد الاحتلال.
وفي مخيم شعفاط، وسط المدينة، ومسقط رأس شهيد القدس ابراهيم العكاري، نظم المصلون جنازة رمزية للشهيد انطلقت عقب صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالمخيم إلى منزل الشهيد وسط هتافات التكبير والشعارات الوطنية ضد الاحتلال، ورفع فيها المشاركون الإعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية، وصور الشهيد العكاري.
في الوقت نفسه، تجددت المواجهات العنيفة بمحيط 'الحاجز' العسكري قرب مدخل مخيم شعفاط بين الشبان والفتيان وقوات الاحتلال.
وقال شهود عيان قولهم بأن شبان المخيم أمطروا الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة وأحرقوا مرة أخرى برج المراقبة العسكري، في حين أطلقت قوات الاحتلال، وبشكل عشوائي ومكثف، القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والأعيرة الحية والمطاطية، أصيب خلالها عدد كبير من الفلسطينيين باختناقات شديدة، بينا أصيب عدد من الشبان بالرصاص المطاطي وتم نقلهم الى عيادات محلية لتلقي العلاج.
أمّا مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة (خلف جدار الضم والتوسع العنصري) فشهد مسيرة حاشدة انطلقت من مسجد المخيم الرئيسي، ورفع خلها المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل ولافتات تدعو لنُصرة المسجد الأقصى وتُحيّي الشهداء.
وانتهت المسيرة بتنظيم الشبان والفتيان مواجهات مع قوات الاحتلال بمحيط الحاجز العسكري المقام قرب المخيم.
وتسبب إطلاق الاحتلال المكثف لقنابل الغاز في تعطيل حركة سير المركبات والفلسطينيين في المنطقة، في الوقت الذي ما زالت فيه المواجهات متواصلة وبوتيرة عالية.
وامتدت المواجهات الى بلدة الرام شمال القدس المحتلة، بالقرب من مدخلها الرئيسي الشمالي، ما تسبب بإصابة عدد من الفلسطينيين بعيارات مطاطية.
داهمت قوات الاحتلال وشرطته، امس الجمعة، منزل عائلة الشهيد محمد جعابيص في حي جبل المكبر جنوب القدس، حيث قامت بأخذ قياسات للمنزل في مؤشر على نية الاحتلال هدمه أو اغلاقه.
وقال قريب الشهيد علي الجعابيص إن قوات الاحتلال وفرق تابعة لها داهمت حارة الجعابيص في الحي وأخذت بقياس المنزل ورسمت الخرائط، ناقلاً عن الشرطة أنها أبلغت العائلة بأن هذا الاجراء يسبق هدم المنزل او اغلاقه بالإسمنت تنفيذاً لقرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أوعز الليلة قبل الماضية ، خلال جلسة تشاورات بخصوص الأوضاع الامنية في القدس ' بتشديد الاجراءات العقابية ضد المشاغبين ومرتكبي الهجمات في القدس وبضمنها هدم منازل المخربين واصدار اوامر ابعاد وتنفيذ اعتقالات ادارية وغيرها'.
كما قامت قوات الاحتلال وفرقه قد بأخذ قياسات منزل الشهيد إبراهيم العكاري في مخيم شعفاط شمال شرق القدس حيث اقتحمته قوات الاحتلال فجر الخميس ، وأخذت قياسات ورسمت خرائط حسب زوجة الشهيد أم حمزة العكاري.
وفي السياق ذاته، أفاد عبد الشلودي قريب الشهيد عبد الرحمن الشلودي من بلدة سلوان بأن قوات الاحتلال داهمت منزل عائلة الشهيد قبل ثلاثة أيام واخذت قياسات ورسمت خرائط.
فيما شاركت الفصائل والقوى والفعاليات الوطنية والاسلامية بمحافظة الخليل امس الجمعة، في مسيرات جماهيرية حاشدة نصرة للمسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا السياق انطلقت مسيرة من مسجد الحسين عقب اداء شعائر صلاة الجمعة دعت لها حركة فتح مرورا بشارع عين سارة ووصولا إلى دوار ابن رشد، بعنوان 'لبيك يا أقصى'.
كما انطلقت مسيرات أخرى في مناطق متفرقة من المحافظة ردد خلالها المشاركون هتافات غاضبة ضد الاحتلال وأخرى تطالب بنصرة المسجد الأقصى، من بينها 'باب الاقصى من حديد وما بفتحه إلا الشهيد' و 'بالروح بالدم نفديك يا أقصى' لتنتهي بمواجهات مع قوات الاحتلال.
وطالب المتظاهرون العالمين العربي والإسلامي ودول العالم بالتحرك لنجدة وإنقاذ القدس والأقصى من خطر التهويد، مؤكدين أهمية تجسيد الوحدة الوطنية على الأرض وعدم العبث بمقدرات أبناء شعبنا، كما رفعت خلال المسيرات الأعلام الفلسطينية، وصورا للأقصى.
من جانبه، أكد أمين سر حركة فتح في الخليل عماد خرواط في كلمته بالمسيرة التي نظمتها الحركة بالمدينة، أهمية الالتفاف صفا واحدا للزود عن الأقصى لحمايته من اعتداءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين المتكررة لباحاته.
وقال 'على جميع الفصائل والقوى الفلسطينية في كافة انحاء الوطن وفي الشتات النهوض لحماية الأقصى الأسمى منها جميعا، وحتى يتحقق قول قائدنا الراحل ياسر عرفات سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس'.
وبدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان أبو العينين، مطلوب مزيد من التحرك الشعبي والجماهيري من أجل نصرة الأقصى، فهذا المسجد رمز الوحدة تجمع ولا تفرق وهي تمثل شرف الأمة وكرامتها فلنناضل من اجلها لحمايتها وتحريرها من دنس الاحتلال.
وقد اندلعت مواجهات عقب هذه المسيرات، في منطقة رأس الجورة وعلى جسري حلحول وبيت كاحل وفي منطقة عصيدة ببلدة بيت أمر، أطلقت قوات الاحتلال خلالها قنابل الصوت والغاز السام والرصاص المعدني المغلف بالمطاط ما تسبب بإصابة العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز السام وعدد بالرصاص المطاطي، وتم اسعافهم من قبل طواقم الهلال الاحمر.
من جهة اخرى أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، امس الجمعة، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة.
وانطلقت المسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام مخيم قلنديا صوب الحاجز، رفع فيها المشاركون العلم الفلسطيني ورددوا شعارات طالبوا فيها برحيل الاحتلال عن أرضنا، وأكدوا ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية للتصدي لما يرتكبه الاحتلال من جرائم في القدس المحتلة.
واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق.
فيما أصيب عدد من الفلسطينيين امس الجمعة، بالاختناق بالغاز المسيل للدموع بمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية حوسان غرب بيت لحم.
وأفاد الناشط بمجال مقاومة الاستيطان والجدار في حوسان طه حمامرة، بأن مواجهات اندلعت بعد صلاة الجمعة بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة المطينة على الشارع الرئيسي نصرة للقدس، أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز.
بينما قمعت قوات الاحتلال امس الجمعة، مسيرة المعصرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم والتوسع الاستيطاني.
وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية بأن قوات الاحتلال اعترضت طريق المسيرة واعتدت على المشاركين ومنعتهم من الوصول إلى مكان إقامة الجدار.
ونظم المشاركون اعتصاما القيت فيه كلمات أكدت جميعها على جوهر قضية القدس وأنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، داعين المجتمع الدولي التدخل لوقف كل الانتهاكات والاعتداءات المرتكبة بحق المدينة ومقدساتها.