إطراء عالمي دور السلطنة في نشر التسامح
أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية معرض رسالة الإسلام من عمان في عاصمة جمهورية النيبال كاتماندو في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية غرسا لمبدأ إسلامي أصيل وسعيا نحو خطاب إنساني جامع يتوافق والخطاب العالمي الإنساني الوارد في كتاب الله تعالى يا أيها الناس وهو المتكرر في الكتاب العزيز ثلاث عشرة مرة وتفاعلا مع الاحتفاء الأممي العالمي بمناسبة يوم العالمي للتسامح والذي خصصته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ومساهمة فاعلة لحياة إنسانية خالية من النزاعات والتوترات على أسس قومية أو دينية أو طائفية أو عرقية ودعما لحياة إعمار الارض عمارة مادية ومعنوية وقد بدأ المعرض يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2014 بالاحتفاء بكلمات منظمات دولية وإقليمية تعنى بالخطاب الإنساني الجامع وقد أكدت الكلمات على أن خطاب السلطنة هو الخطاب المؤهل الذي يمكن من خلال نشره أن تنعم البشرية بحياة هادئة هانئة بغض النظر عن الألوان والأديان والمذاهب والأعراق وهو الخطاب الذي تحتاج إليه أمم الأرض كافة للتخفيف من الاحتقان الواقع حاليا في بعض جهات المعمورة
ومما ورد في كلمة دروبا راج منسق اللجنة الوطنية النيبالية باليونسكو بأن هذا المعرض يعزز التسامح والتعايش بين فئات المجتمع النيبالي وأكدت كلمة الوزارة أن العمانيين التزموا بمنهج وثقافة العيش المشترك قديما وحديثا وهو سر من أسرار الحياة الهانئة الهادئة المستقرة وهو الذي ضمن لها علاقات دافئة مع كافة الأمم والشعوب وأن خطاب يا أيها الناس هو خطاب قرآني قد عقلته عمان ولقد ارتضت السلطنة العيش المشترك سبيلا والتسامح طريقا بلوغا لغاية أسمى إنه التفاهم فإذا ما حل التفاهم انتهى الصراع وعذر كل صنف من الناس الآخر وتعاونوا فيما اتفقوا عليه .
وقد صاحب المعرض عرض فيلم تناول فيه نماذج واقعية وتاريخية من حياة التعايش بين الناس على أرض السلطنة مما يعني مبدأ حرية التعبد والذي يتجلى من خلال النص القرآني لا إكراه في الدين ومن خلال قوله تعالى لكم دينكم ولي دين
لقد حاز عرض الفلم على إعجاب الحضور ذوي المشارب والثقافات المتعددة لأن الفلم خاطب جميع الفئات الفكرية خطابا جامعا وكان كل فريق هو المخاطب بعينه
إن محطة رسالة الإسلام من عمان لن تتوقف في جمهورية النيبال بعد ذلك النجاح الباهر كما لم تكن النيبال المحطة الأولى وإنما هي المحطة السادسة والخمسون على مستوى العالم بل هنأك محطات آتية أخرى عديدة وفي دول مختلفة
كما صاحب حفل الافتتاح معرض لعشرين لوحة تحكي العيش المشترك في عمان والتاريخ الحافل للسلطنة في تعزيز روح الاعتدال والتسامح بين الأمم والشعوب كذلك تحكي الحياة العامة في السلطنة وما حظيت به المرأة من حقوق في ميادين الحياة المختلفة
العالم الإنساني متعطش إلى هذا الخطاب الذي ينبعث من أرض سلطنة عمان لأن خطاب التسامح والسلام هو خطاب الإسلام فتحيته السلام عليكم وردها وعليكم السلام ومن اسماء الخالق المعبود السلام وهو يدعو الى السلام وأعد جنة لعباده سماها دار السلام وتحيتهم فيها سلام
إن العالم اليوم يحتاج إلى الأمن النفسي وذلك يتجلى في قول نبي الإنسانية والسلام من روع مسلما روعه الله يوم القيامة وهذا الخطاب يتعلق بأبناء الدين الواحد وهناك خطاب يتعلق بأبناء الطرف الآخر ويتجلى ذلك في قول نبي الرحمة من آذى ذميا أو معاهدا لم يشم رائحة الجنة
السلطنة ترتكز في تلك الرسالة على النصوص التي ارتضتها دليلا وعلى الموروث الثقافي الأصيل وعلى الواقع الذي اعتمدت فيه خطابا إنسانيا جعل علاقاتها مع الإقليم والعالم محل إشادة وترحيب إقليمي ودولي يتجلى كل يوم واقعا ملموسا.