مسقط ـ (الوطن):
عقدت دار الأوبرا السلطانية وبمبادرة من قسم التعليم والتواصل المجتمعي بالدار محاضرة تعليمية وعملية لفرقة "طريق الحرير" بقيادة الفنان العالمي "يويو ما" حيث قدمت الفرقة نبذة قصيرة عن طريق الحرير العالمي والذي كان يربط الشرق الأدنى في الصين واليابان مع أواسط آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا ونهاية في أوروبا، حيث كان طريق الحرير بمثابة تواصل اقتصادي وثقافي وحضاري وفني تبادلت فيه البلدان التي تخللها هذا الطريق كثيرا من الثقافات ومختلف الأديان والمنتجات المحلية كان أهمها منتج الحرير الذي كان ينسج في الصين ويتبادل بالمنتجات الشرقية والأدوات المحلية.
وتكمن أهمية هذا الطريق أيضا بالتبادل الفني الموسيقي الملموس من خلال السفر ومرافقة الموسيقيين أحيانا، وانتقال بعض الآلات الموسيقية التقليدية مثل "البيبا" أو العود الصيني وآلة "الشاكوهاتشي" أو الفلو الياباني وآلة "الشنج" (الأورغ الصيني المصنوع من القصب) والطبلة الهندية، و"الكمنجة" الإيرانية إلى آخره من الآلات الموسيقية.
ابتدأت الفعالية بنبذة موجزة قدمها وائل قاقيش رئيس قسم التعليم والتواصل المجتمعي في الدار عن الفرقة الزائرة وأهمية طريق الحرير وما حمله هذا الطريق من تبادل فني تاريخي يتمثل الآن بمشاركة فرقة "طريق الحرير" بقيادة الموسيقي الشهير "يويو ما" وبحضور أكثر من 160 طالبا وطالبة من مختلف المؤسسات والكليات بعضهم من قسم الموسيقى بجامعة السلطان قابوس وأعضاء من فرقة الأوركسترا السلطانية والأوركسترا الفلهارمونية السلطانية مسقط، وجمعية هواة العود والمدرسة الأمريكية ووفد طلاب ألماني يزور السلطنة ومن المدرسة الهندية ومجموعة من الضيوف المهتمين والباحثين بهذا الحدث الفني والتاريخي.
ابتدأت الفعالية بتقديم أعضاء الفرقة الموسيقية وثم الآلات الموسيقية المرافقة وبعزف صولو لكل آلة تمكن الطلاب من خلالها سماع ومعرفة تفاصيل هذه الآلة وامكانياتها وطريقة العزف عليها.
ومن ثم عزفت الفرقة كاملة والمؤلفة من 16 عازفاً بعض المقطوعات وبمشاركة جميع الآلات الموسيقية التقليدية ومنها الغربية بعضا من المقطوعات الرائعة التي تضمنت ارتجالات وايقاعات مختلفة اشتملت على ضروب هندية وآسيوية وعربية شرقية ثم انتقلت إلى مقطوعة ختامية بآلة "الغيتا" أو القربة الإسبانية .
وقد كانت للفعالية الأثر الكبير على الطلبة حيث أبدوا اهتماما كبيرا وأثنوا على هذا النوع من البرامج التعليمية التي تبرز دور الدار الكبير وخاصة في هذه الفعالية المميزة حيث التواصل بين ثقافات الشعوب ابتداء من اليابان والصين والهند ومرورا بإيران وعمان ومصر وشرق أوروبا وهذا يعكس دور الأوبرا السلطانية مسقط بالدور الثقافي والتعليمي التي تقوم به وذلك من خلال احتضان فعاليات تساهم وتركز على إبراز هذه الحقبة التاريخية في حياة الإنسان ودور الفن الإنساني بالجمع والتقريب بين ثقافات الشعوب المختلفة. وكان التركيز ايضاً في هذه الفعالية على جمع الطلبة من مختلف المؤسسات التعليمية تحت سقف واحد لتواصلهم واحتكاكهم مع واحد من أشهر العازفين العالميين "يويو ما" وأوركسترا متعددة الثقافات والذي ساهم في إثراء خيالهم وابداعاتهم الفنية والأدائية