تعتبر الجمهورية التركية واحدة من أكثر بلدان العالم امتلاكا لعناصر ثقافية مسجلة في لائحة الإرث العالمي غير المادي، لإدراكها أهمية القائمة التمثيلية، حيث تجعل العناصر الثقافية التركية معروفة أكثر من قبل المجتمع الدولي، وقد أدرجت تركيا حتى الآن 11 عنصراً ثقافيا غير مادي، وهي تعمل جاهدة على زيادة هذا العدد فى المستقبل القريب، وهذه العناصر الثقافية المسجلة في القائمة العالمية متعددة منها مثلا: "كيسكيك" عشاء الزفاف، دراويش المولوية، "والمصارعة الشحوم" في القيرق بينار، ومسرح خيال الظل، و"فن الإبرو" أو الرسم على الماء، والسماح طقس "اليفي ـ يبكتاسي" ، واللقاءات التقليدية "الصحبة".
وتأتي القهوة التركية على رأس هذه العناصر الثقافية غير المادية التى تزخر بها خزينة الموروث الثقافى التركى، فالقهوة التركية تشغل مكانة رفيعة فى الثقافة التركية.
والسؤال هنا هو كيف استطاعت تركيا أن توثق أكثر من أحد عشر عنصرا ثقافيا في لائحة التراث العالمي غير المادي؟ وما هي الآليات التي اعتمدت عليها حتى حققت هذا التوثيق لتراثها الثقافي غير المادي؟ بل كيف استطاعت إدراج القهوة التركية في القائمة وهي منفردة في وسط تنافس شديد بين أكثر من 115 بلدا وبحضور 780 مندوبا ؟ علماً أن هناك معايير محددة غاية في الصعوبة.
متحف يحكي ثقافة القهوة التركية
وبمناسبة هذا التوثيق أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم(اليونسكو) عبر موقعها الالكتروني أنها ستفتتح متحفاً خاصاً بالقهوة التركية المدرجة في قوائم التراث الإنساني الثقافي غير المادي، والتي تعتبر تراثاً مشتركاً لعدد من الشعوب (2). وأن متحفين سيتم افتتاحهما في تركيا، واحد في إسطنبول والآخر خارجها؛ وسيعرضان للزوار أهمية ثقافة القهوة التركية وغناها؛ حيث إن للقهوة التركية طريقة خاصة بالتحضير والتقديم وطقوس بيتيه خاصة، ولها أثر في الثقافة العالمية. (3)
متحف التاريخ العثماني
وقبل الإعلان عن إدراج القهوة التركية في قائمة التراث العالمي غير المادي قامت وزارة الثقافة والسياحة التركية منذ فترة بإنشاء متحف خاص للقهوة زمن العثمانيين، وذلك تحديداً في داخل قصر بارغالي إبراهيم باشا في منطقة "أمينونور" في اسطنبول* حيث يوجد في هذا المتحف مقهى على الطراز التقليدي جمعت فيه مُعظم أدوات السلاطين العُثمانيين وغيرهم، والتي كانت تُستَخدَم في إعداد القهوة داخل القصور التي تملأ أرجاء اسطنبول وخُصوصًا قصور السلاطين العُثمانيين، وامتلأ المتحف بأرقى وأثمن وأقدم الأدوات المُستَخدمة في إعداد القهوة، كذلك الفناجين المُرصّعة بالذهب والفضة، ناهيك عن السجاجيد الذهبية التي كانت تُوضع عليها القهوة أثناء تقديمها للضيوف، ومن خلال هذه الأدوات يكتشف الزائر بأنّ العصر الذهبي للقهوة كان في بلاط السلاطين العُثمانيين. والهدف من إقامة هذا المتحف هو تعريف الناس بمكانة القهوة التركية وعاداتها وتقاليدها وطقوسها، ومن ضمن الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والسياحة التركية أنها تعمل على إقامة دورة تدريبية لتعليم طهي القهوة في كل صيف من كل عام يحصل المتعلم في نهايتها على شهادة "تعليم طهي القهوة التركية التقليدية" وتلاقي هذه الدورات اهتماما من السياح الأجانب ومن الأتراك على حدا سواء، الذين يتعرفون في نهاية كل دورة بأنهم كانوا لا يعرفون كيفية طهي القهوة، وتعتبر القهوة التي تقدم في هذا المتحف قهوة مطبوخة على الطريقة التقليدية، إذ تطحن بعناية وتشوى على الجمر، وتقدم بجانبها قطعة من حلوى تسمى بـ"حلوى الراحة" ( 4 ). وبذلك استطاعت تركيا أن تروج لسياحتها وتعريف العالم بتراثها وثقافتها، ومع هذه الدورات هناك برامج أخرى تخص القهوة التركية منها مثلا فعالية خاصة بالاحتفاء بيوم القهوة العالمي والذي يصادف تاريخ 29 من سبتمبر من كل عام .
قصة القهوة التركية
العلاقة بين القهوة التركية وشعوب العالم هي علاقة قديمة ترويها الحكايات على مر الأجيال، ولا بد من التوقف عندها ومراجعتها، لأنها مع مرور الزمن تكون قد دخلت في النسق الثقافي للشعوب. إن قصة القهوة التركية، والتي ولدت صناعتها من رحم القهوة العربية، يحيطها الغموض. ويبدو أن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه المؤرخون هو أن اهتمام البشر بشجيرة البن ظهر لأول مرة في فترات مبكرة تعود الى عشرات الآلاف من السنين في تلال إثيوبيا الخصبة المطيرة، ولكن يعتقد أن قيمتها كانت بثمارها الحمراء حلوة المذاق، وليس بذورها الصلبة التي لا طعم لها. وقد اختلفت الروايات التاريخية حول اسم أول من جاءته فكرة تحميص بذور البن، وإطلاق العنان لتلك النكهات الدفينة الرائعة، ومن ثم طحن الحبوب، وتحويل المسحوق الناتج ذي الرائحة الزكية إلى شراب مر لاذع، لكنه منعش في ذات الوقت. ظهر المشروب الذي نعرفه اليوم باسم القهوة في العالم العربي، بداية بين الطوائف الصوفية في اليمن، والتي لا تبعد عن إثيوبيا سوى مسافة قصيرة بقوارب الضو عبر البحر الأحمر، وذلك خلال القرن الخامس عشر الميلادي تقريبا. ومع أوائل القرن السادس عشر الميلادي، بدأ هذا المشروب الجديد بالانتشار، ولعله دخل التاريخ بسبب حظر قصير المدى على تناوله داخل مكة المكرمة. ومع وصول الأتراك العثمانيين بعد ذلك بقليل، وبالتحديد في عهد السلطان سُليمان القانوني* حين أرسلَها له والي اليمن آنذاك، فوُلِع بها السُلطان وأفراد أسرته وحاشيته، وصارت تُقدّم في المُناسبات المُهمّة ولضيوف السلطان. فانطوت الأيام في ذاكرة الماضي واشتهرت القهوة التركية في كافة أنحاء البلاد، وبلغ صيتها أقاصي أوروبا.(5)
وحول انتشار القهوة التركية في أنحاء العالم، وبلوغ صيتها أقاصي أوروبا، تقول بعض المراجع التاريخية إن ذلك حدث في عهد الصدر الأعظم "مصطفى باشا المرزيفوني" *عندما حاصر "فيينا" النمساوية بجيشه في أواخر القرن السادس عشر*. كان واثقا من فتحها، لذا أخذ معه 500 عدل من القهوة ليشربها خلال احتفالات النصر. لكن الفرحة لم تتم ودارت الدائرة عليه بالهزيمة، فانسحب وترك كافة المعدات ومن بينها القهوة. عندما رأى النمساويون القهوة اعتقدوا أنها بعر معز وقالوا استهزاءً "إن الأتراك يأكلون بعر المعز!" فرموا بعضها في نهر "الدانوب" وأحرقوا بعضها الآخر. فانتشرت رائحة عمت المنطقة كلها، فشمها ضابط نمساوي كان قد زار اسطنبول من قبل. فعرفها وعرّفها إلى أهل "فيينا".
فانظر إلى أسرار القدر كيف دخلت القهوة التركية "فيينا" بدلا من الجيش العثماني. ودخلت بعدها بلاد المجر وبولونيا وتشيك والبندقية وبريطانيا حتى أن الملكية البريطانية أصدرت قرارا رسميا أكدت فيه فائدة القهوة على الصحة وسمحت ببيعها في الصيدليات. وكان "بالزاك، وفولتير، وفيكتور هوجو" عمالقة كتاب أوروبا في القرن السابع عشر من الذين شغفوا بالقهوة التركية وهاموا بشربها، وفي اعتقادي أن انتشار القهوة التركية حول العالم لم يكن بهذه الطريقة فقط، فقد كان للإمبراطورية العثمانية علاقات سياسية واقتصادية مع غيرها من الدول والممالك الأوروبية، ولا شك أن القهوة التركية كانت حاضرة في أركان القصر العثماني وتقدم للضيوف كمراسم استقبال، وبذلك انتقلت القهوة وشهرتها إلى أوروبا من خلال التجار والسياح والسفراء العثمانيين .
انتشار المقاهي في اسطنبول
في حديث المؤرخ العثماني إبراهيم پيچوي عن افتتاح أول مقهى في إسطنبول، يقول: إن افتتاح أول مقهى في اسطنبول كان في عام 1554م في منطقة تاهتا قلعة، ويروى أن أول من أسس مقهى في اسطنبول هما امرأة شامية تدعى "شمس" ورجل حلبي يدعى "حكم"، ويضيف بيجوي أن مقاهي الإنكشاريين كانت من أشهر المقاهي الاسطنبولية آنذاك. هذا الاهتمام البالغ بالقهوة دعا إلى تشكيل جمعية للقهوجيين وتعيين رئيس لها سمي "قهوجي باشي". ولأنه كان يتردد إلى القصر ويمتثل في حضرة السلطان باستمرار تم اختياره من الثقات أي من الذين يقدرون على كتم أسرار القصر. وفي عهد السلطان "مراد الثالث" وصل عدد المقاهي في اسطنبول إلى 600 مقهى(6)، و قد افتتحت المقاهي بعد ان أصبح الشعب يشربها في الأماكن العامة. وهكذا أصبحت المقاهي ملتقىً للمشهورين والعلماء. وكان الشعراء يلقون أشعارهم والحكواتيون يقصون حكاياتهم على الحضور، ومع افتتاح المقاهي ظهرت حياة اجتماعية و ثقافية جديد(7).
طريقة تحضير القهوة التركية
إن صناعة القهوة التركية قصة توارث الأجداد للأحفاد? إتقان الأتراك لفن صناعة القهوة عبر مئات السنين رغم أن انطلاقتها كانت من الجزيرة العربية.
يقول بولنت تبتشام" مدير مطحنة "محمد أفندي المشهورة في إسطنبول (عبر موقع ثقافة وفن) ، حيث يقُص علينا قصة توارث صناعة القهوة التُركية من خلال جدّه "محمد أفندي" - الذي كان يعمل قهوجيًّا في القصر العُثماني- فقد أتقن الجد "محمد أفندي" فن إعداد القهوة في القصور السلطانية ومن ثمّ علّمها لأفراد أُسرته، ثمّ انتقلت لأحفاده الذين بدورهم تجوّلوا في الشوارع والأزقة التُركيّة لبيعها في بادئ الأمر، حتّى وصل بهم الحال إلى إنشاء أكبر المقاهي في تركيا؛ لتنتقل بعد ذلك القهوة التركية إلى العالَم عبر الرحلات التجارية القديمة والحديثة.
والسبب في تسمية القهوة في العديد من الدول بـ "القهوة التركية" هو طريقة طهيها. إذ يجري تحميص حبات القهوة في أوان خاصة ومن ثم تنقل إلى المبردات، بعدها تطحن في الهاون الخاص بالقهوة وتتحول إلى البن. وكلما كانت القهوة طازجة كلما زادت لذتها، إذ يجب استخدام القهوة بعد طحنها مباشرة أو حفظها بمكان مغلق كي تحافظ على طعمها.
إن طريقة تحضير القهوة أكثر أهمية من شربها في الثقافة التركية. فهناك تقاليد خاصة بصنع القهوة، من اختيار المغلاة إلى كمية الماء التي تضاف إليها. فمثلا تضاف ملعقتان صغيرتان من البن لكل فنجان وملعقتان صغيرتان من السكر لمن يرغبها حلوة. ويجب ان تطهى القهوة على نار هادئة، والاهتمام بأن يكون لها رغوة، وان توزع الرغوة بالتساوي على الفناجين ووضعها ببطء في الفناجين الخزفية ذات الممسك أو بدونها.
وتوضع الفناجين الخالية من الممسك داخل أوان أخرى تدعى "الظرف" وعادة تصنع من النحاس أو ما يشابهها من معادن (8)
العادات والتقاليد في شرب القهوة التركية
وشرب القهوة له طقوسه الخاصة في "التكايا" الصوفية في تركيا. وعن هذه الطقوس كتب "مصطفى قرا" مقالا في مجلة "التاريخ العميق" التركية، شرح فيه كيف كانت الدولة العثمانية تخصص مبلغاً شهرياً، لتلبية احتياجات زوار التكايا، يطلق عليه "طعامية". وكان يتم تأمينه من خزينة الدولة ومن الأوقاف. وكان هذا المبلغ يستخدم لتقديم الطعام للأعداد الكبيرة من الزوار، التي كانت تتوافد على التكايا في ليالي الذكر، وبعد صلاة العشاء يتم تقديم القهوة مجانا لجميع زوار التكية. أما عن كيفية اعداد القهوة ايام العثمانيين فلم يكن عن طريق وضعها على النار مباشرة انما يتم اعدادها على الرمل الساخن ببطء ويتم غليها مرتين وهذا ما يميز القهوة التركية، ثم دخلت القصور العثمانية واصبح من تقاليد السلاطين هو احتساء القهوة صباحا مع السلطانة الوالدة في جناحها الخاص .
ولم تعد القهوة التركية مجرد مشروب ساخن فحسب بالنسبة إلى الأتراك، بل هي فن وتاريخ ونمط حياة، وميراث مهم توارثوه عن أجدادهم العثمانيين، والتفنن في إعداد القهوة التركية وشربها أصبح موضة رائجة بين أوساط الفتيات، يتفاخرن بها، ويحرصن على التباهي بإتقان عملها وتقديمها في كل مناسبة يكون فيها لفيف منهن. فهناك من تضيف لها الحليب، وهناك من تضيف ماء الزهر، وهناك من تضيف مسحوق الكاكاو، أو البندق، أو الهيل(9 )، أما في مجال العمل، فشرب القهوة التركية أصبح أشبه ما يكون بالواجب الرسمي، فلا يكاد يبدأ يوم العمل، إلا والقهوة التركية حاضرة وموجودة، حتى قبل قدوم الموظفين أنفسهم، فهي تعتبر من الأشياء الضرورية في العمل ومتطلباته، وجزءًا لا يتجزأ من بروتوكول الضيافة في المكاتب.(10)
ألقاب القهوة التركية
ولقبوها بأسماء مختلفة، منها:
"قهوة التعب" لمن يشربها بعد عمل مرهق.
و"قهوة الخطبة" حين تطلب الفتاة للزواج. ويرى الأتراك أن خبرة الفتاة في الطبخ تعرف من قهوتها، فرغوتها تدل على مهارتها ورشاقتها، وحلاوتها إلى قبولها ورضاها بالخطيب.
و"قهوة أهلا وسهلا" للضيوف أو لمن ينتقل إلى بيت جديد فيزوره جيرانه الجدد للتعرف عليه والتقرب منه فيستقبلهم ويقدم لهم القهوة تعبيرا عن شكره وامتنانه.
"قهوة الصباح" تقدم ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة صباحا وخاصة بين السيدات اثناء تجاذبهن أطراف الحديث.
"قهوة لقد نعسنا" فهي القهوة التي تقدم للضيف في وقت متأخر وهي تعني "لقد نعسنا، هيا تناول قهوتك وعد إلى منزلك.
ومن العادات التركية الغريبة المرتبطة بالقهوة التركية هي عندما تقوم الفتاة التي يتقدم لطلب يدها للزواج بإعداد القهوة وتقديمها للضيوف. و توضع في قهوة الخاطب ملح، وعليه ان يشربها، فإذا شربها تسجل له نقطة عند أهل العروس (بمعنى أن الرجل صبور). اما إذا لم يشربها فهذا يعني انه نكدي وصعب.
ومن العادات التي ارتبطت بالقهوة التركية هو ما تقوم به السيدات بعد احتسائها من باب الفضول ، إذ يقلبن الفنجان وهذا يعني انهن يرغبن في قراءة الفنجان. لأن (تفل) القهوة يكون اشكالا وصورا على الفنجان وتقوم سيدة بتفسير هذه الأشكال حسب رؤيتها. ويجب ان يبرد الفنجان أولا قبل قراءته، وهي عادة سائدة في الأناضول خاصة، إذ هناك سيدات يمتهن قراءة الفنجان. وتبدأ قارئة الفنجان بقول "لا تؤمن بالفال ولا تحرم نفسك منه" إن القهوة أصبحت جزءا من حياة الأتراك الاجتماعية والثقافية. وتقول سونقول أوز تونش إحدى السيدات التركيات عن قراءة الطالع أو "الفال" إن "شرب القهوة وقراءة الفنجان جزء من ثقافتنا، وبالرغم من عدم إيماننا بالطالع، فإننا نمارس هذه العادة من باب الفضول فقط. ولكننا لا نؤمن أو نعتقد بذلك."(11) ولم تقف القهوة التركية عند هذا الحد، بل دخلت في نسق الثقافة الفكرية، وللقهوة في الحضارة التركية مكانة رفيعة وأهمية كبيرة. فقد رسخت في قيمهم وحياتهم حيث ضربت بها الأمثال وقيلت فيها الأشعار ولحنت لها الأناشيد، وهذا دليل على أهمية القهوة في المجتمع التركي، فمثلا على ذلك الأمثال الشعبية التالية:
"إكرام فنجان من القهوة يحمد أربعين سنة"
"القلب لا يريد القهوة ولا المقهى، القلب يريد الصديق والقهوة ذريعة "
"للقهوة معذرة لأربعين عاما"
جهود عربية لتسجيل القهوة العربية ختاما لموضوعنا نتمنى كل التوفيق للجهود التي تبذلها السلطنة ممثلة في وزارة التراث والثقافة (دائرة الفنون الشعبية)، ووزارة التربية والتعليم (اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم) بالتعاون مع بعض الدول العربية الشقيقة في إطار سعيها نحو تسجيل القهوة العربية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية وتقديمه كملف عربي مشترك، فالقهوة العربية هي الأصل والقهوة التركية هي فرع من هذا الأصل، والقهوة التركية في اصلها قهوة عربية وانطلاقتها كانت من الجزيرة العربية، وقديما قالت العرب "هذه العَصَا من تلك العُصَيَّة"
فهل نسمع قريبا عن إعلان تسجيل القهوة العربية في القائمة العالمية ؟ فالقهوة العربية هي قهوة الأجداد وستظل قهوة للأجيال .

الهوامش والمراجع:
1- في 5 ديسمبر 2013 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم-يونسكو- إدراج القهوة التركية على قائمة التراث العالمي غير المادي، واختيارها من بين عدد كبير من عناصر ثقافيّة موروثة قدّمت من قبل 116 بلدا، خلال اجتماع المنظمة المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
2- موقع اليونسكو الإلكتروني.
3- الجريدة الالكترونية "أخبار العالم" 13 إبريل 2014م.
* ربما تمَّ بناؤه خلال حكم بايزيد الثاني (أواخر القرن الميلادي ( 15- 16). فوق ميدان الخيل السابق، وتشير المصادر إلى أنه خضع للترميم في عام ( 926 -927/ 1520- 1521 ) بأمر من السلطان سليمان القانوني
4- فرح داغستاني ، تعرف على القهوة التركية ،ترك برس، 6 سبتمبر 2014م
* السلطان سليمان القانوني (حكم في الفترة 926- هـ 974/ 1520- م 1566).
5- دانيا الصبان ،القهوة التركية.. قصة عشق انطلقت من اسطنبول شربها نمط حياة وتقديمها ثقافة وترجمة للمجتمعات، جريدة الشرق الوسط ، 16 مايو 2009م.
* مصطفى باشا المرزيفوني الوزير الأعظم في عهد السلطان محمد بن إبراهيم.
* 27 سبتمبر– 15 أكتوبر، 1529 ومرة اخرى عام 1532م .
6- تقييما للاستاذ المساعد فاطمة احسان توران عضوة الهيئة التدريسية في قسم اللغة والأدب التركي في كلية الآداب جامعة غازي.
7- ومع مرور العصور صارت القهوة شيئا ضروريا لا غنى عنه. فمن أجلها أقيمت المقاهي، ولأجلها صنعت الفناجين والدلات المزخرفة، ولها حددت أوقات معينة. وأصبحت في كافة أرجاء العالم رمز الضيافة في مجالس ومجتمعات الناس الخاصة والعامة. ففتحت الأمم لها مكانا في حضاراتها وعاداتها المختلفة وجعلتها جزءا من أجزائها. فصارت تقدم في كل المناسبات..
8- نور الدين صواش (موقع ثقافة وفن)
9- أما تقديم القهوة فله مراسم خاصة أخرى. إذ يجب ان تقدم القهوة مع الماء والحلقوم. و يمكن تقديم مربى الورد أو البرتقال أو غيرها بدلا من الحلقوم.
10 مهران عيسى ، القهوة التركية.. فن وتاريخ ونمط حياة ، سكاي نيوز عربية، 3 نوفمبر، اسطنبول .
11- ميران عيسى ، المرجع السابق.
12- القهوة التركية فن وتاريخ ونمط حياة، قـنـاة الطـفـل، الدوحــــة‎

فهد بن محمود الرحبي