كييف – (عواصم ) - (وكالات) : بدا مركز الازمة المستمرة منذ شهرين، بين قوات الامن الاوكرانية والمتظاهرين هادئا نسبيا صباح امس السبت , غداة ليلة من اشتباكات متقطعة اندلعت رغم اعلان تهدئة وعرض بتقديم تنازلات من قبل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ,غير ان مئات من المتظاهرين لا يزالون في مواقعهم فيما تنتشر قوات الامن في الجهة المقابلة لخطوطهم . وتبادلت المعارضة والسلطات الاتهامات بتأجيج المزيد من اعمال العنف بعد العثور على جثة شرطي في جنوب كييف وقرار محكمة سجن اكثر من 12 متظاهرا لشهرين. وليل الجمعة السبت القى متظاهرون عبوات حارقة على الشرطة التي ردت بقنابل صوتية والرصاص المطاطي، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. والاشتباكات التي وقعت في شارع جروشيفكسي في كييف لم يكن بمستوى العنف الذي شهدته اشتباكات سابقة هذا الاسبوع، لكنها تثير المخاوف بشأن استمرار تهدئة توصل اليها فيتالي كليتشكو، احد قادة المعارضة وبطل الملاكمة العالمي السابق، منذ الخميس. وادت الاشتباكات في وقت سابق هذا الاسبوع الى مقتل خمسة نشطاء بحسب المتظاهرين. واكدت السلطات سقوط قتيلين في اطلاق نار نافية ان تكون نيرانها. واضرم المتظاهرون النار في حواجز من الاطارات نشروها في خطوطهم الامامية وابقوها مشتعلة طيلة الليل فيما راحوا يضربون على طبول حرب صنعوها من صفائح معدنية وسط دخان سام حجب رؤيتهم عن الشرطة. ومع حلول الصباح اوقفوا تلقيم النار واستخدموها للتدفئة وسط تدني الحرارة الى 20 درجة تحت الصفر. في تلك الاثناء اعلنت وزارة الداخلية العثور على جثة شرطي في جنوب كييف ولم تلق المسؤولية على المتظاهرين او الاشتباكات التي لفت وسط المدينة. واتهمت الوزارة امن معسكر اعتصام المعارضة "بمهاجمة رجال الشرطة" قرب مركز التظاهرات في ساحة الاستقلال، واصيب احدهم بجروح بسكين فيما اسر اثنان آخران. ونفت المعارضة امس السبت اي مسؤولية في مقتل الشرطي او الهجوم وطلبت من الشرطة "عدم تأجيج الوضع بنشر اخبار كاذبة وخطيرة". غير انه وفي تحذير واضح لمتظاهري المعارضة اضاف الرئيس الاوكراني "اذا انتهت الامور بخير فكل شيء بخير، والا فسنستخدم الطرق القانونية". ودان قادة العالم اعمال العنف وحثوا يانوكوفيتش على اجراء محادثات. لكن الضغط الغربي لم يكن له حتى الان تأثير على الازمة. واجرى مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسيع ستيفان فولي محادثات مع يانوكوفيتش في كييف. وتزور وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون كييف الاسبوع المقبل. واستدعت فرنسا السفير الاوكراني للاعراب عن "ادانتها" لرد الحكومة على الاحتجاجات في كييف وقالت ان الاوامر صدرت لقوات الامن بفتح النار على المتظاهرين. واستدعت المانيا ايضا المبعوث الاوكراني. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الاول الجمعة ان الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع حلفائها الاوروبيين سعيا لانهاء العنف. وفي سياق متصل, اعلن وزير الداخلية الاوكراني فيتالي زاخارتشنكو امس السبت ان لا جدوى لمحاولات تسوية الازمة سلميا في بلاده، متهما المتظاهرين بتخزين اسلحة. وقال الوزير في بيان ان "احداث الايام الاخيرة في العاصمة الاوكرانية اظهرت ان محاولاتنا لتسوية النزاع في شكل سلمي من دون اللجوء الى القوة كانت من دون جدوى". واضاف "لم يتم الاستماع الى نداءاتنا وتم انتهاك التهدئة"، متهما المتظاهرين بـ" تخزين اسلحة" في وسط كييف. واكد وزير الداخلية الذي يطالب المتظاهرون بتنحيه ان ممثلين لقوات الامن اجروا مفاوضات مع افراد في المعارضة من دون اي نتيجة. وتابع "لم يعد لهم اي تاثير على المجموعات المتطرفة التي تسيطر على المباني المحتلة (وخصوصا بلدية كييف ووزارة الزراعة)". وبعد يومين من عودة الهدوء، تصاعد التوتر مجددا ليل الجمعة السبت في كييف حيث احرق المتظاهرون اطارات على السياج الذي يفصلهم عن قوات الامن ورشقوا عناصر شرطة مكافحة الشغب بزجاجات حارقة فرد هؤلاء باطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. وامس السبت، اتهمت وزارة الداخلية ايضا المتظاهرين بانهم يعتقلون ثلاثة من عناصر الشرطة داخل بلدية كييف منذ اسابيع عدة، الامر الذي نفته المعارضة. وفي السياق ذاته, قال وزير الطاقة الاوكراني ادوارد ستافيتسكي ان نحو 100 من المحتجين المناهضين للحكومة حاولوا السيطرة على المبنى الرئيسي لوزارة الطاقة في وسط العاصمة كييف امس السبت. واضاف ستافيتسكي لرويترز عبر الهاتف "كانت هناك محاولة للسيطرة على المبنى. نحو 100 شخص أتوا مسلحين. ذهبت اليهم وقلت انه اذا لم يغادروا المبنى بسلام فان نظام الطاقة الاوكراني بأكمله يمكن أن ينهار." وتابع ان المحتجين غادروا المبنى لكن جرى ابلاغه انهم يسدون مدخل المبنى في الخارج. وقال "ما يحدث هو تهديد مباشر لنظام الطاقة الاوكراني بأكمله." الى ذلك , اكدت مسؤولة ان متظاهرا اوكرانيا كان اصيب بجروح بالغة في مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب توفي في المستشفى السبت لترتفع الحصيلة الرسمية لعدد القتلى في اعمال العنف منذ الاحد الى ثلاثة. وقالت متحدثة باسم دائرة الصحة في كييف لوكالة فرانس برس ان المتظاهر "اصيب بجروح بالغة وخضع لعدة عمليات لكنه توفي في المستشفى". وقال حزب زفوبودا القومي (الحرية) ان القتيل يدعى رومان سينيك (45 عاما) وقد اصيب اصابة بالغة في رئتيه الاربعاء خلال صدامات مع الشرطة. وقال متحدث باسم زفوبودا ان القتيل اصيب بطلقات في الصدر. وبحسب المعارضة فان وفاة سينيك ترفع الى ستة عدد المتظاهرين الذين قتلوا في المواجهات التي بدأت الاحد في شارع غروشيفسكي على اطراف منطقة التظاهر الرئيسية في كييف. لكن السلطات لم تؤكد سوى مقتل ثلاثة هم القتيل الذي قضى في المستشفى اليوم اضافة الى اوكراني من اصل ارمني ومواطن بيلاروسي.
وعلى صعيد اخر, دعا اندرس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أطراف الصراع في أوكرانيا إلى التحلي بضبط النفس في ظل المصادمات العنيفة التي وقعت في المظاهرات التي شهدتها البلاد مؤخرا. وفي مقال له في صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الصادرة اليوم الأحد ، كتب راسموسين :"أحث بشكل ملح كل الأطراف على كبح جماح نفسها وتجنب المزيد من التصعيد والدخول في حوار حقيقي". وتابع راسموسين أن الحلف سيعمل على إتاحة حرية الاختيار في القضايا الأمنية بالنسبة لجيران روسيا. وأضاف راسموسين :" سنعمل من أجل القيم والمبادئ الديمقراطية التي تأسس عليها حلفنا، لأن أوكرانيا المستقلة ذات السيادة التي تتمسك بالديمقراطية وسيادة القانون تمثل أهمية جوهرية بالنسبة للأمن الأوروأطلسي".