ـ تقرير يؤكد دور السلطنة في تعزيز التسامح حول العالم وتكريم مجموعة من الشخصيات العالمية
ـ 17 مركزا علميا باسم صاحب الجلالة في أشهر جامعات العالم هدفها تحقيق فهم أفضل لقيم الحضارة الإسلامية
مسقط ـ العمانية : تحتفل السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية اليوم بفندق هرمز بولاية السيب باليوم العالمي للتسامح الذي جاء تخصيصه من منظمة الأمم المتحدة لتحتفل به كل الدول الأعضاء ويصادف 16 نوفمبر من كل عام .
ويشتمل الحفل الذي سيرعاه معالي الشيخ عبد الله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة معرض يحتوي على لقطات لمشاهد من فعاليات (رسالة الإسلام ) الذي تبنته الوزارة ونفذته في عدة عواصم عالمية منذ عام 2010 كما سيتم خلال الاحتفال باليوم العالمي للتسامح تكريم مجموعة من الشخصيات من خارج السلطنة .
وفي تقرير تم نشره أمس أكد على دور عمان في نشر التسامح حيث قال التقرير "في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم الكثير من مظاهر الاضطراب والمواجهات وأعمال الإرهاب وعدم الاستقرار وهو ما تدفع الشعوب
ثمنه غاليا من حاضرها ومستقبلها تزداد في الواقع قيمة وأهمية النهج الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، والذي يقوم على أساس الحوار والقبول بالآخر ، والتسامح والتعاون من أجل بناء حياة أفضل لكل دول وشعوب العالم مع نبذ العنف وكل أشكال الإرهاب والتعصب ، والعمل من أجل تحقيق وترسيخ السلام والاستقرار باعتبار ذلك أمرا ضروريا للبناء والتنمية وتحقيق الرخاء في الحاضر والمستقبل .
ومع احتفال العالم غدا الموافق 16 نوفمبر الجاري" باليوم العالمي للتسامح: فإنه من الطبيعي والضروري أن تشارك السلطنة العالم من حولها في الاحتفال بهذا اليوم خاصة وأنها بذلت وتبذل العديد من الجهود ومنذ عدة سنوات من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار والتفاهم بين الدول والشعوب ليس فقط في هذه المنطقة من العالم ولكن أيضا بين الشعوب على امتداد المعمورة.
جدير بالذكر أن إيمان الشعب العماني بقيم التسامح والإخاء والتعايش ،هو إيمان عميق ومتأصل في الشخصية العمانية منذ القدم ، فإلى جانب ما هو معروف من أن العمانيين استجابوا لدعوة النبي الكريم / صلى الله عليه وسلم/ للدخول إلى الإسلام ودعا لهم الرسول الكريم عليه السلام فإنهم ـ أي العمانيين ـ امتدوا بعلاقاتهم الطيبة وتجارتهم إلى مختلف الدول والشعوب من شرق
اسيا إلى شرق ووسط افريقيا وإلى أوروبا والولايات المتحدة ومن ثم قامت عمان ولا تزال تقوم بدور حيوي في تعزيز وتعميق التواصل والحوار بين حضارات العالم من حولنا وهو أمر يلقى ترحيبا وتقديرا كبيرا من جانب مختلف شعوب العالم وقياداته .
في حين تحظى السلطنة بعلاقات طيبة ووثيقة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة وعلى امتداد العالم وهو ما يعزز المصالح المشتركة والمتبادلة فإنها وبتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم/ حفظه الله ورعاه/ تسعى باستمرار إلى القاء الضوء على نهجها في التسامح والحوار الحضاري مع الشعوب والحضارات الأخرى من ناحية وكذلك الاسهام في
التعريف بالقيم الإسلامية المعروفة بأعتدالها ووسطيتها وحرصها على الاقتراب من الآخر والحوار البناء معه بعيدا عن التعصب والتطرف الذي يتنافى مع روح الإسلام السمحة من ناحية ثانية .
وفي حين تقدم السلطنة تجربة متميزة ، وراسخة ومزدهرة كذلك في الاستقرار والتآلف والترابط والتسامح بين أبنائها والمقيمين فيها ، حيث أشادت كل التقارير الدولية بما تعيشه وتمثله عمان حيث يستطيع أبناء كل الديانات ممارسة عقائدهم الدينية في مساجدهم وكنائسهم ومعابدهم في إطار القانون وباطمئنان كامل فإن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تقوم من جانبها ومنذ عام 2010 بتنظيم معرض " التسامح الديني في عمان" وهو المعرض الذي إنطلق في ألمانيا/ في 16 /4 / 2010 ثم انتقل الى العديد من العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية والآسيوية واللاتينية حيث يتجاوز عدد المدن التي زارها الـ 50- مدينة في العالم.
ويقدم معرض التسامح الديني في عمان فرصة للتعريف عن قرب بملامح ومدى وعمق التسامح الديني في المجتمع العماني باعتبار ذلك قيمة إسلامية وإنسانية أيضا وسبيلا للعمل المثمر من أجل تعزيز المشترك الإنساني مع الشعوب الأخرى والتعاون لبناء حياة أفضل وهو ما يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف بقيمه الأصيلة وبعده الإنساني الشامل ومن ثم فإن هذه المعارض التي تقدم مطبوعات بأكثر من عشرين لغة مختلفة والتي أقيمت في عدد من أبرز جامعات العالم منها جامعة كامبريدج البريطانية وجامعة سيلف ريجينا الأمريكية في رود ايلاند على سبيل المثال تعمل على الإسهام في نشر رسالة الخير ورسالة عمان في التسامح الديني أيضا ،وبما يحقق فهما أفضل وأكثر موضوعية لقيم الدين الإسلامي الحنيف بوسطيته واعتداله خاصة في وقت يتعرض فيه للكثير من التشويه بسبب ممارسات واعمال المتطرفين من أبنائه .
وبينما تصدر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مجلة "التفاهم " وهي مجلة فصلية تعنى بنشر الثقافة الإسلامية والتركيز على كل ما يتصل بقيم الاعتدال والتسامح والوسطية وتعميق الحوار مع الآخر على أسس علمية وموضوعية فإن الوزارة تقوم باستضافة العديد من العلماء والمفكرين والباحثين الغربيين ومن مختلف مناطق العالم المهتمين بالفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات التي تقيمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وغيرها من المؤسسات العلمية والبحثية في السلطنة بما فيها جامعة السلطان قابوس لتحقيق التواصل على أعلى المستويات الفكرية مع العلماء والباحثين من خارج المنطقة .
وتظل المراكز العلمية باسم جلالة السلطان قابوس وهي 17 مركزا علميا أقيمت على امتداد السنوات الماضية في أشهر جامعات العالم بما في ذلك جامعات هارفارد وكامبريدج واوتراخت وملبورن وغيرها في مختلف قارات العالم مراكز إشعاع علمي وحضاري تسعى من خلال البحث العلمي وجهود العلماء لتحقيق فهم أفضل للقيم وللحضارة الاسلامية وجوهرها السمح وتبنيها الدائم للمشترك الانساني لتحقيق صالح الانسان والبشرية جمعاء ، وقد اقامت حكومة جلالة السلطان المعظم هذه الكراسي العلمية وترعاها بالتعاون مع الجامعات التي تحتضنها إيمانا بأهمية وقيمة العلم والفكر والبحث العلمي في تعزيز التواصل بين الحضارة الإسلامية والحضارات الاخرى وتعميقا أيضا لقيم التسامح والاعتدال والحوار بين البشر لتحقيق حياة أفضل لهم جميعا .
جدير بالذكر أن اليوم العالمي للتسامح الذي يتم الاحتفال به غداـ 16 من نوفمبر من كل عام ـ قد تم الإعلان عنه بمناسبة العيد الخمسين لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو ـ في 16 نوفمبر 1995 حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان مبادئ بشأن التسامح يؤكد على جملة بادئ من أهمها أن التسامح لا يعني التساهل أو عدم الاكتراث بل هو احترام وتقدير للتنوع الغني في ثقافات العالم وأشكال التعبير وأنماط الحياة التي يعتمدها الانسان فالتسامح يعترف بحقوق الإنسان العالمية وبالحريات الأساسية للآخرين ولأن البشر متنوعون بطبيعتهم فآن التسامح وحده هو القادر على ضمان بقاء المجتمعات المختلطة في كل منطقة من العالم ونظرا للأهمية الشديدة لهذه القيمة الرفيعة ـ قيمة التسامح ـ فإن من الأهمية بمكان العمل بمختلف السبل من أجل نشرها وتعميقها خاصة بين الشباب والطلاب منذ مراحل حياتهم الأولى لأهميتها لحاضرهم ومستقبلهم
أيضا وتبذل حكومة جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ جهودا كبيرة ومتواصلة في هذا المجال.