بيشاور (باكستان) ـ وكالات: أدت سلسلة هجمات في مختلف انحاء باكستان امس الى مقتل 27 شخصا على الأقل بينهم مسؤولان أمنيان يشرفان على حملة التلقيح ضد مرض شلل الأطفال.
وقد اطلقت القوات المسلحة الباكستانية هجوما كبيرا ضد معاقل المجموعات المسلحة في يونيو ما ادى الى تراجع الهجمات شبه اليومية التي شهدتها باكستان في السنوات الماضية لكن يبدو أن وتيرة العنف تراجعت مجددا.
ووقعت خمس هجمات منفصلة امس بينها تفجيران بقنابل زرعت الى جانب الطريق، وهجوم على مركز عسكري وانفجار سيارة استهدف قاضيا.
وقتل خمسة جنود على الاقل و15 مسلحا في ثلاثة حوادث منفصلة بينها تفجيران وتبادل للنيران في شمال غرب باكستان كما اعلن مسؤولون أمس.
واندلعت المعارك ليلا امام مركز تفتيش تابع لقوة الحدود شبه العسكرية في منطقة شيريندارا باقليم اوراكزاي، إحدى المناطق السبع الخاضعة لشبه حكم ذاتي في المنطقة القبلية الواقعة على الحدود الافغانية.
وقال مسؤول امني كبير لوكالة الانباء الفرنسية ان "اكثر من خمسين متمردا هاجموا مركز التفتيش واستشهد جنديان فيما قتل 15 ارهابيا في تبادل اطلاق النار".
واضاف ان ستة جنود اصيبوا ايضا بجروح في هذا الهجوم مشيرا الى ان المسلحين هربوا بعدما اطلقت القوات شبه العسكرية النار عليهم.
واكد مسؤول امني اخر الحادث والحصيلة.
وفي اماكن اخرى، قتل جندي واصيب اخر حين انفجرت قنبلة زرعت على جانب الطريق قرب آليتهما في بلدة بانو شمال غرب باكستان كما قال مسؤول امني.
وفي حادث منفصل ادى انفجار قنبلة على جانب الطريق في قرية شارغو باقليم باجوار قرب الحدود مع افغانستان الى مقتل عنصري امن قبليين واصابة ثلاثة آخرين بجروح كما قال مسؤول الحكومة المحلية سهيل خان لوكالة الانباء الفرنسية.
واضاف ان عناصر الامن كانوا يشرفون على الترتيبات الامنية المعدة لحملة التلقيح ضد شلل الاطفال في المنازل في المنطقة التي ينشط فيها عناصر طالبان.
وسجلت حالات شلل الاطفال ارتفاعا كبيرا كان الاعلى منذ 14 سنة في باكستان هذه السنة مع تاكيد 235 اصابة، اي اكثر من ضعفي العدد الذي سجل في 2013.
وسجلت باكستان 85% من حالات شلل الاطفال في العالم عام 2014 فيما تعطل اعمال العنف الجهود لاستئصال هذا الفيروس.
وفي المناطق المحافظة حيث المستوى التعليمي متدن جدا تسود معلومات مغلوطة ومنذ ديسمبر 2012 قتل 30 شخصا من المشاركين في حملات التلقيح في باكستان الى جانب قرابة 30 شرطيا وموظف امن كانوا يتولون حراستهم.
ووقع انفجار اخر قرب آلية عسكرية في بلدة بانو ما ادى الى مقتل جندي واصابة اخر.
وتحارب باكستان المجموعات المسلحة في مناطقها القبلية الخاضعة لشبه حكم ذاتي منذ 2004، بعدما دخل الجيش الى المنطقة بحثا عن مقاتلي تنظيم القاعدة الذين هربوا عبر الحدود اثر الاجتياح الدولي بقيادة الولايات المتحدة لافغانستان.
وفي يونيو بدأ الجيش هجوما كبيرا ضد مخابئ المسلحين في وزيرستان الشمالية بعد هجوم دموي على مطار كراتشي انهى محادثات السلام الهشة بين الحكومة وحركة طالبان الباكستانية.
ويبدو ان الهجوم العسكري ادى الى تراجع الهجمات.
لكن هجوما انتحاريا وقع على المعبر الرئيسي مع الهند في 2 نوفمبر خرق هذا الهدوء النسبي وادى الى مقتل 60 شخصا في ما اعتبر الهجوم الاكثر دموية في باكستان منذ اكثر من سنة.
من جانب اخر قالت الشرطة ان انفجار سيارة مفخخة استهدف القاضي في محكمة مكافحة الارهاب نظير احمد لانغو ادى الى مقتل صبي في العاشرة من العمر واصابة 25 اخرين في كويتا جنوب غرب باكستان، عاصمة اقليم بلوشستان.
وشهد هذا الاقليم اعمال عنف طائفية استهدفت بشكل خاص الاقليات في باكستان.
وفي اطلاق نار من سيارة أمس قتل مسؤول حكومي واربعة اطفال وامرأة في منطقة بولان في بلوشستان على بعد 170 كلم جنوب شرق كويتا كما اعلن المسؤول في الادارة المحلية كامران رايساني لوكالة فرانس برس.
ولم تعلن اي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور لكن هذه الحوادث غالبا ما تتكرر مثل هذه الحوادث في الاقليم.
وفي سياق متصل قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن ألمانيا تتطلع لزيادة استثماراتها في باكستان وخاصة في مجال الطاقة شريطة أن تكون الظروف هناك مواتية.
وكانت ميركل تتحدث خلال زيادرة لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لألمانيا.
وقالت المستشارة إن بنك التنمية الحكومي كيه.اف.دبليو يعمل بالفعل في مشروعات في باكستان من بينها محطات لتوليد الطاقة من مصادر مائية. لكنها أضافت أن الوضع الأمني يحول أحيانا دون الاستثمار هناك.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع شريف "بامكاننا بحث تكثيف هذه (الاستثمارات) ما دامت الظروف مواتية."
وقالت شريف إن الشركات الألمانية أبدت اهتماما كبيرا بقطاع الطاقة في بلاده.