كتب - المحرر السياسي:
آمنت عُمان على مر التاريخ وحقبه بالسلام ورسالته، وبالقيم والمبادئ الإنسانية الرفيعة، حيث ينطق التاريخ إجلالًا وإكبارًا بالريادة العمانية في ذلك، لما يكتنزه من الشواهد والمحطات التي تؤكد استثنائية الأرض والإنسان وإرادة الله أن تكون هناك بلاد للسلام اسمها (عُمان)، وليس أبلغ شاهد وأعظم خبر وأسمى أثر على ذلك من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "لو أن أهل عُمان أتيت ما سبوك وما ضربوك".
ومن دواعي الفخر والاعتزاز والحمد والثناء لله سبحانه أن عُمان لم تَحِدْ عن ثوابتها ومبادئها وقيمها ورسالتها الأخلاقية والإنسانية، ولم تتنازل عن ذلك، بل مدَّت أيادي السلام وأقامت جسور التواصل مع مختلف الحضارات والأمم والشعوب. ويتعزز هذا الفخر والثناء والشكر للمولى جلَّت قدرته بما اختطه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ من نهج سياسي ثابت ورصين ينهض على أسس من الاحترام المتبادل مع الدول الشقيقة والصديقة للمصالح والاحتياجات الضرورية للأمن الإقليمي والاستقرار العالمي، حيث غدت لغة الحوار ونبذ العنف، وحل كل الخلافات بالوسائل السلمية, وحسب الشرائع الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، هي المحرك الأساسي للسياسة العمانية فترسخت العلاقات بين السلطنة وكل دول العالم على هذه الأسس، وهو نهج أكده وترسم خطاه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه. وما يزيد الفخر فخرًا والثناء ثناء هو نظرة الاحترام والتقدير من قبل جميع دول العالم إلى عُمان وقيادتها وإنسانها وأرضها، وأنها أرض تنبت السلام وتنبض به وقبلة للباحثين عنه.
اليوم وفي ظل ما يعانيه العالم من جائحة كورونا "كوفيد 19" تتوجه أرض السلام (عُمان) بالتضرع للخالق سبحانه بأن يزيل هذه الجائحة، ويرفع الوباء ويكتب الأمن والسلام لعباده وللعالم أجمع، لتعود هذه الواجهة الحضارية والتاريخية (مطار مسقط الدولي) بأرض السلام تنشر ضياءه، وتستقبل الباحثين عن قبس منه ليستضيئوا به في مدلهمات الأحداث والقضايا السادلة ذيولها على أمن شعوب العالم واستقرارها ورخائها واطمئنانها، وتدب الحياة والحركة في جميع مطارات العالم، وتعود إلى نشاطها وأفضل.

(تصوير: سعيد البحري)