أبهرتني وسحرتني القصيدة التي نظمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعنوان "صانع الأمجاد" والتي أهداها إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه وأمد في عمره ـ فقد أثبت صاحب السمو الشيخ محمد أنه نعم الأخ عندما عبر من خلال القصيدة عن فرحته بالاطمئنان على صحة صاحب الجلالة.
إن علاقتنا الوشيجة بأشقائنا من أبناء دولة الإمارات ليست وليدة اليوم أو اللحظة بل هي ضاربة في القدم وهي علاقة أخوة وصهر ونسب ورحم وهناك الكثير من العادات والتقاليد تجمع الشعبين في السلطنة والإمارات وان شاء الله لن ينال تلك العلاقة أية شائبة أو متغيرات .. وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عما يشعر به كل مواطن إماراتي لأن التاريخ مشترك والمصير مشترك والمشاعر كذلك مشتركة .. وعندما صاغ سموه القصيدة لم تكن من باب المجاملة أو البحث عن مصالح بل جاءت صادقة نابعة من القلب والعقل المحب لحضرة صاحب الجلالة ومدى ما يكنه من مشاعر أخوة صافية ومن يتأمل أبياتها ويتدبر في معانيها يكتشف ذلك بكل سهولة.
لاشك أن شخصية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ المحبة وأخلاقه الدمثة وطباعه الكريمة وحكمته البالغة وعقله الراجح وفطنته التي يشهد بها الجميع كل ذلك جعل جميع من يتعرف عليه يجله ويقدره ويحبه ويشعر كأنه له أخ أو أب .. يترجم ذلك علاقة السلطنة الطيبة بكل من حولها على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية.
لقد أجاد صاحب السمو في نظم قصيدته وامتلك ناصيتها وأدواتها بكل حرفية وصدق وأجاد تطويعها يتجلى ذلك في الكلمات الجميلة والتعبيرات الرقيقة التي استخدمها للتعبير عن مشاعره المحبة الخالصة فخرجت القصيدة راقية بعيدة عن الافتعال لتثبت أنه حقا فارس الكلمة.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يوضح في قصيدته فضل حضرة صاحب الجلالة على عمان التي لم تكن شيئا يذكر قبل أن يتولى جلالته مقاليد الحكم في البلاد وكيف أنها تحولت على يديه الكريمتين إلى دولة عصرية بمعنى الكلمة يتضح ذلك من خلال قوله الذي استهل به حسابه على تويتر "رَحمةٌ أنتَ قدَّرتْكَ السَّماء، لِعمانٍ ورفعَةٌ ورَجاءُ، هيَ كانت منْ قبلُ في شظفِ العيش، فأمسى على يَديكَ الرَّخاءُ" .. فهذه حقيقة يلمسها كل من يطأ قدمه الأرض الطيبة فقد أرسل الله سبحانه وتعالى جلالة السلطان المعظم ليسمو بعمان ويخرجها من ظلمات الفقر والجهل إلى مدارج الحداثة والرخاء ويحقق لشعبها العيش الرغيد والرفاهية والاستقرار والأمان.
كما وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سلطاننا المفدى بأنه زعيم تتيه به المعالي ومجده لا يوازيه مجد وأنه صاغ عمان درة وكيف أن جلالته بنى الصروح مذللا كافة الصعوبات والتحديات .. فصار لا يدانيه في علاه رفيع .. كذلك أن جلالته أبقاه الله واسع الحلم يعفو وهذا من شيمه التي لا ينكرها أحد فقلبه يسع العالم ومن فيه .. وكما أن عمان في عهده تزهو فإن للإمارات كذلك في فؤاده حظ ذلك أن الوطن والقوم والأهل واحد.
كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي وهي مقصد القاصي والداني إلى مقولة صاحب السمو الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ فقال إن جلالة السلطان يعرف أباه وداره وأن الشيخ زايد أوصاه بأن جلالة السلطان دائما له ذخر .. فقابوس أبقاه الله اسم "ردف كل عظيم وفعل لكل أمر جميل" .. ثم وجه حديثه إلى عمان فقال لها "عيِّدي يا عُمان جاءكِ عيدٌ .. وهو عيدٌ لنا جميعاً تبدَّى .. لِعُمان ورفعةٌ ورجاءُ".
وما أجمل كلماته الرقيقة التي وصف فيه أن علا جلالة السلطان بأنه يغار منه العلاء وأن "قِبْلَةَ الشرقِ شعَّ منها الضِّياءُ .. وبذَلْتَ الندى فِنعمَ العطاءُ" .. وهذا دليل على كرم جلالته كما وصف حكمة جلالته في قوله "لكَ كلَّ الصِّعابِ فهي هَباءُ .. لا ولا تستَخِفُّكَ الأهواءَ .. كلُّ فضلٍ لهُ إليكَ انتهاءُ .. في سماءٍ نجومُها زهراءُ" .. إلى غير ذلك من المعاني الجميلة التي أنهاها "كلُّ ما فيهِ بهجةٌ ورواءُ .. بالتَّهاني نزُفُّها والدُّعاءُ" ليتمنى لجلالته حفظه الله الصحة والعافية والعودة سليما معافى.
كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أثبت أنه نعم الأخ وصح لسانه وحفظ الله الإمارات وعمان شقيقين وأدام المحبة بين شعبيهما .. ونسأل الله العلي القدير أن يمن على حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالصحة والعافية وأن يعود إلى داره وشعبه وهو مفعم بالصحة والعمر المديد.

* * *
بداية رائعة لمنتخبنا الوطنى
يتابع عشاق الساحرة المستديرة من أبناء شعبنا الوفي ومعظم الشعوب العربية بطولة خليجي لكرة القدم في نسختها الثانية والعشرين التي تقام على أرض المملكة العربية السعودية .. وشاهدنا جميعا ما قدمه منتخبنا الأحمر من متعة وإثارة وتشويق في مباراته الأولى التي التقى فيها بالمنتخب الإماراتي الشقيق.
لقد أبلى لاعبونا بلاء حسنا وخرج أداؤهم مشرفا وقدموا مباراة أكثر من رائعة وأثبت منتخبنا أنه قادر على المنافسة على البطولة وأنه فريق قوي وند صعب المنال .. كما ذاد على الحبسي حارس المرمى عن شباكه كما يذود الأسد عن عرينه .. واتسمت المباراة بالندية والحماس وكان لمنتخبنا اليد الطولى في معظم أوقاتها.
إن دقات قلب كل عماني تعالت تحفزا وحماسا وهو يتابع المباراة وكل جوارحه تدعو الله أن يحقق منتخبنا الفوز الثمين وأن يضيف انجازا جديدا في سجل انجازاته الذي يحفل بالعديد من الانتصارات التي أبهرت متابعيها والتي تحققت بفضل الرعاية السامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه وأبقاه وأمد في عمره ـ فهو راعي الرياضة في السلطنة والذي يقف وراء كل نجاح أو إنجاز يتحقق على أرضنا الطيبة.
السمة التي ميزت المباراة هو تضافر اللاعبين وتوحد صفوفهم ورؤاهم وهدفهم على قلب رجل واحد .. فقد توحدت عزائمهم فوحدت معها قلوب كل العمانيين والمقيمين على أرض السلطنة الذين عبروا عن مؤازرتهم للمنتخب بالعديد من مظاهر الحب التي ملأت الشوارع والميادين والمقاهي والمدرجات حاملين صورة حضرة صاحب الجلالة ـ حفظه الله ورعاه ـ .
لاشك أن الفرحة غمرت كل عماني وكاد قلبه يطير من البهجة عندما أحرز منتخبنا هدفا صحيحا في مرمى المنتخب الإماراتي لكن ما لبثت أن تلاشت فرحته وأصابه الغضب والحسرة عندما لم يحتسب الحكم مرعي العواجي الهدف رغم أنه تمت إعادته أكثر من مرة على شاشات التليفزيون وثبت صحته مائة بالمائة .. كذلك العرقلة التي لحقت بعبدالعزيز المقبالي في منطقة الجزاء من قبل المدافع الاماراتي والتي لم يحتسبها الحكم كذلك ركلة جزاء صحيحة ولكن في النهاية لا يسعنا إلا الرضوخ لحكم المباراة واحترام وجهة نظره حتى ولو كانت خاطئة .. رغم أن خطأ الحكام هذا قد يكلف منتخبات وأندية ألقابا وبطولات .. ويكفي أن أخطاء الحكم كلفتنا نقطتين ثمينتين نحن أحوج ما نكون لهما في مشوارنا بالبطولة لذلك نتمنى أن يكون الحكام في المباريات القادمة على مستوى الحدث حتى لا يتسببوا في خسارة جديدة للمنتخبات المشاركة فتضيع جهود اللاعبين والأجهزة الفنية سدى.
على أية حال إن كل عماني يفخر بمنتخبه وبما قدمه من أداء مهاري عال ونتمنى أن يستمر على نفس المستوى فالمسابقة مازالت في أوجها وندعو الله أن يحالفه الحظ في المباريات القادمة ويتوج بطلا للمسابقة مرة أخرى لأنه يستحقها .. فالجماهير المخلصة تنتظر من الفريق الأحمر أن يقدم لها هدية العيد الوطني الرابع والأربعين فهي أحوج ما تكون للفرحة الكاملة .. لذلك نناشد أبطال عمان أن يعودوا إلى بلادهم وفي حوزتهم الكأس الغالية فالبطولة بين أقدامهم ولو استمروا في توحيد قوتهم ومهاراتهم فإن الكأس لن تكون بعيدة .. فليؤد كل منهم دوره على أكمل وجه وبإذن الله سوف يكون النصر حليفهم.

* * *
حروف جريئة
ـ فقدت الساحة الثقافية والخليجية والعربية بل والعالمية الكثير بوفاة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي إثر حادث مروري أليم .. فقد أخذ الرجل على عاتقه إحياء التراث الشعري سواء النبطي "الشعبي" أو الفصيح فهو صاحب فكرة أنجح برنامجين للغة والثقافة في العالم العربي "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" اللذين تولى الإشراف عليهما من أجل الحفاظ على التراث والثقافة العربية .. رحم الله المزروعي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وكافة المثقفين الصبر والسلوان.

ـ 7 ملايين من أطفال سوريا والعراق سيموتون من البرد .. هذا ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فالشتاء على الأبواب والبرد القارس والأمطار المتجمدة ودرجات الحرارة المنخفضة ستشكل تهديدا كبيرا على الأطفال الذين لن يجدوا ملابس وغطاء ومأوى يقيهم شر البرد .. ألن يحرك العرب ساكنا لإنقاذ الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم في الصراع الدائر في بلادهم ؟.

* * *
مسك الختام
قال تعالى : "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".

ناصر اليحمدي