في إنجاز رياضي كبير
الربّان الفرنسي سيدني جافنييه يكمل السباق الفردي في 8 أيام و19 ساعة و15 دقيقة و24 ثانية

أكمل القارب العُماني "مسندم" السباق المحيطي الفردي "روت دو رم" الذي يعدّ أشهر السباقات المحيطية في فرنسا بنجاح، حيث وصل إلى خط النهاية في وقت مبكّر من الصباح امس بتوقيت جزيرة جوادلوب بعد أن قطع مسافة 3,524 ميل بحري عبر المحيط الأطلسي في 8 أيام و19 ساعة و15 دقيقة و24 ثانية، وبمتوسط سرعة يصل إلى 21.5 عقدة. وقد تم تحقيق هذا الإنجاز في السباق الفردي على يد الربّان الفرنسي سيدني جافنييه، الذي استقبله مجموعة من طاقم القارب من الشباب العُماني أثناء وصوله إلى خط النهاية في جزيرة جوادلوب في البحر الكاريبي.
وقد كان فريق الإبحار المحيطي من الشباب متابعا لجميع لحظات السباق ومعايشا لجميع تحدياته مع سيدني منذ انطلاقه من مدينة سانت مالو الفرنسية وحتى وصوله، وكان الربّان يتلقى الدعم من مسقط ومن فرنسا ومن جوادلوب كما تعالت هتافات الفرح بهذا الإنجاز عند وصول القارب إلى خط النهاية. وتعليقاً على هذا الإنجاز الفريد، صرّح ديفيد جراهام، الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار: "تهنئة حارّة للبحار سيدني جافنييه على هذا الإنجاز الكبير الذي كان مغامرة استكشافية له ولجميع العاملين في مشروع عمان للإبحار الذين حرصوا على متابعة رحلته في كل ميل يقطعه في المحيط الأطلسي. لقد كانت هذه الرحلة في هذا السباق الفريد مصدر إلهام للبحارة العمانيين خصوصاً بحارة المشاركات المحيطية الذي لم يتوقفوا عن إرسال رسائل التشجيع لسيدني خلال رحلته، كما أشعلت هذه الرحلة والتحديات اللي خاضها الربان سيدني شعلة الحماس لدى البحارة الناشئين الذي يطمحون لإثبات قدراتهم في الإبحار خلال السنوات المقبلة. لقد كانت هذه المشاركة ناجحة بكل المقاييس فهي إضافة إلى سجل الإنجازات الرياضية للسلطنة كما أنها نجحت في الترويج للسلطنة كأحد الوجهات السياحية المفضلة في العالم. نحن نشعر بفخر كبير بما حققه سيدني في هذا السباق وبالتأثير الإيجابي الذي تركه في معنويات البحارة العمانيين، وبالرغم من كون السباق فرديا إلا قلوب المئات منا كانت معه على متن القارب مسندم".
لم تكن هذه المغامرة سهلة، فقد خاض الربان سيدني تحدياً كبيراً في أول 48 ساعة من السباق في مواجهة من البرد الشديد والأمطار الغزيرة والأمواج المتلاطمة والرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى 40 عقدة في خليج بسكاي المطل على السواحل الفرنسية والاسبانية والمعروف بمياهه العاتية، ثم عبر النقطة المحاذية لـ "رأس فينيستر" بالساحل الإسباني وتعطل جهاز تسخين الطعام، وأصيب في ذراعه في بداية السباق ولازمه الألم لمدة ثلاثة أيام، وبعدها استعاد حيويته وانطلق مع الرياح في تجربة لن ينساها كل من تابعها وقصص مذهلة عن الإبحار في مياه المحيط الممتدة على مد البصر، وتحت السماء الزرقاء في النهار، وتحت القمر المنير في الليالي المظلمة بسعة تصل إلى 30 عقدة، وفي معركة مع الرياح المفاجئة التي تهب بين الحين والآخر.
وقد كانت الفرحة ظاهرة على وجه سيدني جافنييه أثناء نزوله من القارب وحديثه للصحفيين، وقال بأنه سعيد بإنجاز المهمة بنجاح ووصوله إلى خط النهاية، وقدم شكره العميق لفريق الدعم الذي عمل بكل جهده في تجهيز القارب قبل الانطلاق وكان سببا في نجاح سيدني للوصول بالقارب بدون أية أضرار. وتحدث سيدني عن تجربته وجاء في تصريحه: "لقد كان هدفي في الوصول إلى خط النهاية بدون أضرار، وها أنا اليوم أحتفل بتحقيق هدفي. لم تكن الرياح في صالحي خلال الساعات الأخيرة من السباق ولكنني استطعت الوصول إلى خط النهاية في نفس الليلة التي وصل فيها قارب "برنس دو بريتان" الذي يعد أطول من القارب مسندم بعشرة أقدام، وفي نفس الليلة التي وصل فيها قارب "إدموند دو روتشيلد". أنا فخور برفع علم السلطنة في المحيط الأطلسي انطلاقاً من فرنسا ووصولاً إلى جزيرة جوادلوب".
كان القارب مسندم الذي يبلغ طوله 70 قدماً في منافسة حامية مع قارب "برينس دو بريتان" الأكبر منه بعشرة أقدام، واستطاع التقدم عليه في أغلب فترات السباق عبر المحيط، ولكن حجم القارب الأكبر كان في صالح الربان المنافس واستطاع خلال الساعات الاخيرة من السباق تجاوز القارب "مسندم" وأن يصل قبله إلى خط النهاية.
وقد كانت مشاركة القارب مسندم في سباق روت دو رم تهدف إلى تحقيق هدفين أساسيين، الأول كان في الترويج للسلطنة في فرنسا ودول أوروبا كأحد أفضل الوجهات السياحية في العالم، وقد تحقق هذا الهدف بنجاح باهر حيث استقبلت قرية السباق في مدينة سانت مالو ما يزيد على مليوني زائر خلال أسبوع واحد فقط قبل انطلاق السباق، وكانت الخيمة العُمانية في وسط هذه القرية تكتظ بالزوار المتحمسين للتعرف على السلطنة من الصباح الباكر وحتى إغلاقها في المساء. أما الهدف الثاني كان يتمثل في الوصول بالقارب إلى خط النهاية وإلهام البحارة العمانيين لحذو حذو الربان الفرنسي في المغامرة والمشاركة في مثل هذه السباقات العالمية، وقد تحقق هذا الهدف بنجاح أيضاً، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار الاحتمالات الكبيرة للمخاطر التي كانت تقدر بنسبة 50%.
وقال سيدني في هذا السياق بأنه كان سعيداً جداً بالدعم الذي قدمه له البحارة خلال السباق، وأنه استلم بفرح شديد بريداً إلكترونياً من فهد الحسني الذي يعد من أبرز البحارة العمانيين على القارب مسندم. ويضيف سيدني بقوله: "أعلم بأن مشاركتي في السباق ستؤتي ثمارها وتلهم زملائي البحارة العمانيين، وكانت رسالة فهد باعث سرور لي وسط المحيط حيث عمدت فورا إلى الاتصال به مباشرة ومحادثته هاتفيا لإطلاعه على حجم التحدّيات الكبيرة التي يمكن أن يقدم عليها البحّار وسط المحيط".
وتجدر الإشارة نه بعد هذا الإنجاز الكبير، سيأخذ سيدني جافنييه قسطاً من الراحة ووجبة ساخنة افتقدها لمدة 5 أيام، في حين يقوم البحارة بتجهيز القارب مسندم للعودة إلى أوروبا وتحديدا في مدينة لوريونت الفرنسية وعلى متنه كلّ من البحارة فهد الحسني وياسر الرحبي وعبدالرحمن المعشري وسامي الشكيلي.

-

النتائج الأولية لسباق روت دو رام في فئة القوارب الكبيرة
1. قارب "بانك بوبيولير 7" بقيادة الربان لويك بيرون (طول القارب 103 قدم) – قطع المسافة في 7 أيام و15 ساعة و8 دقائق و32 ثانية.
2. قارب "سبين درفت 2" بقيادة الربان يان جوتشارد (طول القارب 131 قدم)، وقطع المسافة في 8 أيام و5 ساعات و18 دقيقة و46 ثانية.
3. قارب "إدموند دو روتشيلد" بقيادة الربان سيباستيان جوس (قارب مود 70 معدل)، وقطع المسافة في 8 أيام و14 ساعة و47 دقيقة، و9 ثواني.
4. قارب "برنس دو بريتان" بقيادة الربان ليونيل ليموشوا (طول القارب 80 قدم)، وقطع المسافة في 8 أيام، و17 ساعة، و44 دقيقة، و50 ثانية.
5. قارب "مسندم – عمان للإبحار" بقيادة الربان سيدني جافنييه (طول القارب 70 قدم)، وقطع المسافة 8 أيام، و19 ساعة، و15 دقيقة، و24 ساعة.
6. قارب "إيديك سبورت" بقيادة الربان فرانسيس جويون (طول القارب 97 قدم)، ولا زال في السباق.
7. قارب "بابريك ريسايكلي" بقيادة الربان يان إليه (طول القارب 70 قدم)، ولا زال في السباق.