شحاته زايد:
أخي المسلم: ... وفضائل القرآن كثيرة وقراءته تفرج الكروب وتزيل الهموم وتريح النفس وتشفى المرضى ويرحم الله بها الموتى، والله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها ولا يطلب من الإنسان أن يفعل ما لا طاقة له به ولا يحمل إنساناً ما لا يقدر على حمله، إنه سبحانه يطلب من الإنسان أن يلجأ إليه ويتوجه له بالدعاء، يقول تعالى:(ادعوني أستجب لكم)، والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول:(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)، وأفضل ما يدعو العبد به ربه هو أسماء الله الحسنى، يقول تعالى:(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) ويقول تعالى:(ولِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم):(إن لله تسعة وتسعين إسماً، مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر)، وفي رواية البخاري:(لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو بهذه الكلمات ويقول:(من أصابه همٌّ أو حزنٌ فليدع بها:"اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض فىَّ حكمك، عدل فىَّ قضائك، أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي).
ومن أحب الأدعية إلى الله سبحانه أن يتوجه العبد إلى الله بالصلاة كنوع من أنواع الأدعية، يقول تعالى:(واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وإنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ)، ويقول تعالى:(وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ والْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا حزَّ به أمر فزع إلى الصلاة، ويقول ـ عليه السلام:(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء)، وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا والآخرة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بين العبد وربه ومعراج إلى المولى عز وجل وعلى قدر هذه الصلة يفتح الله على عبده من الخيرات أبوابها ويقطع عنه من الشرور أسبابها ويفيض عليه ببركتها.
وهناك أنواع كثيرة من الصلوات غير الصلاة المفروضة والسنن المؤكدة ومنها صلاة الحاجة التي يتوسل بها العبد إلى مولاه فيما أهمه ليقضي الله حاجته بفضله، وقدر روى الترمذي بسنده أن رجلاً أعمى أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال:(إنى أصبت في بصري فأدع الله لي، فقال عليه الصلاة والسلام: اذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين ثم قل اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة، يا محمد إني استشفع بك على ربي في رد بصري، قال: فما لبث الرجل أن رجع كأن لم يكن به ضر قط، ثم قال النبى ـ صلى الله عليه وسلم: وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك)، وهناك صلاة الاستخارة وهى صلاة مستحبة عند الجمهور، وقد روى البخاري من حديث جابر ـ رضي الله عنه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، وهناك صلاة التسابيح وهي وسيلة مكفرة للذنوب مفرجة للكروب يقضي الله بها الحاجات ويؤمن بها الروعات ويستر بها العيوب والعورات، وقد قال (عليه الصلاة والسلام) للعباس ـ رضي الله عنه: (إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فأفعل فإن لم تستطع ففى كل جمعة مرة فإن لم تستطع ففى كل شهر مرة فإن لم تستطع ففى كل سنة مرة فإن لم تستطع ففى عمرك كله مرة).
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يغفر لنا ببركة هذا الشهر الفضيل.
.. ولحديثنا بقية.