لماذا النبي خير الناس؟
إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) جاءنا بالقرآن ليكون حكَماً بين المسلمين وبين الناس كلهم فما من مشكلة إنسانيّة إلا و الشفاء من فيه، ونوره ساطع عليها ليُرى حقائقها عياناً مما يقودنا إلى الخلاص منها بما دلّنا عليها من علاج مستأصل.
وبطبيعة الحال لئن يحكمنا القرآن بمحكمه و متشابهه خير من أن ننقاد إلى شرائع النبيين السابقة التي كان موقوتة زمنياً بمجيئه، وكان هو مهيمناً عليها.
ولئن يحكمنا القرآن الصالح لكل زمان ومكان خير من أن يحكمنا شريعة نبي أخرى فنتبع المفضول ونترك الفاضل ناهيك إن المفضول غير صالح لزمان الأمة الإسلامية.
ـمن يحسن الحوار مثل محمد؟
هذه صحابية جليلة تسأله عن الفرج من ظهار زوجها عليها فتحاوره ثم تحاوره وتراجعه ومحمد يسمع ويسمع ولا يغضب ولا يجيب لإن أمرها لله وحده وعليه أن ينتظر وحي الله فيها, حتى نزل الوحي بحكم الله ليس فيها خاصة،لكنها تشمل كل المسلمين المظاهرين لزوجاتهم ففرح النبي (صلى الله عليه وسلم) بذلك قالت عائشة: لم أسمع قولها مع قربي منها لكن الله سبحانه سمعها من فوق السموات والأرض, فهل القرآن إلا معجزة لمحمد؟ وهل شخصيته بذاتها إلا معجزة؟!.
ـ من معجزاته: حبنا له أكثر من نفوسنا
النبي محمد أنقذنا من النار ونفوسنا تهوي بنا إلى النيران من هذا المنطق نقدم حبنا لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) على حب نفوسنا, وفي ذلك تبرك وثواب منه وثبوته كقدوة لنا
ـ من معجزاته: تظليل الغمامة والشجر له
ومن المعجزات ذُكِر:(وأظلته الغمامة في رجوعه من الشام وغيره وأظله الملكان في رجوعه ونزل تحت شجرة في ذهابه إلى الشام في تجارة خديجة ونزل تحت شجرة يابسة فاعشوشب ما حولها وأورقت وتدلت أغصانها وأثمرت وهي شجرة الزيتون)(من “كتاب السيرة اللامعة من المعجزات الجامعة” للشيخ محمد بن يوسف أطفيش).
ـ من معجزاته: إحياء أبوي محمد؟
قالت عائشة ـ رضي الله عنها:(إن الله أحيا له أبويه فآمنا به ونفعهما ايمانهما) وهذا الحديث في حكم المرفوع لأنه عائشة هي زوج النبي علمها النبي بنفسه فيكون هذا القول منه (صلى الله عليه وسلم) إلا أنه ضعيف، قد يؤخَذ بالضعيف في الأخبار لأن الوضع ليس موضع عقيدة ولا عبادة, ومن المسلّم أنه (صلى الله عليه وسلم) أنه يسمع من في القبور ويسمع موتى الكافرين في المعارك, فربما كان إسلام أبويه على هذه الطريقة .. والله أعلم،
كما نؤمن خلو سلسلة نسبه الشريف من الجنسين من زنى وفحشاء ومنكر بل كانوا طاهرين ولو أن بعضهم أحناف بل جلهم أحناف مسلمون وجوههم لوجه الله سبحانه وتعالى.
ـ بعثته في سن أربعين سنة؟
لو كان الأمر بيد النبي لتنبأ وهو في ريعان شبابه بين العشرين والثلاثين سنة مع ما عُرِف بكمال العقل والصفات وليكن له المدة الطويلة في الدعوة, لكن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى حيث اتخذه نبياً وعمره أربعون لأنه خُبِر الدنيا فيه ولحِكَم أخرى، وبالتالي نفهم أن الله هو الذي اتخذه نبياً ورسولاً إلى الناس كافة مهما كان كبٌر سنه وقسوة ما لاقاه من عذاب من يد أعدائه.
ولقد نجح النبي في تبليغ الرسالة إلى الناس قاطبة وأشهد المسلمون بذلك في حجة الوداع حين ألقى خطبته الدستورية لكل الناس، ونجح في تربية الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ وأرضاهم حتى أصبحوا قادة الأمم.
قال الشاعر واصفاً أصحاب النبي:
مـن الـرجال الـمصابيحِ الـذين همُ
كأنهم من نجومٍ حيَّةٍ صُنِعوا
أخلاقهم نورهم من أي ناحية
أقبلتَ تنظرُ في أخلاقهم سطعوا
وتوحي لفة (حيّة) إلى كثرة الحركة والتأثير على الغير بالخير فهم نبراس الأمم والخلاص من النقم ومحل النعم لا ينتهي ذلك رغم مرور الزمن, وأشهد أنهم خير صحابة.
لا تذكروا الكتب السوالف قبلهُ
طـلع الـصباح فأطفئ القنديلا
إن القرآن كالصباح وغيره من الكتب السماوية كالقنديل فأيهما أفضل ونوره أسطع؟
ـ آل النبي من هم؟
وفي ذلك أقوال:
1 ـ اتباع النبي منذ وجوده وحتى قيام الساعة.
2 ـ أهل بيته (العباس وحمزة وعلي وجعفر والفضل, وأزواجه وبناته وابناؤه وأبناء بناته كالحسن والحسين ونسلهما حتى قيام الساعة).
3 ـ اقتصرت الشيعة في أهل بيته على علي ونسله واستبعدت منهم زوجاته.

علي بن سالم الرواحي
كاتب عماني