[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]

إن الحديث عن الماسونية واسع، وأن الكثير من الآراء والأفكار قيلت عنها، إلا أن أحداً لا يستطيع أن يجزم بخصوص المعلومات المتوافرة عنها، لأنها وكما يقول د.احمد النعيمي في كتابه (اليهود والدولة العثمانية) - مذهب سري وكثير من تعاليمها تجري بصورة شفهية وأن محتوى ارشيفات المحافل الكبرى والمحافل المحلية لم تنشر بعد، وقد تكون هناك مؤتمرات عقدت للمحافل الماسونية من ذوي المراتب العليا ولم يذكر عنها شيء وشعارها المعلن هو الحرية والمساواة والاخاء .. وتركز في الانتماء إليها على العنصر اليهودي، كما أنها تمنح العضو الجديد درجات متقدمة اذا تخلى عن دينه ووطنه .. وتقسم الماسونية إلى ثلاث مراتب هي:
1) الرمزية: وأعضاء هذه المرتبة هم من غير اليهود، وإن الذي يقدم الولاء المطلق إلى الماسونية تقدم له بالمقابل ما يؤهله للوصول إلى مركز مرموق في العمل او منحه وظيفة جيدة او ثراء كبير.
2) الماسونية الملوكية: واعضاء هذه المرتبة هم اليهود أولاً ومن وصل إلى درجة متقدمة جداً من اعضاء مرتبة الرمزية من غير اليهود.
3) الماسونية الكونية: وهذه المرتبة لا يصل إليها إلا اليهود الخلص وهم مجموعة (الحكماء) ورئيس هذه المجموعة يطلق عليه (الحكيم الاعظم) وهو مصدر السلطات في المحافل الماسونية كافة.
ويشك ستيفن نايت في إن الجمعية الماسونية بالأصل من تأسيس الاثرياء اليهود في بريطانيا، فهم برغم ثرائهم وقدراتهم المالية كانوا يجدون صعوبة في دخول المجتمع الأرستقراطي الانجليزي، الذي يضم افراد الاسرة المالكة وأقرباءهم وأبناءهم والنبلاء وأصحاب الألقاب الممنوحة من البلاد ومنها لورد ودوق وما شابه ذلك.
ويعتقد أن عدم قبول الأثرياء اليهود داخل المجتمعات الارستقراطية راجع لأسباب دينية، حيث كانت سلطة الكنيسة مازالت قوية، وعملية استثناء اليهود ونبذهم في اوجها، غير أن نوعية الحركة الماسونية قد اختلفت خلال الثلاثمائة عام الاخيرة من تأسيسها مع أن اهدافها وجوهرها مازالا ثابتين حتى الآن.
ومع ان الماسونية قد تدخلت في صناعة احداث سياسية مهمة في اوروبا وأميركا منذ القرن الثامن عشر إلا أن مجال بحثنا هذا سينحصر في تأثيراتها في الدولة العثمانية ودورها في اسقاط السلطان عبد الحميد الثاني ، تمهيداً لتحقيق اهداف الصهيونية العالمية في احتلال فلسطين.
وتعتبر مدينة (سلانيك) في تركيا المقر المهم للماسونيين، وهي المدينة التي تمركز فيها اليهود وانطلقت منها دعوة ساباتاي زيفي، حيث بدأ من هناك يهود (الدونمه) والنتائج التي ترتبت على وجودهم في الدولة العثمانية، إذ تشير المعلومات إلى زيادة الصلة بين اليهود والماسونية خلال المرحلة التي نشط فيها اليهود في توجيه السياسة العثمانية والتأثير في صياغة قرارات الامبراطورية، والتي كانوا يعملون على تسييرها بالاتجاه الذي يخدم مخططاتهم، ومن هنا لابد من الاشارة إلى أن السجلات الماسونية ( Archive Jsrelite 12 march 1904( 61) تذكر أن اليهود دخلوا في الماسونية بعد القرن الثامن عشر وحازوا على مراكز ممتازة فيها، وبذلك نفثوا الروح اليهودية وعلى اوسع نطاق في تلك المحافل وسخروها لأغراضهم المعلنة والخفية.
ويقول الجنرال جواد رفعت أتلخان في كتابه (اسرار الماسونية) إن أحد المحررين الانجليز بَيّنَ العلاقات بين الماسونية واليهودية بقوله (أن الماسوني وإن لم يكن يهودياً بالولادة إلا أنه رجل متهود) وإن هولت زنكر رئيس محاكم فيينا قد عبر عن هذا الرأي بسخرية قائلاً: ( إن بين الماسونيين المائة في فيينا مائة واثنين من اليهود) ويشير الجنرال التركي أتلخان إلى أنه يتضح من التدقيقات التي اجريت بحق الماسونية بأن في محافلها اعضاء كباراً من اليهود، الذين ينتمون إلى الجمعية السرية، وأن وظيفة هؤلاء هي توحيد المساعي وتنسيقها بين مختلف المحافل وتوجيهها لخدمة اليهودية، ويتبين من هذا أن الماسونية هي آلة لخدمة جمعية سرية أعلى منها هي (اليهودية).