مسقط ـ "الوطن":

شاركت أمس السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للنحل الذي يصادف 20 مايو من كل عام الذي حددته الأمم المتحدة وذلك لإذكاء الوعي بأهمية النحل والملقحات ولإبراز مساهمتها في التنمية المستدامة والتهديدات التي تواجهها، ويعد الهدف الاسمى من تحديد هذا اليوم هو تعزيز التدابير الرامية إلى حماية النحل والملقحات الأخرى مما سيسهم بشكل كبير في حل المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالمية والقضاء على الجوع في البلدان النامية.
وتعد السلطنة من بين دول العالم التي أهتمت بالنحل والنحالين حيث أولت وزارة الزراعة والثروة السمكية اهتماماً خاصاً لتطويره وتنميته من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع البحثية والارشادية والتنموية في كافة ولايات السلطنة، كذلك خصصت سوقاً للعسل يقام في العام مرتين الأول في منتصف العام والثاني في شهر ديسمبر.
وسوق العسل الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص يعمل من منطلق الاهتمام بقطاع تربية النحل وتنمية قطاع الامن الغذائي وتشجيع النحالين وتحقيق عائد اقتصادي لهم وتطوير مهاراتهم، إضافة إلى توعية وتثقيف المستهلكين بمنتجات العسل ذات الجودة وتشجيع فئة الشباب وتحفيزهم للعمل في مهنة تربية النحل وإنتاج العسل.
وقد أسهمت أسواق العسل في السلطنة إلى زيادة الثقافة التسويقية لدى النحالين وزيادة في كميات الإنتاج لمنتجات العسل، حيث تشير احصائيات القطاع الزراعي لعام ٢٠١٩م إلى أن عدد النحالين العمانيين بلغ ٥٥٢٠ نحالاً وبلغ عدد خلايا النحل في السلطنة ما يقارب من ١١٣٧٩٨ خلية وبلغت كمية الانتاج حوالي ٦١٥٧٥٢ كيلو جراما من العسل.
كذلك نفذت الوزارة مشاريع عديدة تعني بتربية وإكثار وتحسين سلالة النحل والوقاية من بعض آفات النحل لمربي النحل والمرأة الريفية، ويأتي مشروع إنتاج ملكات ملقحة عالية الإنتاجية وإنتاج العسل والطرود لسلالة النحل العماني الذي تم تنفيذه مؤخراً بدعم من صندوق التنمية الزراعية والسمكية بهدف إيجاد مستفيدين من فئة الباحثين عن عمل وذوي الدخل المحدود والمتقاعدين (المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) كنواة لإنشاء حاضنات خاصة بتربية ملكات النحل الملقحة والعسل والطرود لسلالة النحل العماني في عدد من المحافظات يديرها القطاع الخاص (المستفيدين) حيث ستساهم الحاضنات في تلبية الطلبات المتزايدة على ملكات النحل العذاري والملكات الملقحة لتغطية احتياجات مربي نحل العسل من الملكات العمانية المحسنة.
كذلك قامت الوزارة خلال الفترة الماضية بإكثار وتوزيع نوع من الأشجار الرعوية تعرف بالسمر الأسترالي تم نشرها وزراعتها في بعض المزارع وفي المواقع الرعوية المخصصة لتربية نحل العسل حيث ساهمت تلك الأشجار في تنمية وزيادة كمية عسل النحل بعد جفاف المراعي بسبب قلة الامطار والرعي الجائر والتصحر والزحف العمراني.
وكذلك تولي الوزارة أهمية كبيرة إلى منتجات النحل الأخرى لما لها دور كبير في المساهمة في رفع ثقافة ريادة الأعمال لدى النحال كإنتاج الشمع والغذاء الملكي وحبوب اللقاح وغيرها من المنتجات واستخدامها في الصحة العامة والمجالات الأخرى المختلفة.